حوارات
تنشأ العقد النفسية في عقل الانسان عندما يتعرّض لتجارب شديدة القسوة، لا سيما في مرحلة الطفولة، ويرسخ الأثر السلبيّ للصدمات في اللاّوعي، حتى يصبغ أحاسيسه ومشاعره، وردود فعله بعد بلوغه سنّ الرشد، فيتكيّف البعض مع عقده النفسيّة، بينما يسعى البعض الى التحرّر منها لأنها تعطّل حياته.
ومما أعتقد أنها وسائل وطرق يمكن استعمالها للتحرّر من العقد النفسيّة، ونذكر ما يلي:
- التفريغ النفسيّ: يفرّغ الفرد الضغوط مخافة أن تتحوّل عقداً نفسية راسخة في اللاّوعي، وذلك عن طريق العلاج السلوكيّ والمعرفيّ بمساعدة المتخصصين، أو عن طريق ممارسة الرياضة، وبالتعاطف مع النفس والعناية بها، وإعادة تأكيد الحدود الشخصية للآخرين، وممارسة هواية إيجابية تجلب الشعور بالسعادة.
- معرفة النفس: يتحرّر المرء من بعض العقد النفسيّة الدفينة عندما يحرص على معرفة نفسه حقّ المعرفة، لا سيما عبر تركيزه على معرفة ومعالجة ما يجعله يشعر بالضعف الداخلي، كالخوف، أو التردّد في اتّخاذ القرارات الشخصية.
- التخلّص من عقد النقص والدونيّة: أسوأ أنواع العقد النفسيّة في عالم اليوم هي شعور الإنسان بنقصه، ودونيّته أمام الآخرين، الذين يعتقد أنهم أفضل منه، سواء كانت الأسباب الأساسية لهذه العقد تربوية أسريّة، أو اجتماعية.
يمكن التخلّص منها واستبدالها بالثقة بالنفس، وبتقدير الذّات، وقبول حتمية اختلاف الناس عن بعضهم بعضاً، وأن كل إنسان يملك مقوّمات النجاح الحياتي ما دام تتوفر لديه الإرادة القويّة لتحقيق ما يعتقد أنه يستحقه من نجاحات حياتية.
- تقدير الذّات: يؤدي سعي الفرد الى رفع مستوى تقديره لذاته الى اكتشافه أنّه إنسان حر ومستقل، يتمتّع بإمكانيات لا حصر لها، يستطيع استعمالها لتطوير شخصيته للأفضل.
ومن يُقَدِّر نفسه ويحرص على احترامها في كل الأوقات، والظروف والأحوال، لا يتولّد عنده عقد نقص، أو دونية، ويستطيع ممارسة حياته بشكل بنّاء وإيجابيّ.
- التوقف عن لوم الآخرين: لا يلوم البالغ والناضج نفسياً الآخرين على ما يعاني منه من ضعف ذاتيّ، أدّى الى تكوين عقد نفسية في شخصيته، فهو مخيّر وليس مسيّراً في قبول أو رفض عقده النفسيّة.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق