الثقافة السعودية والقوة الناعمة

مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ظاهرة الأطباء الأدباء لا تزال تمنح المجتمعات البشرية ألقا من إبداعاتها المتميزة، فقبل عدة أيام شاهدت مقطعا من برنامج أذاعته قناة MBC وقدمه المذيع المتألق ياسر العمرو، حيث استضاف الشاعر والطبيب السوداني الشاذلي العجب، المثير في هذا اللقاء كان تميز الضيف في نظم وإلقاء الشعر النبطي السعودي بكل مهارة وإبداعية مدهشة، هنا تظهر قوة الثقافة السعودية وأثرها على الآخر، ولا شك أن هذه الثقافة هي إحدى أدوات القوة الناعمة التي تتميز بها المملكة العربية السعودية.

في علم الاقتصاد الحديث هناك قطاع يسمى بالقطاع البرتقالي، وهو اقتصاد لا يرتبط بالسلع أو الإنتاج التقليدي وإنما يتعلق بالثقافة والإبداع البشري وما يترتب عليهما من مردود مادي على المجتمع، وهذا ما يسمى بالاقتصاد الثقافي، وللمعلومية فإن الاقتصاد البرتقالي أو الثقافي يمثل عالميا اليوم ما يقارب 2 تريليون دولار، ويتأسس على تحويل الأفكار الإبداعية إلى أصول فكرية من السلع والخدمات تتحقق من ورائها منافع اقتصادية، ومن هنا بدأ التنافس الدولي على توثيق التراث الشعبي والوطني للاستفادة منه كرافد اقتصادي، ولا شك أن المملكة لديها مخزون ثقافي هائل من الإبداع الإنساني، ولعل أحدها الشعر النبطي الذي بدأ يمتد أثره الإيجابي بين الشعوب العربية كقوة ناعمة للثقافة السعودية.

التراث المادي هو التراث الملموس، كالآثار التاريخية والمباني القديمة والملابس الشعبية والمتاحف الوطنية وهكذا، أما التراث غير المادي فيعبر عن الثقافة والأدب المحلي، مثل الشعر النبطي وكذلك الفلكلور والفنون والرقصات الشعبية والأمثال المتداولة والأهازيج والعادات والتقاليد الاجتماعية والحرف والمهن التقليدية وحتى الأساطير المتوارثة، وفي المنطقة العربية ذات الثقافات المشتركة تتداخل مع بعضها في العديد من أصناف التراث غير المادي، مثل الخط العربي وهذا أمر طبيعي، بيد أن المملكة تتميز عن غيرها بالعديد من المميزات الثقافية التي تم تسجيلها في منظمة اليونسكو، كالعرضة النجدية والقهوة السعودية والقط العسيري والمزمار الحجازي وحياكة السدو وحداء الإبل والورد الطائفي وعادات وتقاليد الحناء وصناعة وعزف آلة السمسمية وغيرها، ويأتي الاهتمام المتزايد حول التراث غير المادي كونه يعبر عن الهوية الوطنية للشعوب، ويعكس ألوانا من حضارتها وشخصيتها الثقافية والتي تمثل بصورة أو بأخرى القوة الناعمة لها.

خاتمة القول.. من خلال برامج التحول الوطني للرؤية الوطنية 2030، والتي تحظى برعاية سمو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واهتمام سمو سيدي ولي عهده، الأمير محمد بن سلمان نجد أن المملكة اليوم أضحت البلد الأول في الشرق الأوسط من حيث ريادتها الثقافية في العديد من المجالات المختلفة، كالسينما والمهرجانات العالمية المرتبطة بها، والمسرح والشعر ومعارض الكتب ودور النشر والاهتمام بالمكتبات والكتب والمثقفين والإنتاج الثقافي والفني عموما، وهذا يعود إلى تألق الجهات المسؤولة وإبداعها في إخراج الثقافة السعودية بهذا التميز العالمي كوزارتي الثقافة والإعلام وكذلك الهيئة العامة للترفيه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق