الإثنين 23/ديسمبر/2024 - 12:01 م 12/23/2024 12:01:34 PM
الثورات تبقى دائمًا الحدث الفاصل الذي يعيد مسار التاريخ وصياغة مستقبل الشعوب، وفي تاريخنا، تظل ثورتا 23 يوليو 1952 و30 يونيو 2013 من أبرز الاحداث التي غيّرت مسار الأمة وأسست لحقب جديدة.
فثورة 23 يوليو نجحت في إنهاء النظام الملكي وإعلان قيام الجمهورية، واضعة حدًا لحقبة الاستعمار، وهي الثورة التي مكنت المصريين من حكم بلادهم لأول مرة في التاريخ الحديث، وأثمرت جهودها عن طرد آخر جندي بريطاني من بورسعيد عام 1956، الحدث الذي نحتفل به اليوم باعتباره "عيد النصر" الـ68.
أما ثورة 30 يونيو، فقد وقفت سدًا منيعًا أمام أخطر مؤامرة استهدفت مصر والمنطقة العربية بأكملها، فأجهضت 30 يونيو مخططًا كان يهدف إلى تحويل مصر إلى ولاية يحكمها مرتزقة من شتى أنحاء العالم تحت راية إرهابية عميلة ضمن مشروع يسعى إلى تقسيم المنطقة العربية وإضعافها لصالح الهيمنة - الإسرائيلية – مطلقة على الشرق الأوسط تمهيداٌ لإعلان ما يسمى - اسرائيل الكبرى -
كان هذا المخطط يعتمد على استغلال التيارات الإرهابية لضرب إستقرار الدول العربية، عبر تفكيك الجيوش الوطنية وإضعاف مؤسسات الدولة، إلا أن وعي الشعب المصري وإرادته الصلبة حالا دون تنفيذ هذا المشروع الخبيث، ليظل التصدي لهذه المخططات مرهونًا باليقظة الشعبية وقدرة الشعب على تمييز الحقيقة من الزيف.
فلم تعد الحروب التقليدية هي السلاح الرئيسي للأعداء، اليوم تعتمد المؤامرات على زعزعة إستقرار الدول من الداخل عبر إستغلال الطائفية، وإثارة النزاعات العرقية، وإشعال الفتن المذهبية ومن خلال الأكاذيب والشائعات، تُبنى أكاذيب وتتحول مع كثرة تكرارها إلى حقائق تضرب القيم الأخلاقية والاجتماعية، وتهدد وحدة المجتمعات.
إن مواجهة هذه المخططات تتطلب وعيًا مجتمعيًا عميقًا وتحليلًا واعيًا للأحداث بعيدًا عن الانقياد للأخبار المضللة
فوعي الشعوب هو السلاح الأقوى ضد محاولات تمزيق الأوطان وضرب استقرارها.
الثورات قد تُكتب في لحظة تاريخية، لكنها تحتاج إلى يقظة مستمرة للحفاظ على مكتسباتها، ومصر، التي نعرفها ستظل قوية بشعبها وجيشها ومؤسساتها، قادرة على مواجهة التحديات، والسير نحو مستقبل افضل كما وعد الرئيس بالامس.
على الجانب الآخر، ومن خلال ما سمى بالثورة السورية تظهر شخصية غامضة تحمل أبعادًا اخطر هى شخصية الإرهابي أبو محمد الجولاني، الذي عرف بدمويته وانتمائه لتنظيم داعش الإرهابي، ويحاول الأن إعادة تقديم نفسه تحت اسم "أحمد الشرع" في محاولة لمحو تاريخه المليء بالقتل،و يظهر بتصريحات وتصرفات وشكل يكشف دورًا مخابراتيًا خلفه، حيث أعلن منذ البداية عن نواياه لضرب عمق الدولة السورية بنيته تسريح الجيش السوري، واستبداله بالمليشيات المسلحة، بما يحمل رسالة واضحة للكيان الصهيوني وقادة المليشيات الارهابية بأنهم باقون،ورسالة طمأنه للكيان الصهيونى ، وهذا غاية ما كانوا يتمنوه لبلد كبير ومؤثر مثل سورية
و بكل جرأة ادعى الجولاني نسبًا لعائلة الشرع السورية العريقة، وهو ادعاء فندته العائلة نفسها، فقد أوضح الدكتور مؤنس الشرع المقيم في السويد شقيق الدكتور حسين الشرع المنسوب ابًا للجولاني، أن عائلة الشرع الحقيقية لم تُنجب شخصًا يحمل هذا الاسم في هذه الفترة، مؤكدًا استحالة صحة نسب الجولاني للعائلة، حيث اكد اصابة شقيقه حسين الشرع بمرض السرطان واجرى عملية في الخصية عام 1978 يستحيل بعدها ان ينجب فكيف يأتي بإبن عام 1982 كما يدعي الجولاني.
وعلى الرغم أن كثيرًا من الأخبار الواردة من سورية غير دقيقة، فإن حقيقة الجولاني كإرهابي لا لبس فيها الذي يحمل سيرة مليئة بالدموية ممتدة من انتمائه لداعش إلى تأسيس "جبهة تحرير الشام" لظهوره مؤخرا على رأس الجبهة كقائد لها.
الغريب أن التحرير الذي يقوده الجولاني منذ 8 ديسمبر لم يكن لتحرير الشام من المحتلين، بل لتفريغها من أهلها، في مشهد يعكس بشاعة المؤامرة التي تحاك ضد الدولة السوريةبيد من يدعون انهم من اهلها
والحقيقة المؤكدة هى أن الإرهاب يغير جلده، ولا يتغير ، وان عمليات التجميل لا تخدع العارفين بحقيقته، ولا المؤمنين ببلدهم و تبقى الحقيقة أن الأوطان لا تُبنى إلا بإرادة شعوبها والمؤامرة لا يهزمها ولا يوقفها الا الوعي والايمان بالأوطان.. حمى الله مصر .
0 تعليق