الظروف المعيشية الصعبة التى يواجهها العديد من الممثلين تدفعهم أحيانًا للقبول بأى دور يُعرض عليهم، بغض النظر عن حجم الدور أو أهميته. هذا الأمر لا يعكس فقط التحديات الاقتصادية التى يواجهونها، بل أيضًا شغفهم الكبير بالفن ورغبتهم فى الاستمرار فى ممارسة مهنتهم المحبوبة.
الفنان الكبير عبدالرحمن أبوزهرة، على سبيل المثال، أشار إلى أنه قد يضطر لقبول أدوار صغيرة ليس بسبب الحاجة المالية، بل للحفاظ على استمراريته الفنية بقوله فى تصريح تليفزيونى «اعتبرونى وجه جديد»!
ومع ذلك، هناك العديد من الممثلين الذين يجدون أنفسهم فى مواقف صعبة تجبرهم على قبول أى عمل متاح لتلبية احتياجاتهم المعيشية، وهذا الواقع ليس عيبًا، بل هو جزء من التحديات التى يواجهها الفنانون فى مسيرتهم.. ولكن العيب أن دولة مثل مصر بدأ المسرح والسينما فيها منذ أكثر من مائة عام، ولا يتم تقدير الجهود التى بذلها هؤلاء الفنانون من حياتهم وجعلوا من فن الفرجة والتمثيل صناعة عريقة.. وفى نهاية حياتهم يتسولون!
وحكاية حق الأداء العلنى للممثلين نادى به أكثر من مرة الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين فى أيامها الأخيرة، وما يقوم به حاليًا الفنان الكبير يحيى الفخرانى بتبنى قضية هذا الحق الضائع للممثلين، وقد قام الفخرانى بطرح مشروع قانون حق الأداء العلنى للممثلين على مجلس الشيوخ وتم عمل اجتماع مع مجلس النواب وهو ما لاقى استحسان الجميع، مع العلم أن مجلس الشيوخ دوره هو اقتراح برغبة وبعدها يتم تمرير الأمر على مجلس النواب لإصدار القانون.
وحق الأداء العلنى للممثلين هو حق قانونى يتيح لهم الحصول على تعويض مالى عن استخدام أعمالهم فى الأماكن العامة، مثل العروض السينمائية، والتليفزيونية، والإذاعية، والعروض المسرحية، هذا الحق موجود فى العديد من الدول حول العالم، بما فى ذلك أمريكا وأوروبا، مثلما يحصل المطرب والمؤلف والملحن حق الأداء العلنى عن كل أغنية أبدعوها.. وأسرهم من بعدهم!
حكى لى صديق، وهو أحد أبناء ملحن كبير.. أن أسرته وأشقاءه ينتظرون حصولهم على العائد المادى عن حق الأداء العلنى لأعمال والدهم سنويًا بفارغ الصبر لأنه يسدد احتياجاتهم وديونهم ويغنيهم عن الحاجة والعوز للآخرين.. فى حين الممثلون وأبناؤهم وأسرهم يعيشون فى ظروف معيشة صعبة.. مع إن منتج العمل الفنى سواء كان سينما أو مسرحًا أو غير ذلك يكون المستفيد الوحيد هو، ومن بعده أبناؤه وأبناء أبنائه وأقاربه الورثة كمان.. وليس من العدل إذلال الممثلين الذين أمتعوا الملايين بفنهم فى أيامهم الأخيرة!
0 تعليق