أكد السيد عبدالرحمن سعد الباكر مدير ميناء الدوحة بـ «مواني قطر» أن هناك خططا جارٍ العمل عليها لتحويل ميناء الدوحة إلى وجهة سياحية بحرية رائدة تعكس التراث والحداثة، حيث شهد الميناء منذ تطويره إقبالا لافتا ونموا كبيرا في أعداد الزوار والسفن السياحية.
وقال الباكر في لقاء مع برنامج نبض الاقتصاد بـ «تلفزيون قطر» إن الميناء تحول من مجرد ميناء تجاري إلى وجهة ترفيهية وخدمية متطورة يفضلها المواطنون والمقيمون والزوار كما ساهم في جعل دولة قطر واحدة من أكثر المناطق المرغوبة للرحلات البحرية السياحية الفاخرة خلال موسم الرحلات البحرية الشتوية في منطقة الخليج العربي.
ولفت عبدالرحمن الباكر إلى أنه منذ انطلاق العمليات التشغيلية لميناء حمد بوابة قطر الرئيسية للتجارة في العام 2016 بدأت أعمال تطوير وتغيير جذري لميناء الدوحة تحت إشراف وزارة المواصلات وفق أعلى المواصفات العالمية وذلك لاستقبال أكبر السفن السياحية ليواكب رؤية دولة قطر في هذا القطاع الحيوي بالوصول إلى 6 ملايين زائر بحلول عام 2030.
كما تطرق الباكر إلى أن الميناء يتميز بموقعه الاستراتيجي في قلب الدوحة، وقربه من سوق واقف الوجهة الأكثر شهرة في المدينة، والمتاحف ومناطق الجذب السياحي مثل متحف قطر الوطني ومتحف الفن الإسلامي والكورنيش ومشيرب قلب الدوحة، وعليه أصبح ميناء الدوحة - محطة الرحلات البحرية السياحية- مقصدا لخطوط الرحلات البحرية السياحية العملاقة واليخوت الفاخرة والسفن التاريخية.
نمو السياحة البحرية
وأضاف مدير ميناء الدوحة بـ «مواني قطر» أن الميناء يتمتع بمواصفات عالمية أسهمت في تعزيز نمو قطاع السياحة البحرية بالدولة من خلال البنية التحتية والمباني المستوحاة من المباني القديمة وفن العمارة القطرية والتي تحاكي فترة من تاريخ الميناء بالإضافة إلى الأعمال الإنشائية التطويرية ومنها مبنى المسافرين «الترمنل» الذي يمتد على مساحة 24 ألف متر مربع ويعتبر واحدا من أكبر مباني استقبال المسافرين والذي يمكنه استيعاب 12 ألف مسافر يومياً. لافتا إلى أن الميناء يتميز أيضا بحوض يتمتع بـ 500 متر مربع عرضا والأرصفة بطول 770 مترا طوليا والأعماق في الميناء تصل إلى 10 أمتار متصلة بالقناة البحرية وهو ما يعد وسيلة جذب لاستقطاب أبرز الخطوط الملاحية للسفن السياحية العالمية لافتا إلى أن الميناء أصبح يشكل رافدا مهما للقطاع الاقتصادي في الدولة من خلال زيادة الإنفاق في قطاعات التجزئة والضيافة.
دور بارز
وفي السياق أكد الباكر أيضا أن ميناء الدوحة أصبح حجر الزاوية في استراتيجية تعزيز السياحة البحرية والتي حققت نموا متسارعا على مدى السنوات الثلاث الأخيرة وذلك بفضل الإمكانيات الفنية واللوجيستية والدور الفعال الذي يلعبه ميناء الدوحة من خلال دوره الرائد في وضع قطر على خريطة السياحة البحرية العالمية.
كما سلط الباكر الضوء على الدور البارز الذي يلعبه ميناء الدوحة خلال استضافة دولة قطر للبطولات الرياضية والأحداث الكبرى وكان من أهمها بطولة كأس العالم 2022 حيث استقبل الميناء ثلاثة فنادق عائمة بطاقة استيعابية كاملة طوال فترة البطولة كذلك استقبل نحو 290 ألفا من المشجعين والزوار يوميا للاستمتاع بأجواء البطولة العالمية من خلال الشاشات والفعاليات الترفيهية المتنوعة.
طفرة في عدد الزوار
وعن عدد الزوار المتوقع خلال الموسم السياحي البحري الحالي قال الباكر: «نتوقع استقبال ما يقارب من 433 ألف زائر على متن 95 رحلة مجدولة يديرها 9 مشغلين عالميين خلال الموسم البحري الحالي الذي يمتد خلال الفترة من نوفمبر 2024 إلى أبريل 2025 الأمر الذي يعكس الطلب المتزايد على الرحلات البحرية في المنطقة».
وأوضح الباكر أن ميناء الدوحة أصبح محطة هامة للترانزيت وأصبح نقطة وعودة لأغلب البواخر السياحية التي تزور المنطقة حيث تم استقبال نحو 62 ألف مسافر كتحول جزئي كما يتميز هذا الموسم بتدشين دخول 5 سفن جديدة تزور الميناء لاول مرة ما يعكس الثقة والمكانة المميزة والتي أصبح يتمتع بها ميناء كوجهة سياحية عالمية.
أجمل الموانئ
وقال مدير ميناء الدوحة بـ «مواني قطر» إن مجلة فوربس العالمية صنفت مؤخرا ميناء الدوحة خامس أجمل موانئ الرحلات البحرية بالعالم، بعد أن تحوَّل إلى مرسى سياحي، وتحدث الموقع عن ثمانية من أهم الموانئ التي لم تنتقص من طابع المدينة التقليدي الجذاب وأهميتها المعمارية بعد أعمال التطوير.
وحول المستهدف خلال الفترة المقبلة أكد الباكر أن «مواني قطر» تركز على تحقيق مجموعة من الأهداف لتمكين استدامة قطاع السياحة البحرية وفقا لرؤية قطر الوطنية.. وقال: «إننا فخورون بالعمل جنبا إلى جنب مع قطر للسياحة والجهات أصحاب المصلحة على تعظيم نمو قطاع السياحة البحرية في قطر وتعزيز بصمتها العالمية في صناعة السفر، تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2030».
كما أكد الباكر الحرص على تعزيز الخدمات الفائقة، إلى جانب تحسين تجربة المسافرين وفق أرقى المعايير العالمية، وفهم متطلبات الخطوط الملاحية، وتذليل جميع الصعوبات والتحديات التي يواجهها مسيرو الرحلات البحرية، وهو ما يساهم بدوره في تعزيز مكانة قطر كوجهة رائدة في عالم الرحلات البحرية.
المرافق والخدمات
ويوفر ميناء الدوحة مجموعة واسعة من المرافق والخدمات لزوّاره من المسافرين، بما في ذلك مكاتب الهجرة والجمارك، لضمان سلاسة الإجراءات، وخدمات الصرافة، ومواقف سيارات الأجرة والحافلات، وجولات بحافلات المدينة، وكذلك السوق الحرة، ومقهى، ومناطق انتظار ركاب، وموظفي السفن السياحية. كما يوفر خدمات المعلومات السياحية المختلفة المقدمة من طرف قطر للسياحة.
وتتضمن الخدمات البحرية ذات الصلة بموانئ قطر للسفن التي ترسو بميناء الدوحة عملية وصول ومغادرة آمنة وفعالة. وتعمل «مواني قطر» جنباً إلى جنب مع «قطر للسياحة» لتطوير صناعة السياحة البحرية في قطر، والتي شهدت زيادة ملحوظة في أعداد المسافرين الوافدين خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
بنية تحتية مُتكاملة
تم تشييد ميناء الدوحة على مساحة تبلغ 800 ألف متر مربع، ليكون وجهة جديدة تخدم السياحة للسكان داخل الدولة والسياح القادمين من مختلف دول العالم، كما يحتوي على محطة رئيسية للمسافرين، تستقبل أكثر من 300 ألف سائح سنوياً.
ويضيف المشروع ما يقارب 8 كيلومترات على كورنيش الدوحة، كما يشتمل الميناء على 5 كيلومترات مسارات جري من الترتان الصديق للبيئة والمريح للجري، و5 كيلومترات أخرى مسارات للدراجات الهوائية، ويتخلل كل هذه المرافق حدائق ومساحات خضراء، على مساحة 200 ألف متر مربع».
ويضم الميناء محطة وقود عائمة في منطقة المارينا، والتي تخدم كل مستخدمي الوسائط البحرية على مدار العام.. كما يشتمل الميناء على محلات للتزود بالثلج، وسوبر ماركت عائم يوفر عناصر الأمن والسلامة في جميع مرافقه.
فنادق ومطاعم وممشى سياحي
ويضم ميناء الدوحة القديم حي الميناء الذي يوفر للزوَّار خدمات عديدة ومتنوِّعة، أهمها سوق تجارية، وسوق للأسماك، ومحلات تجزئة، ومطاعم، ومقاهٍ، بالإضافة إلى فندق ومراسٍ للمراكب والسفن، ومسارات للدراجات الهوائية والمشي، إضافة إلى محطة لاستقبال السفن البحرية السياحية الكبيرة.
كما يضم منطقة متعددة الاستخدامات بها أكثر من 50 مقهى ومطعماً، وأكثر من 100 محل تجاري، وأغلب هذه المحال ستكون مهتمة بالأنشطة البحرية، وكل ما يلزم لمزاولة الرياضات المائية والأنشطة البحرية، كما يتضمن 150 شقة فندقية، وفندقاً رئيسياً يضم 30 غرفة.
تصميم مستوحى من العمارة القطرية
تصميم المشروع مستوحى من حاويات الشحن البحري، وبُنيت داخله مدينة جديدة مستوحاة من العمارة القطرية، وخصوصاً البيوت الواقعة على الساحل، ويحتوي الميناء على ثلاث فئات لاستقبال اليخوت، تتضمن المارينا، التي تستقبل اليخوت الخاصة بالأحجام الصغيرة وحتى 30 متراً، إلى جانب 30 مركباً خشبياً (السنبوك) إلى جانب السفن الشخصية الزائرة، حيث يتوافر 50 موقفاً لاستقبال اليخوت الضخمة، والتي يتراوح طولها بين 50 و160 متراً.
0 تعليق