- بيرسى تاو يرفض الرحيل ورضا سليم يفاضل بين 3 أندية
- راحة سلبية للاعبين قبل مواجهة شباب بلوزداد الجزائرى بـ«أبطال إفريقيا»
«بالتأكيد كنت أعرف منذ مدة طويلة أننى سأضطر لإعلان ذلك فى مرحلة ما، وأعرف أننى لن أتمكن من الاستمرار فى أداء المهمة إلى ما لا نهاية»، هكذا أعلن الألمانى يورجن كلوب، فى الموسم الماضى، خبر رحيله عن تدريب فريق ليفربول الإنجليزى، بعدما شعر بأنه قدم كل شىء مع «الريدز»، ولن يكون بمقدوره إضافة المزيد من البطولات والإنجازات لقلعة «الأنفيلد».
وجاءت إدارة ليفربول بالهولندى أرنى سلوت، الذى وضع «الريدز» على القمة، سواء فى البريميرليج أو فى بطولة دورى أبطال أوروبا.
وربما يكون هذا أيضًا ما يحتاجه فريق الأهلى فى الوقت الحالى، أى يحتاج مدربًا جديدًا يعيد للفريق قوته وسطوته، بعدما حصد المدير الفنى الحالى مارسيل كولر جميع البطولات مع الأحمر، وحقق معه كل الإنجازات، ونجح فيما فشل فيه سابقوه، خاصة أن الفترة الأخيرة كشفت عن أن المدير الفنى للأهلى لم يعد لديه جديد ليقدمه مع الفريق.
لا جديد تحت قيادة العجوز السويسرى.. والأداء «التجارى» سمة الفريق فى الفترة الأخيرة
خاض الأهلى تحت قيادة مارسيل كولر فى هذا الموسم ثلاث بطولات، كشفت عن مدى العجز الذى وصل إليه الفريق، تحت قيادة العجوز السويسرى، فالأهلى بدأ الموسم بمواجهة الزمالك فى كأس السوبر الإفريقى، وفشل فى الفوز باللقب، بعدما عاندت ركلات الترجيح المارد الأحمر.
وظن الجميع أن خسارة اللقب ستكون بداية لتوهج الفريق، مثلما حدث فى الموسم الماضى، خاصة بعد أن جاءت مباراة الأهلى مع الزمالك فى كأس السوبر المصرى، التى حصدها «الأحمر» بركلات الترجيح، وحقق بعدها بطولة نصف الدنيا «القارات الثلاث» عقب الفوز على العين الإماراتى بثلاثية.
وظن الجميع أن «المارد الأحمر» قد عاد، لكن الواقع أظهر عكس ذلك، إذ فشل الأهلى فى تحقيق الفوز فى آخر مباراتين بالدورى، أمام الاتحاد السكندرى والبنك الأهلى، وبعدها تعادل مع أورلاندو فى عقر داره بجنوب إفريقيا ببطولة دورى الأبطال، وسافر للعاصمة القطرية الدوحة محملًا بآمال جماهيره لتحقيق الفوز ببطولة التحدى والتأهل لنهائى بطولة الإنتركونتيننتال ومواجهة ريال مدريد فى نهائى البطولة العالمية لأول مرة فى تاريخ البطولة، لكنه فشل فى أسهل مباراة له على المستوى العالمى فى تحقيق الفوز فى الوقتين الأصلى والإضافى للبطولة، حتى إن ركلات الترجيح عاندته، حتى فى الوقت الذى بدأ فيه لاعبوه الاحتفال باللقب.
ثلاث بطولات خاضها الأهلى فى الموسم الحالى، سوبر إفريقى وسوبر محلى، وبطولة التحدى، لكنه لم ينجح فى تحقيق الفوز فى أى منها خلال الوقتين الأصلى والإضافى للمباريات، واعتمد على الحظ، وبراعة محمد الشناوى، حارس مرماه، فى ترجيح كفته فى ركلات الترجيح.
ويعكس ذلك مدى الترهل وانعدام الطموح لدى الفريق الأحمر، الذى كان يجيد التعامل مع المباريات النهائية، فخلال الموسم الجارى، لم يشعر أى مشجع بأن هناك جديدًا فى طريقة وأداء الفريق، والأداء يسير من سيئ لأسوأ، حتى انعدمت قوة الفريق الهجومية، واختفت مخالبه من الطرفين، وزادت الأخطاء الدفاعية.
وتمت ترجمة كل ذلك من خلال تحقيق الأهلى رقمًا سلبيًا لأول مرة منذ قدوم المدرب السويسرى قبل موسمين، فبعدما كان كولر ملك الفوز بالثلاثيات مع الأهلى لم يستطع الفريق تحقيق الفوز فى آخر ثلاث مباريات، كما لم ينجح فى تسجيل أى هدف، فى سابقة تكشف عن مدى الوهن الذى وصل إليه الفريق الملقب بـ«الشياطين الحمر»، تحت قيادة «جدو كولر».
وعكس الموسمين السابقين، اللذين نجح خلالهما المدرب السويسرى فى إعادة البريق لعدد من اللاعبين، من أمثال حمدى فتحى قبل رحيله لفريق الوكرة القطرى، وحسين الشحات فى الموسم الماضى، بالإضافة إلى جعل وسام أبوعلى فى الموسم الماضى مهاجمًا تخشاه جميع الأندية، بعد قيادته لتحقيق لقب هداف الدورى فى نصف موسم، فى حدث لم نعتد عليه فى الدورى المصرى، إلا أن الحال تبدل فى هذا الموسم، وظهر الأهلى وكأنه «أسد تقدم فى العمر» حتى أصبحت الأندية المنافسة لا تخشاه.
المدير الفنى لا يجيد الاستفادة من المحترفين وحطّم آمال جيل طموح من الشباب
لا يمكن أن يختلف اثنان على قوة ومهارة المالى أليو ديانج، لاعب وسط الأهلى المعار لفريق الخلود السعودى حتى نهاية الموسم، إلا أن كولر فشل فى الاستفادة من الإمكانات التى يتمتع بها اللاعب، ووافق على رحيله عن الفريق مع بداية الموسم، وسط اندهاش الجميع.
وكان ديانج فى عهد الجنوب إفريقى بيتسو موسيمانى هو القوة الضاربة للأهلى فى وسط الملعب، حتى إن تألقه دفع إدارة الأهلى لطلب ثمانية ملايين دولار لبيعه لفريق جالطة سراى التركى، قبل أن يوافق على التخلى عنه مقابل ٦٠٠ ألف دولار فقط على سبيل الإعارة للخلود.
وخلافًا لـ ديانج، فقد رحب كولر بالتعاقد مع الفرنسى أنتونى موديست فى صفقة كلفت خزنية الأهلى ١.٥ مليون دولار، مقابل لاعب انتهى كرويًا.
أما الصفقات التى تعاقد معها الأهلى، فلم ينجح كولر فى التعامل معها، والدليل هو تعاقد النادى مع رضا سليم، أفضل لاعب فى الدورى المغربى قبل موسمين، والآن تحول اللاعب إلى عالة على الفريق، وفشلت كل محاولات تسويقه قبل بداية الموسم.
وأيضًا كان محمد الضاوى كريستو أفضل موهبة فى الدورى التونسى قبل عدة مواسم، ولم يستطع كولر أيضًا الاستفادة منه، حتى رحل اللاعب على سبيل الإعارة لفريق الصفاقسى التونسى، دون حصول الأهلى على مقابل مادى.
وبالإضافة إليهم، هناك الجزائرى أحمد قندوسى، الذى تحدث عنه الجميع قبل قدومه للأهلى، وقالوا إنه سيكون الإضافة المنتظرة للفريق بفضل إمكاناته ومهاراته، لكن مع كولر تبدل الحال وخرج اللاعب معارًا لفريق سيراميكا، مع تحمل الأهلى جزءًا من راتبه السنوى أثناء فترة الإعارة.
ولأول مرة، نجد أن الأهلى لا يعتمد على لاعبيه الأجانب الذين تراجع مستواهم فى عهد كولر بصفة أساسية، ونرى أيضًا ملايين من الدولارات تخرج من خزينة الأهلى كرواتب سنوية للاعبين أجانب يجلسون على مقاعد البدلاء، كما يحدث مع أشرف دارى وبيرسى تاو ورضا سليم.
من ناحية أخرى، وخلال موسمين تواجد فيهما مارسيل كولر على رأس القيادة الفنية للأهلى، وموسم ثالث ما زلنا فى بداياته، لم يقم المدرب السويسرى بتقديم وجه شاب يمكن أن نعتبره من اكتشافه، كما فعل سابقوه من المدربين الذين تولوا مهمة تدريب الأهلى، حتى إن اللاعبين الشباب المميزين، الذين تنبأ الجميع بأنهم سيكونون سندًا لـ«المارد الأحمر» فى المستقبل، اختفوا فى ظروف غامضة.
المستوى الحالى لا يُظهر القدرة على المنافسة بكأس العالم للأندية
مستوى الأهلى الحالى مع مارسيل كولر لا يبشر بالخير، ففى ظل استيقاظ الزمالك من سباته، ووجود أكثر من منافس حقيقى، بات لقب الدورى مهددًا ويصعب الحفاظ عليه للموسم الثالث على التوالى، كما أن تراجع مستوى أغلب نجوم «المارد الأحمر» قد يعوق الفريق عن تحقيق لقب دورى أبطال إفريقيا للموسم الثالث على التوالى.
وفى ظل إقبال الأهلى على المشاركة فى بطولة عالمية بحجم كأس العالم للأندية، بمشاركة ٣٢ فريقًا من مختلف قارات العالم، أصبح الفريق بحاجة لتقديم أداء يليق بالشياطين الحمر، مع روح جديدة ودوافع أكبر، حتى يقدم اللاعبون كل ما لديهم.
وحتى لا تكون المشاركة من أجل التواجد فقط، يجب على الأهلى إعادة التفكير فى مستقبل القيادة الفنية للفريق، مع إعادة تطعيمه ببعض النجوم من اللاعبين الذين يستطيعون تقديم الإضافة المطلوبة، والذين يستطيعون صناعة الفارق، لفريق لا تشبع جماهيره من البطولات، وترفض مجرد المشاركة المشرفة، حتى لو كان ذلك فى بطولة كأس العالم للأندية.
0 تعليق