ذكريات «الخريجين» بعيدها الـ 60: مواقف ثابتة وإنجازات وطنية

الكويت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في الذكرى الـ 60 لتأسيسها، أكد محاضرو احتفالية جمعية الخريجين، أن مواقف الجمعية ثابتة في جميع القضايا المحلية والدولية، مشيرين إلى أنها حققت إنجازات وطنية وتركت بصمات واضحة في التفاعل مع حل القضايا والمشاركة في تقديم الرؤى والخطط لمؤسسات المجتمع المدني، فضلا عن مشاركتها في جميع الفعاليات القومية والوقوف مع الانتفاضة الفسلطينية وغيرها.

وقال المحاضرون، في الاحتفالية التي تم تنظيمها تحت عنوان «ذكريات الخريجين في عيدها الستين» بمقر الجمعية، وأدار الحوار خلالها د. غنام الغنام مساء أمس، إن الجمعية مرت بالعديد من المواقف، اثبتت خلالها تمسكها بالرأي والقرار، والعمل على تفعيل كل الأدوات التي تخدم المجتمع المدني، وفيما يلي التفاصيل:

بداية، أشاد رئيس «الخريجين»، إبراهيم المليفي، بجهود أعضاء مجالس إدارة الجمعية في خدمة نشاطاتها بالعمل والرأي والمشورة لتحقيق اهدافها، مشيرا إلى أنها تطمح إلى أن تقدم خدماتها للمجمتع في زمن تبدل فيه مفهوم الحضور والتفاعل بعد تجربة مريرة عاشها البشر خلال فترة جائحة كورونا، وفي خضم تطورات الذكاء الاصطناعي التي غيبت قسرا الكثير من المهام والوظائف التي كان ينفذها الإنسان بقدراته المحدودة لذلك.

وأوضح المليفي أن «الخريجين» تنظر إلى هذه التحولات الجديدة كاختبار مهم يجب التعامل معه والمساهمة في تقديم الحلول والرؤى المناسبة لاستيعابه وتجنب السقوط في شراكه الرقمية الكثيرة.

ودعا بالرحمة والمغفرة «لكل الأعزاء الذين فارقوا هذه الحياة وآخرهم رئيس الجمعية الأسبق أخي الكبير وأستاذي عبدالله الطويل، رحمة الله وأسكنه فسيح جناته».

وقال المليفي: «مرت علينا منذ احتفالنا السابق قبل 10 سنوات أحداث كثيرة داخلية وخارجية، بعضها انقضى وزالت آثاره، وبعضها الآخر لا يزال مستمراً، ويلقي بظلاله على القادم من الأيام، وآخرها حرب الإبادة في غزة والتغيير الكبير الذي حصل في سورية».

أما على الصعيد الداخلي، خصوصا فيما يتعلق بأحوال مؤسسات المجتمع المدني، ذكر المليفي أن «الوضع لم يتغير كثيرا، حيث استمرت النظرة السلبية لدور المجتمع المدني، وكأنه إدارات حكومية تحتاج إلى أخذ الإذن قبل ممارسة أنشطتها بنفس الأساليب، ودعوني أختصر هذا المشهد بكلمة أن الوضع خطير».

بؤر الفساد

من جانبه، قال رئيس «الخريجين» الأسبق عادل الفوزان، إن الجمعية منذ نشأتها الأولى وفي ظل الظروف التي مرت بها كانت مواقفها ثابتة مع الحق وضد بؤر الفساد، مشيرا إلى أن تاريخها حافل بالانجازات والتفاعل مع العديد من القضايا الوطنية، وكان لها دور أساسي في التفاعل مع أي ندوة أو فعالية منذ انطلاقها.

وأضاف الفوزان: «مع الأسف، خلال فترة جائحة كورونا، مرت العديد من جمعيات النفع العام بمضايقات، رغم أنه كان من المفترض أن يكون لها دور ريادي خلال تلك الفترة، خصوصا أن الجمعيات لديها مصداقية مع المواطن»، مشيرا إلى أن «جمعيات النفع العام تشارك في إعداد الخطط والرؤى لمؤسسات الدول، ولكن مع الأسف أصبحنا نتراجع في خطوات إلى الوراء في الوقت الحالي!».

ولفت إلى انه من أبرز المواقف التي مرت بها الجمعية أنه «بعد تحرير الجنوب اللبناني قمنا بإعداد كشوف بأسماء الراغبين في السفر إلى لبنان للمباركة والتهنئة، فعلم الديوان الأميري بهذه الرحلة، وطلب من الجمعية أسماء الراغبين في السفر، ليتكفل الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، بتكاليف الرحلة وإعداد طائرة خاصة لنقل الوفد للسفر والتهنئة».

صاحبة المبادرة

من جانبه، أكد رئيس «الخريجين» السابق، سعود العنزي، أن مواقف الجمعية في كل القضايا الوطنية العربية ثابتة، مشيرا الى أنها بشكل دائم تدعو جمعيات النفع العام إلى مناقشة قضايا مهمة، وغالبا ما تكون صاحبة المبادرة للتباحث في حلول قضية معينة.

وتطرق العنزي إلى احد المواقف السابقة، حيث ساهمت الجمعية في تغيير القرارات لمصلحتها، مشيرا إلى أنه «في فترة سابقة اصدر مجلس الوزراء قرارا بأنه لا يجوز لجمعيات النفع العام مخاطبة اي جهة حكومية إلا عبر وزارة الشؤون، وهو قرار فيه مشكلة لجمعيات النفع العام التي أبدت رفضها له، فطرأت لي فكرة بإخراج المسؤولين من حرج التراجع عن القرار، من خلال القول إن المقصود بالقرار هو الجمعيات التعاونية وليس جمعيات النفع العام، وفعلاً هذا ما ظهر في قرار التعديل».

وفي موقف آخر يبين تماسك مجلس الإدارة في الرأي، ذكر العنزي موقف الجمعية من موضوع تبرعات الفاو في العراق، موضحا انه «رأينا أن الجمعية ليس من مصلحتها الدخول كطرف فيها، خصوصا في ظل الضغوط وكمية الاتصالات التي مرت بها الجمعية من شد وجذب وتهديد من النظام العراقي، إلا أن مجلس الإدارة تمسك بموقفه الرافض للدخول طرفا في عملية التبرعات».

40 عاماً على النكبة

ولفت العنزي إلى موقف آخر مرت به الجمعية خلال فعالية مرور 40 عاما على النكبة، موضحا أن «الجمعية قامت بدعوة جميع الفصائل الفلسطينية، وعندما حضروا، قام احد ممثليهم بالاعتراض على وجود ممثل آخر، وفي نفس الوقت رفضت الجمعية هذا التصرف بشكل قاطع، وكان رئيس الجمعية السابق عبدالله الطويل مؤيدا لنا، وهذا الأمر يدل على تمسك الجمعية بمواقفها الثابتة».

لجنة الانتفاضة

وبين أن «الجمعية قدمت العديد من الأفكار، ابرزها تشكيل اللجنة العربية لمساندة الانتفاضة الفلسطينية المشكلة من جميع اطياف المقيمين في دولة الكويت، وخصوصا إخوانا الفلسطينيين، وكانت أبرز الأنشطة التي قدمتها اللجنة في أحد الأنشطة، جمع تبرعات بلغت 50 ألف دينار، فضلا عن فكرة أخرى للجنة تتلخص في أن كل أسرة كويتية تنتقي أسرة فلسطينية تقوم بدعمها».

وأضاف «أن آخر دفعة مساعدات من اللجنة خرجت من لندن في ليلة الأربعاء أول اغسطس 1990»، مشيرا إلى أنه «بعد فترة الغزو العراقي على الكويت، دعت الجمعية إلى مهرجان خطابي لإعادة العمل في اللجنة العربية لمساندة الانتفاضة الفلسطينية، ليتم تغيير اسمها (كويتيون لأجل القدس)، ويأتي ذلك نتيجة إصرار الجانب الكويتي على الاهتمام بالقضايا الفلسطينية، خصوصا بعد فترة الغزو».

وختم العنزي بقوله: «إن للجمعية العديد من المشاركات والمواقف الثابتة، أبرزها التصدي للرافضين لحقوق المرأة والتعليم المشترك».

بصمات بارزة

من جانبه، قال الإعلامي يوسف الجاسم، إن الجمعية صرح تاريخي عاصر العديد من الأحداث المحلية والعالمية، وكانت لها بصمات بارزة في مختلف القضايا التي مرت بها الكويت.

وأعرب الجاسم عن فخره بعقد احتفالية مرور 60 عاماً على تأسيس الجمعية، مشيراً إلى أنه عاصر خلال فترة عمله في الجمعية، إطلاق اسم الشهيد مبارك فالح النوت، يرحمه الله، على إحدى قاعاتها، وهي دلالة رمزية على اهتمام الجمعية بالأشخاص الوطنيين الذين كان لهم دور وطني وبارز.

وأوضح أن الجمعية كانت ملتقى للقضايا المحلية والعربية والشخصيات المهتمة في الواقع الثقافي والسياسي، مشيراً إلى أنها حاضنة رئيسية للتأهيل للعمل الاجتماعي، ولها دور أساسي في صقل العديد من الإمكانات الإعلامية، موضحاً أن التأهيل الإعلامي «بالنسبة لي انطلق في برنامج قضايا وردود الذي كان يقدمه الاخ ناصر الصانع.

وبيّن الجاسم أنه «في عام 1973 طلب المرحوم ناصر الصانع التفرغ للعمل في تقديم برنامج ردود وقضايا، حيث قمنا بتولي الإعداد بمشاركة الاخوان د. يوسف الإبراهيم ود. موضي الحمود وغيرهما»، مستذكراً العديد من الفعاليات والأنشطة الشعرية التي قدمتها الجمعية.

كما استذكر الجاسم زيارة وفد الجمعية الشعبي للتهنئة بتحرير لبنان، وعند الوصول توفى الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، على الرغم من أن دولة لبنان كانت في حداد، لكنهم فتحوا الأبواب للوفد، وكان للأخ محمد الصقر دور كبير في هذه الزيارة.

ولفت الجاسم إلى أنه «عاصر العديد من الاخوة في مجلس إدارة جمعية الخريجين، منهم فيصل الحجي وعبدالله الطويل، يرحمهما الله، وخالد سلطان بن عيسى وفيصل المشعان ومبارك المطوع وغيرهم الذين تشرفت بمزاملتهم في الجمعية ومجالات أخرى من العمل الوطني».

وقال إن الجمعية شكلت جزءاً كبيراً من شخصياتنا، وهي تعتبر مصدر إشعاع لنا وفائدة كبيرة للمجتمع الكويتي، كما تشكل مدرسة لجميع الجوانب الإعلامية والثقافية والسياسية.

وعن الأنشطة التي قدمها في الجمعية، استذكر الجاسم في بداية إنشاء مبنى الجمعية في بنيد القار عقب انتقالها من منطقة عبدالله السالم، بأن تولى مسؤولية تشجير الجمعية وإلى يومنا هذه موجودة، فضلاً عن معاصرته فترة تصميم شعار الجمعية من المهندس فاضل عبار.

اللجة الثقافية

من جانبها، قالت أمينة سر جمعية الخريجين مها البرجس، إنه «عقب فترة التخرج من الجامعة، انضممت إلى الجمعية لدعم الانتفاضة الفلسطينية في ديسمبر 1988»، مشيرة إلى أنه «عقب تحرير الكويت من الغزو العراقي، تمت دعوتي في الجمعية مرة أخرى للمشاركة في العمل بلجانها، وتم الانضمام إلى اللجنة الثقافية».

وأفادت البرجس بأنه «بعد انضمامها إلى اللجنة الثقافية، كان أول مشروع تنظمه هو الاحتفال بمرور 30 عاماً على تأسيس الجمعية»، مضيفة أنه «تم تنظيم العديد من الفعاليات من اللجنة الثقافية، أبرزها ندوة تطور سوق العمل في الكويت وكانت أوراق مقدمة من د. موضي الحمود ود. عيسى القيسي، ومخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل من د. أحمد الربعي عندما كان وزيراً للتربية، وقضايا سياسية في التنمية وسياسات الموارد البشرية في الكويت وكانت أوراق مقدمة من د. إسماعيل سراج الدين ود. معتز خورشيد، واتجاهات سوق العمل في الاقتصاد الكويتي ورقة مقدمة من د. يوسف الإبراهيم وموضوع القوى العاملة في الكويت ورقة مقدمة من د. خلدون النقيب.

كتيب الجمعية

وذكرت البرجس أنه «تم تكليفي إعداد كتيب عن تأسيس الجمعية بكل تفاصيلها وعرفت نشاطاتها والأعضاء المؤسسين وأعضاء الجمعية العمومية»، مبينة أن الجمعية تعتبر حاضنة للعديد من الجمعيات، أبرزها جمعية حقوق الإنسان ولجنة أنصار الديموقراطية وحماية المال العام وجمعية الجراحين وجمعية الصداقة، وغيرها.

ولفتت إلى أن الجمعية نظمت العديد من الندوات والمهرجانات الخطابية التي قامت بها أبرزها ذكرى الاحتلال - ندوة القضية الفلسطينية في 40 عاماً بالتعاون مع اللجنة العربية للقضية الفلسطينية، وقام مركز دراسات الوحدة العربية بطباعة الندوة كاملة في كتاب.

وبينت أن الجمعية كان لها دور مميز في إدارة الحملات الانتخابية، فضلاً عن دورها المحوري في قضية الأسرى من خلال المشاركة في الوفد الشعبي الذي نظمته الكويت للدفاع عن ضحايا الحرب والتعريف بقضايا الأسرى في المحافل الدولية.

وتخلل المؤتمر معرض للصور أرّخ الأحداث ذات الصلة بجمعية الخريجين منذ تأسيسها، فضلاً عن عرض تصوير فيديو تضمن سرداً تاريخياً حول لجنة التآخي بين الكويت والعراق ودور الجمعية في تأسيسها.

84 % من قوة العمل الكويتية بالقطاع العام

12 مليار دينار كلفة الرواتب سنوياً بما يتجاوز نصف مصروفات الميزانية

استعرض المليفي بعض المؤشرات الرقمية حول استدامة سوق العمل، مشيراً إلى أن نسبة العمالة الوطنية في القطاع العام بلغت أعلى مستوياتها التاريخية عند 84 بالمئة من إجمالي قوة العمل الكويتية.

وكشف المليفي أن كلفة الرواتب في الكويت سنوياً بلغت 12 مليار دينار، أي أكثر من نصف مصروفات الميزانية.

وأكد أنه يوجد مليون كويتي مواليد بعد الغزو و42 في المئة من الكويتيين أقل من 19 عاما، وهذا يدل على أن إصلاح قضايا التعليم وارتباطها بسوق العمل يفترض أن يكون الشغل الشاغل لدى المجتمع ومتخذ القرار.

وتابع أنه «رغم تأسيس العديد من الهيئات الحكومية كهيئة تشجيع الاستثمار الاجنبي، والصندوق الوطني للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فإن هذه الأجهزة الحكومية مجتمعة لم تستطع أن تخلق واحداً في المئة من فرص العمل في القطاع الخاص، بل تحولت إلى عبء بيروقراطي على عكس الهدف من تأسيسها».

وأضاف المليفي أن اعتماد سوق العمل اليوم على التوظيف الحكومي مرتبط بشكل وثيق بأسعار النفط العالمية، وهي أقل من سعر التعادل المقدر بالميزانية بنحو 15 دولاراً للبرميل، لذلك فأي هزة في أسواق النفط يمكن أن تؤثر بقوة على قدرة الدولة في توفير الوظائف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق