في أول تظاهرة تشهدها شوارع دمشق عقب رحيل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، خرج مئات السوريين يطالبون بإقامة دولة مدنية علمانية تضم جميع فئات الشعب، مع ضرورة إشراك النساء في إعادة بناء الدولة مجددًا.
وحمل المتظاهرون من الرجال والنساء لافتات تطالب بدولة ديمقراطية، وتحمل شعارات: "سوريا حرة مدنية" و"نحو دولة قانون ومواطنة".
الاحتجاج الأول منذ رحيل الأسد
الاحتجاج السوري الأخير، هو الأول من نوعه منذ وصول هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، إلى مقاليد السلطة في دمشق، فيما أثارت التظاهرات جدلًا واسعًا بين السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول توقيتها حيث لم يمض أكثر من 12 يومًا على تولي السلطة الجديدة زمام الأمور في البلاد عقب رحيل الأسد.
وأُطلِقَت دعوات التظاهر للمطالبة بنظام سياسي غير متشدد دينيًا ويضمن حقوق المرأة في الحياة العامة والسياسية، لا سيما بعد تصريح أحد أعضاء السلطة الجديدة بأن تمثيل المرأة السورية في السلطة الجديدة أمر سابق لأوانه، وهو الأمر الذي أثار استياء العديد من السوريات، ما دفعهن للمشاركة في التظاهرات الأخيرة.
دستور جديد ودور فاعل للنساء
وأعربت هتافات المتظاهرين في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق، عن رفضهم سياسة الإقصاء، مطالبين بضرورة مشاركة جميع الفئات السورية في بناء الدولة الجديدة، ووجود دور فاعل للنساء، واحترام التعددية الدينية.
كما دعا المتظاهرون إلى عقد مؤتمر وطني يُمثل فئات المجتمع السوري كافة، وتشكيل لجنة كفاءات تقوم على كتابة دستور مدني للبلاد على أساس المواطنة والمساواة.
وفي تصريحاتٍ سابقة، قال قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، المُلَّقب بـ"الجولاني"، إن الحديث عن النظام السياسي المقبل في سوريا أمر سابق لأوانه، مؤكدًا وجود لجان مختصة تعمل على صياغة القانون والدستور، وتحديد شكل الحكم في البلاد.
زيارة أمريكية مرتقبة
يأتي ذلك فيما تستعد نائبة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، إلى زيارة دمشق خلال الأيام المقبلة، وفقًا لما ذكر موقع "أكسيوس".
وستكون هذه أول زيارة لمسئول في وزارة الخارجية الأمريكية إلى سوريا منذ سنوات عديدة.
فيما طالب أحمد الشرع، بإزالة فصيلي "هيئة تحرير الشام" و"الجولاني" من قائمة الإرهاب، كما طالب الولايات المتحدة، برفع العقوبات التي فرضت على سوريا إبان حكم الأسد.
0 تعليق