أثارت زيارة وفد أمريكي إلى دمشق للقاء أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام، جدلاً واسعاً في الأوساط الإقليمية والدولية.
وتأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه الوضع السوري تحولات سياسية كبيرة، مما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة من هذه الخطوة وكيف ستؤثر على مستقبل سوريا.
هذه الزيارة تأتي بعد أن كانت هيئة تحرير الشام، والجولاني على وجه الخصوص، هدفًا للعقوبات الدولية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية في المنطقة.
الزيارة لاقت انتقادات لاذعة من عدة قوى إقليمية ودولية، خاصة تلك التي تعتبر هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية.
وهذه القوى تخشى أن يؤدي اللقاء إلى شرعنة وجود الهيئة في سوريا، مما قد يعزز نفوذها ويزيد من تعقيد الصراع الدائر في البلاد.
وأشارت تقارير إلى أن الوفد الأمريكي وصل إلى دمشق اليوم الجمعة، للقاء أحمد الشرع، وهو ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
في تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” أمس الخميس، تم الكشف عن أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يعتزم إرسال دبلوماسيين كبار إلى دمشق للقاء قائد العمليات العسكرية في هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في تصريحات له عبر شبكة إن بي سي، إن شروط الولايات المتحدة لتقديم الدعم لسوريا خلال الفترة القادمة تتضمن التأكيد على أن الحكومة السورية يجب أن تكون شاملة وغير طائفية وألا تدعم الإرهاب.
وأوضح بلينكن أن الجولاني قد أدلى بتصريحات إيجابية، لكن السؤال الحقيقي يكمن في ما سيحدث على الأرض.
وتعود جذور إدراج هيئة تحرير الشام على قائمة الكيانات الإرهابية إلى قرارات الأمم المتحدة التي أدرجت الهيئة، وقادتها بما فيهم أحمد الشرع، في قوائم الإرهاب بناءً على قرارات مجلس الأمن الدولي التي تستهدف الأفراد والتنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة، وذلك بموجب القرار رقم 1267، الذي تم تعزيزُه لاحقاً بالقرارات 1989 و2253.
كما نقلت بعض التقارير عن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، كان قد طلب من إدارة الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، التمهل في إزالة هيئة تحرير الشام وقائدها، الجولاني، من قوائم الإرهاب الأمريكية، مما يضيف طبقة إضافية من الغموض حول المواقف الأمريكية تجاه الهيئة.
إن هذه الزيارة تمثل تحولًا لافتًا في المواقف السياسية الأمريكية، ويبدو أن واشنطن قد تسعى إلى إعادة تقييم العلاقة مع بعض الفاعلين على الأرض في سوريا، مما يثير تساؤلات عن مستقبل النفوذ الأمريكي في المنطقة ومساعيها لتعزيز الاستقرار في سوريا على المدى الطويل.
0 تعليق