أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، اليوم، أن الجهود الدبلوماسية والاتصالات مستمرة مع الأطراف الدولية، وقد تكثفت يوم أمس بهدف وقف الخروقات الإسرائيلية المتكررة وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من البلدات اللبنانية الحدودية.
وأوضح ميقاتي، في تصريحات صحفية، أن المحادثات مع الجهات المعنية ركزت على أولوية استتباب الأمن في المناطق الجنوبية للبنان، بما يمهد الطريق لعودة النازحين الذين اضطروا إلى مغادرة قراهم جراء التصعيد العسكري الأخير، وشدد على أهمية تعزيز انتشار الجيش اللبناني في الجنوب لضمان الاستقرار ومنع تكرار الاعتداءات.
وأشار ميقاتي إلى أن الحكومة تعمل بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لتوسيع انتشار الجيش اللبناني وتعزيز قدراته على التصدي لأي انتهاكات، ودعا المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل لاحترام القرار الدولي رقم 1701، الذي ينص على وقف الأعمال العدائية واحترام سيادة لبنان.
تأتي تصريحات ميقاتي في ظل استمرار التوترات على الحدود الجنوبية، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعداً في الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومجموعات لبنانية، وسط تقارير عن انتهاكات إسرائيلية طالت أراضي لبنانية، ويزيد هذا التصعيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في المناطق الحدودية، حيث يعاني السكان من نزوح قسري ونقص في الموارد الأساسية.
وفي ختام تصريحاته، دعا ميقاتي كافة الأطراف إلى التهدئة وتجنب التصعيد العسكري، مؤكداً أن استقرار الجنوب يمثل أولوية وطنية تستدعي تضافر الجهود الداخلية والدولية، وشدد على أن الحلول السياسية والدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان أمن الحدود وحماية سيادة لبنان.
يُشار إلى أن الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ما زال يشهد حالة من التوتر، وسط تحذيرات أممية من تداعيات التصعيد على استقرار المنطقة بأكملها.
ارتفاع حصيلة الشهداء والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي واستمرار المجازر
أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم ، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 44,502 شهيد، بالإضافة إلى 105,454 مصاباً، في تصعيد غير مسبوق من حيث حجم الخسائر البشرية.
وأفادت الوزارة في بيانها أن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين مروعتين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وصل على إثرهما إلى المستشفيات 36 شهيداً و96 مصاباً، من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال. وأشارت الوزارة إلى أن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع مع استمرار أعمال الإنقاذ وانتشال الضحايا من تحت أنقاض المباني المستهدفة.
وحذرت وزارة الصحة من أن الوضع الإنساني في القطاع بلغ مستوى كارثياً، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى انقطاع الكهرباء بشكل شبه كامل، ما يهدد حياة الآلاف من الجرحى والمصابين.
جددت الوزارة دعوتها للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للتدخل العاجل لوقف العدوان وتقديم الدعم الإنساني والطبي للقطاع. وشددت على أن استهداف المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
يأتي هذا الإعلان في وقت تتواصل فيه الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق متفرقة من القطاع، مستهدفة المنازل السكنية والبنية التحتية، وسط استمرار الحصار المفروض على غزة، والذي يزيد من معاناة السكان المدنيين.
وأدان مسؤولون فلسطينيون هذه المجازر، واصفين إياها بأنها جرائم حرب تستوجب محاسبة الاحتلال. وأكدوا أن الشعب الفلسطيني سيواصل صموده في وجه العدوان، مطالبين بتدخل دولي فوري لوقف الانتهاكات المتواصلة.
تُظهر الأرقام المروعة والوقائع الميدانية حجم المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة، وسط صمت دولي يُثير تساؤلات حول جدية المجتمع الدولي في مواجهة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء.
0 تعليق