مرحباً بـ مودي

المصدر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ليس من المهم أن تأتي زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى الكويت بعد انقطاع طويل دام 43 عاماً، بل إن توقيت الزيارة له أهمية قصوى، لأنه يأتي في ظل التطور السريع في منطقة الخليج والتأثير الذي قد يتركه على السيناريو العالمي.

تترأس الكويت المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي في دورته الخامسة والأربعين، وهي كتلة قوية ذات أهمية كبيرة في السيناريو العالمي الحالي، وبالتالي فإن زيارة رئيس الوزراء الهندي من المؤكد أنها ستمنح المنطقة شعلة من الأمل وفرصة للسلام، كما أنها ستضيف فصلاً جديداً في العلاقات الثنائية حيث تشترك الدولتان في أجندة مشتركة للسلام والاستقرار الدوليين.

منذ 28 دقيقة

منذ 28 دقيقة

منذ أن تولى رئيس الوزراء ناريندرا مودي قيادة الهند في العام 2014، أبدى اهتماماً كبيراً بصياغة بروتوكول جديد للعلاقات الخارجية. أحد الاتجاهات الرئيسية التي وجه بها السياسة الخارجية الهندية هو ضمان أن تصبح منطقة الخليج جواراً ممتداً نشطاً.

الكويت هي آخر دولة من دول مجلس التعاون الخليجي يسافر إليها رئيس الوزراء بعد أن غطى جميع دول مجلس التعاون الخليجي الخمس في وقت سابق.

أحد التغييرات المهمة الواضحة منذ تولي مودي القيادة في العام 2014، هو أن منطقة الخليج أصبحت شريكاً إستراتيجياً كجوار ممتد وأصبحت أولوية للسياسة الخارجية والأمنية للهند.

في الواقع، خلال إحدى زياراته إلى الكويت، صرّح وزير الشؤون الخارجية الهندي إس جايشانكار بوضوح أن بلاده تتطلع أكثر إلى المنطقة التي نشاركها التاريخ والعلاقة الوثيقة، بدلاً من النظر إلى ما هو أبعد من ذلك.

ونظرًا لهذا البيان، كان من الواضح أن العلاقات مع الخليج التي تشمل الطاقة والتجارة والوافدين قد دخلت في تبادلات متعددة الطبقات. وقد تطورت الآن إلى إطار جديد يشمل العلاقات السياسية والاستثمار والتعاون الدفاعي والأمني. لا تشمل أولويات الهند تعزيز الاستثمار لتعزيز النمو الاقتصادي فحسب، بل تشمل أيضاً معالجة المخاوف الأمنية وتعزيز حضورها ونفوذها الإقليمي.

منذ زيارة رئيس الوزراء مودي العام 2015 إلى الإمارات العربية المتحدة والآن إلى الكويت، طوّر مودي إستراتيجية جديدة من خلال إعطاء كل زيارة له لمسة شخصية، تتجاوز ملامح المحادثات الدبلوماسية السابقة التي اعتمدت بشكل أكبر على الحكمة التقليدية. إن ذهابه في رحلة بالسيارة مع رئيس الإمارات العربية المتحدة، من الواضح أنه يعزّز العلاقة بشكل أكبر على النهج الشخصي.

لدى الهند مصلحة كبيرة في استقرار دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يقيم ويعمل أكثر من 9 ملايين مغترب هندي فحسب، فضلاً عن أن مجلس التعاون الخليجي أيضاً أكبر شريك تجاري للهند.

خلال مرحلة «كوفيد 1»، وبتوجيه شخصي من مودي، سارعت الهند لإرسال فريق من الأطباء والمسعفين لمساعدة الكويت أثناء الوباء، ثم سارعت لاحقاً لإرسال ملايين اللقاحات. وردت الكويت بالمثل بإرسال ناقلات الأكسجين الطبية والأدوية والمعدات الأخرى عندما كانت الهند تكافح «كوفيد 2».

إن هذه اللمسات الشخصية لرئيس وزراء الهند تتجاوز نطاق الدبلوماسية التقليدية. الزيارة الحالية للكويت لها أهمية كبيرة في حد ذاتها لأنها سترسم أجندة جديدة بين الهند والكويت إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي التي تربطها علاقات قديمة مع الهند، والتي أعطت تعريفاً جديداً لجوار ممتد لم يتم استكشافه حتى الآن.

* أستاذة العلوم السياسية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت ومديرة ورشة عمل في اجتماع أبحاث الخليج الذي نظّمه مركز أبحاث الخليج في كامبريدج

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق