الفنانة التشكيلية لينا لطفي لـ «العرب»: رؤية قطر ثاقبة في «المعارض والفنون».. والمجتمع ذواق

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعتبر فن الخزف أحد أبرز الفنون البصرية التي تجمع بين الجمال الوظيفي والإبداع الفني، ويعود تاريخه إلى آلاف السنين، حيث كان يُستخدم في البداية لأغراض عملية في صناعة الأواني والأدوات اليومية، قبل أن يتطور إلى شكل من أشكال التعبير الفني. ويعتمد فن الخزف على تشكيل الطين ومواد أخرى قابلة للتشكيل ثم حرقها في أفران مخصصة لتصبح صلبة ومتينة. ويتميز هذا الفن بقدرته على المزج بين الأصالة والحداثة، مما يجعله جزءًا مهمًا من التراث الإنساني والفنون المعاصرة.
كما يُبرز الخزف مهارات الفنان في الجمع بين الشكل واللون والملمس، حيث تُزين الأعمال الخزفية بالزخارف المتنوعة والتصاميم المبتكرة التي تُعبّر عن ثقافات وحقب زمنية مختلفة. كما أن هذا الفن يعكس مفاهيم جمالية متعددة، مثل التوازن بين النعومة والخشونة، والبساطة والتعقيد. ولا يقتصر فن الخزف على الجانب الجمالي فقط، بل يُعبر عن قصص وحكايات تنبثق من بين يدي الفنان، مما يمنحه دورًا حيويًا في الحفاظ على التراث الثقافي والإبداع الإنساني.
 «العرب « التقت الفنانة التشكيلية والمتخصصة في الخزف « لينا لطفي « مدير مركز آرتس اند كرافتس للتعرف على فن الخزف وأهميته وإسهامه في الفنون التشكيلية في قطر.
وأوضحت الفنانة لينا لطفي في تصريحات خاصة لـ» العرب» أنها افتتحت المركز عام 2013 للتدريب على الفنون البصرية والحرفية لجميع الأعمار، وأنه يهدف إلى تنمية الحس الفني في المجتمع القطري الذي يقدر الفن ويشجع الجيل الجديد على المشاركة في شتى النشاطات، مشيرة إلى تقديم مختلف أنواع الفنون من الرسم والخزف والخط والزخرفة الاسلامية والأشغال اليدوية.
وأضافت أنها دوما تسير على خطى الرؤية الثاقبة لدولة قطر في مجال الفنون بطرح دورات جديدة وتنظيم فعاليات فنية وحرفية في المناسبات الرسمية والتعبير، مؤكدة أن شغفها بالحرف التقليدية والفنون كان وراء فكرة افتتاح مركز لفن الحزف في قطر.
وقالت إن وجودي في قطر بين أهلها المتمسكين بالتراث والعادات والتقاليد بلور في داخلي فكرة الخزف ونشر الحرف القديمة مثل صناعة السجاد والسعف والحفر على الخشب، حيث إن دولة قطر سباقة في مجال الفنون والمعارض وهذا واضح للسائح من وجود العديد من المتاحف الرائعة والتحف الفريدة التي تظهر الإبداع الفني وتعكس اهتمام قطر بالفنون بمختلف أنواعها.
وحول اهتمامها بفن الخزف وممارستها له قالت لينا: الخزف لديه قوة حاذبة تربطه بالماضي وتاريخ الحضارات وأحاول دائما أن أعمل بالطرق التقليدية اليدوية القديمة رغم التصاميم الحديثة التي تطغى على أعمالي، مشيرة إلى مشاركتها في عدد من المعرض الفنية في قطر ومصر ولبنان.
وأضافت: شاركت في معرض إقامة أول معرض عن الخزف بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، وشارك فيه 6 من الخزافين في قطر بعنوان «من الأرض» عام 2022م.
وأكدت الفنانة لينا لطفي على دور الفن في تعزيز الهوية حيث يعكس تاريخ وثقافة المجتمع ويعزز الانتماء ويعبر عن القيم والتراث الوطني، مما يسهم في تعزيز الهوية الثقافية، لافتة إلى أن التراث يتجلى في أعمالها حيث يتم دمج العناصر التراثية مثل النقوش والتصاميم التقليدية في الأعمال، مما يعكس أصالة الثقافة وتاريخها، كما أن الأعمال الفنية تعكس العادات والتقاليد والرموز الثقافية التي تميز المجتمع، مما يساهم في نقل قصصه وأسلوبه الحياتي.
وحول التقنيات المستخدمة في تطوير فن الخزف، أوضحت لينا أنها تشمل تقنيات مثل الخلطات الحديثة للطين، الأفران المتطورة، وأساليب التزجيج المتنوعة لتقديم أعمال أكثر دقة وابتكارا، مؤكدة أن مستقبل فن الخزف يتوقع أن يشهد تطوراً تقنياً وابتكاراً في التصميمات، مع الحفاظ على الجذور التقليدية والتوجه نحو الاستدامة في المواد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق