ونظّم (كايسيد) في (نوفمبر) 2024 بالعاصمة البلجيكية (مائدة مستديرة) تحت عنوان: (لماذا الدين مهم: نحو الإستراتيجية الأوروبية ضد العنصرية)، بمشاركة مجموعة تضم 25 من القيادات الدينية الدولية وخبراء لمناقشة الدور الحاسم الذي تؤديه المجتمعات الدينية في مكافحة العنصرية في جميع أنحاء أوروبا، وتضمن الحدث مناقشات حول سُبل تعزيز المجتمعات الشاملة والمساواة، وتأثير ثقافة وقيم الحوار بين الأديان، في مجالات مثل: التعليم، التمكين الاقتصادي، الاستقرار المجتمعي، والصحة العقلية، مع التركيز في المناقشات على كيفية مساهمة هذه القيم في معالجة الأسباب الجذرية للتمييز والتشدد والاستقطابات الحادة المتطرفة، إضافة إلى دعم تنفيذ إستراتيجية الاتحاد الأوروبي نحو بناء مجتمعات أكثر شمولًا ومساواة.
وقد ارتفع مستوى التعاون في الربع الأخير من 2024 بين (كايسيد) والبرلمان الأوروبي، وانعكس إيجابًا في العديد من المبادرات حيال ترسيخ الالتزام بتعزيز (الوحدة في التنوع) في الفترة من 19 (نوفمبر) وفي الثالث من (ديسمبر) على التوالي، برعاية مشتركة مع عضو البرلمان الأوروبي النمساوي لوكاس ماندل.وعززت مناقشات مخصصة ضمن السياسة البرلمانية الأوروبية في الفترة ذاتها بحضور عضو البرلمان الأوروبي البرتغالية ليديا بيريرا، مكانة (كايسيد) الدولية حيال تعزيز الحوار الشامل أداة رئيسة لدعم المجتمعات وتطوير قيم ومشاعر الانتماء إليها، وقد جمعت تلك المحادثات 120 ممثلًا من المؤسسات الأوروبية والمنظمات الدينية لمناقشة كيف أن منظور الحوار بين أتباع الأديان ضروري لترسيخ "ثقافة الترحيب"، وبناء مجتمعات يمكن للأشخاص من خلفيات دينية وإثنية وثقافية متنوعة التعايش بها والمساهمة في تحقيق فرصها نحو التطور والتنمية المستدامة.
وقد أكد (كايسيد) خلال المناقشات حرص المركز على تعزيز القيم المشتركة للحوار والسلام والإنسانية وتوظيفها في مكافحة الانقسامات الدينية والثقافية والعرقية، وخلصت المناقشات إلى أنه: في النسيج الاجتماعي الأوروبي فإن الحوار بين الأديان بعيدًا عن كونه مناقشة فكرية أو عقائدية، فهو في المقام الأول ضرورة اجتماعية، ونهج مهم نحو توحيد الجهود الرامية إلى تماسك المجتمعات الأوروبية وتعزيز المصالحة بين مختلف مكوناتها.
وفي الفترة من 13 - 15 (نوفمبر) 2024 واصل (كايسيد) عبر برنامجه (الزمالة الدولية) جهوده في دولة التشيك، إذ كان مُمثلًا في مؤتمر نظمته وزارة الخارجية التشيكية ومجموعات العمل ذات الصلة التابعة للتحالف الدولي للحرية الدينية أو المعتقد (IRFBA) ، وأمانة الحريات الدينية الدولية (IRF) في براغ، بحضور 150 مشاركًا من 38 دولة، بهدف استكشاف الشراكات المحتملة مع منظمات مثل: التحالف الدولي للحرية الدينية أو المعتقد، مؤسسة تمبلتون الدينية، جامعة كارلوفا أو (تشارلز) كما تُسمى، وهي أقدم الجامعات التشيكية، وغيرها من المؤسسات التي حرص (كايسيد) على بناء جسور من التواصل والتعاون المشترك معها لتحقيق أهدافه حيال توظيف قيم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في تحقيق السلام المجتمعي، وتعزيز دور المؤسسات الدينية والإعلامية في رفع مستوى الوعي بأهمية التنوع الإنساني، والاندماج، والحوار، ومكافحة العنف والتطرف القائم على الكراهية والتشدد.
وعزز (كايسيد) من جهود تعاونه وشراكاته مع مجلس أوروبا، وقدم في السابع من (أكتوبر) حتى الثالث من (نوفمبر) 2024، دورة تدريبية عبر الإنترنت حول (التعليم العالمي والحوار بين الثقافات والأديان)، بالشراكة مع مركز الشمال والجنوب التابع لمجلس أوروبا، وتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، وشبكة آغا خان للتنمية، والجامعة الكاثوليكية في فالنسيا بإسبانيا، وقد ركّز التدريب الذي حضره 45 مشاركًا، على تقديم مفاهيم ومبادئ ومنهجية التعليم العالمي والحوار بين الثقافات والأديان، لاستكشاف الأسس المشتركة ووضعها في سياقها في بُعد الشمال والجنوب.
وقدم (كايسيد) في 18 (ديسمبر) الجاري ندوة عبر الإنترنت بالتعاون مع مشروع (COREnet) التابع للاتحاد الأوروبي الذي يرتكز على ربط القضايا النظرية والعملية للهجرة والتنوع الديني، بعنوان :(التعليم والحوار والدين: صياغة سرديات شاملة للاجئين والمهاجرين في أوروبا) وذلك بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، بهدف تعزيز استقرار المجتمعات وتنميتها ومكافحة خطابات الاستقطابات الحادة والتطرف والتشدد التي تستغل سعي المجتمعات الأوروبية نحو تعزيز الشمولية والتنوع والإدماج في تهديد وتقويض فرصها في التطور والتنمية.
وفي السياق ذاته، شارك الأمين العام لـ(كايسيد) الدكتور زهير الحارثي، في (سبتمبر) 2024 في الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات، الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وقد أكد في كلمة له خلال الاجتماع أهمية الدور الجوهري للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في بناء السلام العالمي وتعزيز التفاهم المتبادل، إضافة إلى تسليط الضوء على التحديات العالمية التي يمكن معالجتها من خلال الحوار، وقد التقى خلال مشاركته كلًا من: الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي (IPU) مارتن شونغونغ، نائب الأمين العام للمنظمة الدولية للثقافة التركية (TURKSOY) سايت يوسف، والممثل الخاص للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السفير محمد باشاجي.
وفي (نوفمبر) 2024، تبادل الأمين العام لـ (كايسيد) الدكتور زهير الحارثي، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات (UNAOC) ميغيل أنخيل موراتينوس، خطابات تجديد الشراكة بين المنظمتين، التي تضفي الطابع الرسمي على تمديد مذكرة التفاهم المشتركة لمدة 4 أعوام أخرى (حتى عام 2028)، وذلك خلال لقائهما في المنتدى العالمي العاشر لـ (UNAOC)، في كاشكايش بالبرتغال.
ويحظى نشاط المركز العالمي للحوار (كايسيد) بمتابعة دقيقة من الإعلام في البرتغال دولة المقر، الذي يهتم بنشر أخبار (كايسيد) لاسيما في الملفات ذات العلاقة بالحوار بين أتباع الأديان والثقافات، إضافة إلى اهتمامه بدعوة البرتغال للانضمام إلى مجلس أطراف مركز (كايسيد)، في اجتماع مهم بين الأمين العام للمركز الدكتور زهير الحارثي، ومعالي وزير الخارجية البرتغالي الدكتور باولو رانجيل، في مقر الوزارة بالعاصمة البرتغالية لشبونة في (نوفمبر) 2024، لتتقدم جمهورية البرتغال بطلب العضوية الكاملة في مجلس أطراف (كايسيد)، وذلك يأتي جزءًا من الرؤية الإستراتيجية الأوسع للمركز لتعزيز حوكمته من خلال توسيع المجلس.
وفي سياق اهتمام الإعلام البرتغالي بأهمية جهود (كايسيد) في تعزيز قيم الحوار على الساحة الدولية، نشرت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) البرتغالية التي تأسست في 1864م رأيًا للأمين العام للمركز الدكتور زهير الحارثي، في 20 (ديسمبر) الجاري حول هذا الموضوع، بعنوان (في عالم منقسم على نحو متزايد يتمثل التحدي الأكبر في إيجاد وقت للحوار )، جاء فيه: "في العالم المترابط والمتغير بسرعة حيث نواجه استقطابات متطرفة بشكل متزايد، باتت آثار خطابات الكراهية واضحة التأثير، لاسيما في تلمس زيادة الفجوة وعدم الثقة بين المجموعات الإنسانية والدينية والثقافية المختلفة، وهو ما أنتج نوعًا من الجرائم القائمة على التطرف والكراهية".
وأكد الحارثي، أنه على الرغم من ذلك إلا أن هناك أملاً حيث يتمتع الشباب على وجه الخصوص، بإمكانات هائلة لتعزيز التغيير الاجتماعي وبناء مستقبل أكثر شمولًا، ويجب تزويدهم بالأدوات والفرص لبناء وترسيخ قيم الحوار، سواء من خلال التدريب على حل النزاعات، أو محو الأمية الرقمية، أو تشجيعهم على نشر قيم وثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
0 تعليق