في مناسبة اليوم العالمي للغة العربية، تبرز بين الحين والآخر تساؤلات حول أطول الكلمات في لغة الضاد، من بين هذه الكلمات كلمة "أفاستسقيناكموها"، التي تعني "طلبنا منكم أن تسقونا إياها"، وهي مثال على قدرة اللغة العربية على تكثيف المعاني في كلمات مركبة.
أما في القرآن الكريم، فتُعد كلمة "أنلزمكموها" (من سورة هود: 28) "فأسقيناكموه" (من سورة الحجر: 22) من أطول الكلمات التي تمثل ثراءً لغويًا وبنية صرفية متقدمة، هذه الأمثلة ليست فقط أطول كلمات بل تُظهر براعة اللغة العربية في تركيب الجمل والمعاني.
اليوم العالمي للغة العربية
في 18 ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية، هذا التاريخ يُخلّد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973، الذي جعل اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.
وتُبرز منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في احتفالاتها السنوية مكانة اللغة العربية باعتبارها وعاءً للتنوع الثقافي والإبداع، فالعربية ليست فقط لغة أدب وشعر، بل هي أيضًا وسيلة نقل المعارف العلمية والفلسفية من الحضارات القديمة إلى أوروبا في عصر النهضة.
اللغة العربية.. نافذة على التنوع الثقافي
تؤكد اليونسكو أن اللغة العربية بأساليبها المتنوعة، الفصيحة والعامية، تعكس تنوعًا ثقافيًا مذهلًا، فقد ساهمت اللغة في توحيد الشعوب ونقل المعارف عبر الطرق البرية والبحرية لطريق الحرير، من سواحل الهند وحتى القرن الإفريقي، كما ساعدت على إقامة حوار ثقافي وحضاري بين الشرق والغرب.
وفي بيانها بمناسبة الاحتفال هذا العام، شددت اليونسكو على تقديرها للناطقين بالعربية ودورهم في الحفاظ على تراثها الغني، وأشارت إلى أن الاحتفال يتزامن مع الذكرى الخمسين لجعل اللغة العربية رسمية في الأمم المتحدة.
فعاليات متنوعة للاحتفاء بالعربية
تشهد احتفالات هذا العام برامج وفعاليات متنوعة تُبرز جماليات اللغة العربية على المستويين الشعري والفني، من أبرزها:
مائدة مستديرة تناقش موضوعات مثل "الفلسفة والشعر: دور الشعر العربي في تشكيل المعارف والتحولات الاجتماعية"، و"اللغة العربية والفنون: تعزيز التنوع الثقافي".
مناقشات حول "البصمة العربية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".
العربية.. إرث عالمي ملهم
الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية يُعد دعوة لإبراز جماليات لغة الضاد كرمز للتنوع الثقافي والإبداع الإنساني، فهي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل جسر يربط الماضي بالحاضر، وثقافة تلهم الأجيال الحالية والمستقبلية.
0 تعليق