عربي ودولي
0
فلسطينيون يتفقدون الدمار في غزة بانتظار انفراجة سياسية
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي
بشيء من الأمل وبعين الايجابية، يترقب الشارع الفلسطيني احتمالات انفراجة سياسية قادمة من الدوحة، قد تفضي إلى صفقة إنهاء الحرب والعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 15 شهراً.
وبعد تعثر كل المحاولات السابقة في التوصل إلى اتفاق، تجري مفاوضات جادة في قطر، للمرة الاولى منذ 27 يوليو الماضي الذي شهد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي ولبنان. وفق مراقبين، فكلمة السر تكمن في الخروج عن المألوف في كل الجولات السابقة من المباحثات، إذ أوراق الطرفين باتت واضحة، والحديث عن صفقة التبادل هو الشغل الشاغل للنخب السياسية، وأنظار العالم تشخص نحو العاصمة القطرية الدوحة، مع اتفاق ضمني على أن هذه الجولة إن فشلت، فلن تنجح الصفقة، بل ربما تتحول إلى «صفعة» لكل الجهود السياسية.
فما المختلف هذه المرة؟.. ولماذا تؤشر المعطيات الحالية إلى احتمالية التوصل إلى اتفاق؟.. يجيب المحلل السياسي محمـد دراغمة أن هناك صيغة تفاؤلية تبثها حركة حماس بأن الاتفاق بات ممكناً، كما أن الجانب الإسرائيلي تناول قرب التوصل إلى اتفاق بشكل موسع، ناشراً هو أيضاً أجواء ايجابية، مضيفاً: «ما يجعل المراقبين متفائلين هذه المرة، التغييرات الأخيرة التي طرأت محلياً وإقليمياً ودولياً».
وتابع: «على المستوى المحلي تبدو إسرائيل وكأنها شارفت على إنهاء الحرب، بحيث لم يعد لديها الكثير من الأهداف في قطاع غزة، وبات من الممكن أن تعلن ترتيبات ما بعد الحرب، وإن تعمدت تسريب بعض المعلومات عن أنها ستوقف القتال لكنها لن توقف الحرب، بمعنى أنه حتى بعد إقامة إدارة محلية لقطاع غزة، فإنها ستوجه الضربات لأي محاولة لإعادة بناء القدرات العسكرية لحركة حماس، وهذه تهديدات واضحة باستمرار الحرب ضد الحركة».
وأضاف: «في لبنان توقفت الحرب، وإيران لم ترد على الضربة الإسرائيلية الأخيرة، وفي سوريا انهار نظام الأسد، والإدارة الأمريكية ينتظرها التغيير في 20 يناير المقبل، والرئيس ترامب سبق وأن طالب بإنهاء الحرب قبل أن يصل إلى البيت الأبيض، كما أن حركة حماس أزالت العقبات الرئيسية، وباتت مطالبها أكثر عقلانية بعد خروج لبنان وإيران من المعادلة، وكل هذه المعطيات تؤشر على قرب الاتفاق».
واستناداً إلى آراء نخب سياسية، فما لم يضع نتنياهو شروطاً جديدة، فالاتفاق بات وشيكاً، ومن المتوقع إعلانه في أي لحظة، لكن مراقبين قللوا من مخاوف عرقلة الاتفاق، ومرد ذلك أن دولة الاحتلال هذه المرة أكثر جدية، خصوصاً بعد تلبية غالبية مطالبها، فهي لن تنسحب من المحور الشهير «فيلادلفيا» الفاصل مع مصر، وستبقى قواتها في «نتساريم» القاطع المهم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.
كما أن آلية التفتيش للنازحين العائدين ستكون متاحة، وسيعيد جيش الاحتلال تموضع قواته على حدود قطاع غزة، بمعنى أنه سيكون صاحب التحكم في شؤون القطاع، وهذه الشروط لم توافق عليها حركة حماس في السابق، بل إنها كانت تعتبرها قهرية.
وتبدي حركة حماس ايجابية غير معهودة لاقتناص الفرصة بتفكيك ملف الحرب، وحتى لو ظل كيان الاحتلال يلوح بضرب أي محاولة لنشوء قوة عسكرية، فلا يبدو أن حركة حماس بوارد التفكير بهذا الأمر، على ضوء نتائج الحرب التي دمرت أكثر من نصف قطاع غزة.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق