حصاد 2024.. لبنان في مواجهة أزمات غير مسبوقة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد لبنان في 2024 سلسلة من الأحداث الدراماتيكية التي غيرت ملامحه السياسية والعسكرية بشكل جذري، من تصاعد الحرب الإقليمية إلى الاغتيالات التي طالت قيادات بارزة في حزب الله، وصولًا إلى توقيع اتفاق أمني مثير للجدل مع إسرائيل وانهيار نظام بشار الأسد في سوريا، أصبح لبنان أمام واقع جديد محفوف بالتحديات.

تصعيد الحرب في جنوب لبنان

في بداية العام، دخل لبنان بشكل مباشر في حرب إقليمية أُطلق عليها "حرب الإسناد"، حيث لعب حزب الله دورًا محوريًا لدعم غزة، بدأ التصعيد تدريجيًا، وسط تحذيرات دولية من خطورة الانجرار إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل، لكن حزب الله تجاهل هذه التحذيرات واستمر في عملياته العسكرية، مما أدى إلى تفاقم الضغوط على الحكومة اللبنانية التي بدت عاجزة عن كبح جماحه.

حملة اغتيالات ممنهجة ضد قيادات حزب الله

في منتصف العام، أطلقت إسرائيل حملة اغتيالات واسعة استهدفت قيادات الصف الأول في حزب الله، استخدمت خلالها تقنيات متطورة لضرب مواقع سرية وتفجير مخازن أسلحة، مما أدى إلى مقتل مئات المقاتلين وتدمير جزء كبير من البنية العسكرية للحزب.
 

ومن أبرز الضحايا، قيادات بارزة ومسؤولون في التنسيق مع إيران، إضافة إلى السفير الإيراني في بيروت الذي قتل في عملية أثارت ارتباكًا كبيرًا في أوساط الحزب وحلفائه.

اغتيال حسن نصر الله

في سبتمبر 2024، كانت الضربة الكبرى باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في عملية نوعية، فقد شكلت العملية زلزالًا سياسيًا وعسكريًا، وأتبعتها إسرائيل باستهداف خليفته هاشم صفي الدين، مما أدى إلى شلل في قيادة الحزب وأضعف قدرته على التنظيم والرد.


رافق ذلك قصف مكثف استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت ومنشآت الحزب في الجنوب اللبناني، ما خلف خسائر بشرية ومادية هائلة.

توقيع اتفاق أمني لبناني-إسرائيلي

وسط هذه التطورات، وقّع لبنان في نوفمبر الماضي، اتفاقًا أمنيًا مع إسرائيل برعاية أمريكية، تضمّن الاتفاق تعديلات جوهرية على القرار الأممي 1701، أبرزها منح إسرائيل حرية التحرك داخل الأراضي اللبنانية لملاحقة عناصر حزب الله ومنع إعادة بناء منظومته العسكرية.
 

ورغم الجدل الكبير الذي أثاره الاتفاق باعتباره انتهاكًا للسيادة اللبنانية، فرض توازن القوى المختل تمريره وسط ضغوط دولية وميدانية.

سقوط نظام الأسد وانعكاساته على حزب الله

مع نهاية العام، جاء انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد ليضيف بعدًا جديدًا لأزمة حزب الله، فقد الحزب قنوات الإمداد الأساسية مع إيران، وتقلص الدعم السياسي والعسكري الذي كان يحصل عليه عبر دمشق.
وأدى هذا السقوط إلى تراجع كبير في نفوذ إيران في المنطقة، ما منح إسرائيل وحلفاءها مساحة أكبر للتحرك بحرية، وزاد من عزلة حزب الله الذي أصبح يواجه تحديات داخلية وإقليمية غير مسبوقة.

أزمات داخلية وسياسية خانقة

لم تقتصر تداعيات 2024 على الصعيد العسكري فقط، بل كشفت الأحداث عن هشاشة الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان. استمر شغور كرسي الرئاسة للعام الثالث، وازدادت معاناة المواطنين بسبب الانهيار الاقتصادي والتدمير الذي طال البنية التحتية.

لبنان أمام مفترق طرق

مع نهاية العام، بات واضحًا أن لبنان يمر بمرحلة مفصلية. ضعف حزب الله وفقدانه لنفوذه العسكري يفتح الباب أمام تساؤلات حول قدرة الدولة اللبنانية على استعادة سيادتها وبناء مؤسساتها، في ظل أوضاع سياسية واقتصادية غير مستقرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق