زين وشين
سئل لقمان الحكيم: أي عملك أوثق في نفسك؟ قال: ترك ما لا يعنيني. وقال مالك بن دينار: إذا رأيت قساوة في قلبك، ووهنا في بدنك، وحرمانا في رزقك، فاعلم بأنك تكلمت بما لا يعنيك!
نقول هذا الكلام بمناسبة كثرة الجدل والأخذ والرد حول موضوع سحب الجناسي، وانقسام الناس بين مؤيد ومعارض، فلا المعارض ولا المؤيد يملك من الأمر شيئا، والكل منهم يتدخل في ما لا يعنيه، والموضوع ليس موضوعهم، واصحاب الشأن ماضون قدما في تنقية ملفات كثيرة ومحاربة الفساد، لذلك فالخوض غير المبرر وكثرة الجدل والأخذ والرد، وجعل هذا الامر قضية عند البعض، وموضوعاً للنقاش عند البعض الاخر، كل هذا لا يخدم الموضوع نفسه، انما هو اضاعة للوقت بما لا ينفع الناس.
وقد يدفع البعض للدخول بالمحظور الذي يحاسب عليه القانون، والأمر بيد اصحاب الأمر الذين لديهم أسبابهم ومبرراتهم، وقد اوكل الأمر اليهم، فهم يعرفون ما الذي يفعلونه من اجل الصالح العام، خصوصا ان البت في مسألة الجنسية بالذات شأن حكومي، ومسألة سيادة، والجهة الوحيدة التي تختص بها هي الحكومة، الجهة التي بالأساس منحت الجنسية، وهي التي تملك سحبها حتى وان لجأ البعض للمحامين، فكل ذلك اضاعة للوقت والمال بحجة رفع قضايا لاسترجاع الجنسية المسحوبة.
كل هذا من دون فائدة، ومن يشعر أنه ظُلِم فالطريق الوحيد الذي امامه هو التظلم إذا فتح باب التظلم فقط، وكل من يتابع الاحداث يرى ان قانون الجنسية المعمول به حاليا تجري عليه تعديلات مهمة، تتفق مع التوجه الاخير، وهذه النقاشات الدائرة والحوارات، ورفع القضايا كلها لن تغير بالأمر شيئاً... زين.
0 تعليق