محليات
36
تربويون يناقشون تحديات استقطاب الخريجين لقطاع التعليم..❖ نشوى فكري
يواجه القطاع التعليمي تحديات متزايدة في جذب الكوادر الوطنية إلى مهنة التدريس، خاصة في مجالات المواد العلمية كالفيزياء والكيمياء والرياضيات، وتشير آراء المختصين إلى أن هذا النقص يعود إلى عدة عوامل، منها قلة عدد القطريين المؤهلين لتدريس هذه المواد وصعوبة المهنة نفسها. وأكد تربويون لـ "الشرق"، وجود شواغر كبيرة في تدريس المواد العلمية بالنسبة للمعلمين القطريين، خصوصاً في المرحلة الثانوية، داعين إلى إعادة تأسيس مراكز تدريب لتأهيل الخريجين للعمل في التدريس، بهدف سد هذه الفجوة. كما لفتوا إلى أن الخوف من تحمل المسؤوليات المرتبطة بمهنة التدريس، وطول ساعات العمل، يعدان من أبرز الأسباب التي تثني الخريجين عن الالتحاق بهذا القطاع الحيوي.
كما أشاروا إلى أن الإقبال على دراسة التخصصات العلمية في المراحل الجامعية محدود، ما ينعكس سلباً على توافر معلمين متخصصين في المواد العلمية. مشددين على أهمية التخطيط المبكر، بدءًا من المرحلة الثانوية، لتحفيز الطلاب على اختيار الشُعب العلمية عبر تقديم حوافز مشجعة وتوفير بيئة تعليمية جاذبة. حيث إن وجود هذا التخطيط سيؤدي إلى زيادة عدد المعلمين المؤهلين في المستقبل وتلبية احتياجات النظام التعليمي.
وقالوا إن نقص المعلمين القطريين في المواد العلمية يمثل تحديًا كبيرًا للقطاع التعليمي في قطر، واقترحوا للحل مجموعة من الإجراءات، منها: زيادة جاذبية مهنة التدريس في المواد العلمية من خلال رفع الرواتب والحوافز، وتوفير برامج تدريبية متخصصة، وتنظيم حملات توعية بأهمية هذه المواد ودورها في بناء المستقبل.
- عائشة الجابر: خطط مبكرة لتحفيز الطلاب أحد الحلول
أشارت الأستاذة عائشة الجابر، وهي تربوية متخصصة، إلى وجود نقص في عدد المعلمين القطريين المؤهلين لتدريس المواد العلمية مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات. واعتبرت أن هذا النقص يعكس عزوفًا من المواطنين عن العمل في هذه التخصصات، على الرغم من وجود عدد كبير من الخريجين القطريين في مختلف المراحل التعليمية.
وأكدت الأستاذة عائشة أن هناك نقصًا حادًا أو شواغر في تدريس هذه المواد، خاصة في المرحلة الثانوية. وأعربت عن أملها في إنشاء مركز أو دار للمعلمين على غرار ما كان موجودًا سابقًا، بهدف تدريب وتأهيل الراغبين والراغبات في العمل بمهنة التدريس. وأوضحت أن هذا المركز يمكن أن يستهدف خريجي المرحلة الثانوية الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالجامعة، أو الذين حصلوا على معدلات أو تقديرات منخفضة لا تؤهلهم لدخول الجامعات.
وأضافت: «يمكن تأهيل هؤلاء الطلاب لمهنة التدريس خلال فترة تدريب تمتد إلى خمس سنوات على الأقل، لسد الشواغر الموجودة في تدريس التخصصات العلمية. كما يجب أن يتم تأهيلهم نظريًا وعمليًا، بحيث يعملون في الميدان كمعلمين مساعدين.»
واختتمت حديثها قائلة: «من بين الأسباب الأخرى التي تدفع الخريجين إلى العزوف عن مهنة التدريس، الخوف من تحمل مسؤولية تدني مستوى التحصيل الأكاديمي للطلاب، حيث يُلقى اللوم عادة على المعلم بدلًا من الطالب. وهذا قد يدفع بعض الخريجين إلى تقديم استقالاتهم والبحث عن وظائف أخرى.»
- هيا الدوسري: إقبال محدود على دراسة هذه التخصصات
قالت الأستاذة هيا ضابت الدوسري – تربوية، إنه رغم وجود عدد كبير من المعلمات والمعلمين الذين يدرسون المواد العلمية ومادة الرياضيات واللغة الانجليزية، إلا أن عدد الموجودين الذين يقومون بتدريس المواد العلمية ليس بالكافي، وذلك مقارنة بعدد المعلمين الذين يدرسون المواد الأدبية، والتي غالبا ما يتجه لها الكثيرون من المعلمين القطريين.
وأشارت إلى أنه قد نجد عددا من المعلمين يدرسون المواد العلمية واللغة الانجليزية والرياضيات، وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة وكذلك المرحلة الابتدائية، إلا أننا نجد انه كلما صعدنا في المرحلة الدراسية يقل عدد هؤلاء المعلمين بشكل كبير، اي أن عدد الذين يدرسون المواد العلمية خاصة في المرحلة الثانوية ليس بالعدد الكافي.
وترى الدوسري أنه يجب أن يكون التخطيط والإرشاد منذ البداية، أي منذ المرحلة الثانوية تحديدا، بحيث يتم تحفيز الطلاب على دراسة الشعبة العلمية، وعمل مزايا تشجعهم على ذلك، خاصة وأنه دائما ما يكون عدد الطلاب الذين اختاروا شعب العلمي أقل من الذين اختاروا شعب الأدبي، ولذلك يكون التوجه عند المرحلة الجامعية للتخصصات الأدبية، على عكس من ذلك إذا كان هناك عدد كاف من الطلاب الذين اتجهوا لشعبة العلمي وبالتالي سيخصصون في المرحلة الجامعية بالمجالات العلمية.
- علي الشيبة: التدريس الخيار الأقل جذبًا بين المهن الأخرى
يرى الأستاذ علي عبدالله الشيبة – معلم، ان هناك بعض التحديات التي تواجه مهنة التدريس ككل، ويأتي على رأسها زيادة الأعباء الإدارية التي تقع على عاتق المعلمين بجانب التدريس، مما يؤدي إلى ضغوط إضافية تقلل من الوقت المخصص للعملية التعليمية، مشيرا إلى أنه رغم أن الرواتب قد تكون جيدة مقارنة ببعض الدول، إلا أن المهام والمسؤوليات المرهقة قد تجعل المردود المالي غير جذاب، خصوصًا مع وجود وظائف أخرى ذات رواتب أعلى وعبء أقل.
ولفت إلى أنه ايضا مهنة التدريس تعاني من نظرة مجتمعية أقل احترامًا مقارنة بمهن أخرى كالطب والهندسة، مما يقلل من جاذبيتها للشباب القطري، ولذلك يجب العمل على تغيير النظرة المجتمعية وزيادة الحوافز المادية والمعنوية مثل المكافآت والتقدير الوظيفي قد يزيد الدافع لدى المعلمين، منوها إلى انه أيضا من ضمن أسباب العزوف عن مهنة التدريس ازدياد التحديات السلوكية للطلاب وضغط أولياء الأمور على المعلمين ما يؤدي إلى إرهاق نفسي.
وأوضح الشيبة أن انتشار فرص العمل ذات الرواتب المرتفعة والمزايا الممتازة في القطاعات الحكومية والشركات الكبرى يجعل التدريس خيارًا أقل جذبًا، إلى جانب الضغط النفسي الناتج عن التعامل مع الطلاب، بجانب التحديات الإدارية، يجعل المهنة تبدو مرهقة وغير مستقرة.
- فواز العبد الله: تحديد الميول والاتجاهات من المرحلة الثانوية
أكد الأستاذ فواز مساعد نادر سليمان العبد الله – معلم ومنسق، على أن دولة قطر تسعى جاهدة لتوفير أقصى عدد ممكن من الكوادر الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات، إلا أن هناك مجموعة من التحديات تتعلق بالطلاب، منها أن هناك مجموعة من المهن تتطلب جهدا ذهنيا وبدنيا ومتابعة لما هو جديد وبالتالي لا يتشجعون للإقدام عليها، ومنها التدريس، إضافة إلى أنها تحتاج إلى وقت طويل من حيث الدراسة وخبرة واسعة وتدريب متواصل إضافة إلى درجة المخاطر العالية التي تتضمنها ومن الأسباب عدم وفرة الحوافز الداعمة مقارنة بغيرها.
ونوه إلى ضرورة تضمين مواد أساسية في التعليم لتحديد الميول والاتجاهات التي تساعد الطلاب على معرفة مواهبهم، وإيجاد غرف محاكاة تتضمن بعض المهن لتطبيقها في المدارس والإشراف عليها من قبل اللجان المختصة بكل جهة، لافتا إلى أهمية عمل المعارض الدورية لهذه المهن وعمل المسابقات بقصد إظهار التميز وليس المنافسة، وفتح المدارس التخصصية التي تساهم في إيجاد متعلمين وعمل شراكة مع الجهات المختصة... وتابع قائلا: وانصح الطلاب الراغبين في الدخول الى هذه المجالات أن يتذكروا رؤية قطر 2030 وأنها تستحق منا أن نسعى لتحقيقها وانطلاقا من رؤية واستراتيجية وزارة التعليم ( متعلم ريادي لتنمية مستدامة )، وأخيرا لا ننسى كلمة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (قطر تستحق الأفضل من أبنائها).
- سعد المري: وسائل الإعلام لا تهتم بإعلاء قيمة المعلم
قال المعلم سعد محمد المري (معلم أحياء) إن مهنة التدريس تحتاج للكثير من الصبر وتحمل ضغط العمل عند التعامل مع الطلاب، إذ يُعاني المعلم من كثرة الحصص اليومية والأعباء الكتابية بالعمل، ولا يتيح وقت العمل الطويل الفرصة للمعلم للإبداع والابتكار، كما يتعرض المعلم لمشاكل عند تعامله مع أولياء الأمور بالمدارس، ويتعامل الطلاب بشكل غير لائق مع معلميهم. فمهنة التعليم تناسب المرأة بصورة أكبر مقارنة بالذكور.
وأضاف: «لا تهتم وسائل الإعلام بإظهار دور ومكانة المعلم في المجتمع، ومن الصعب ملاحظة الانجازات التي يحققها المعلم مقارنة بالمهن الأخرى كالأطباء والمهندسين، كما لا تُشجع العائلات أبناءها على الالتحاق بكليات التربية التي يتخرج فيها المعلم، ومهما ترقى المعلم فسينظر المجتمع له نظرة أقل من زملائه في المهن الأخرى، ينظر المجتمع نظرة سلبية للحاصلين على المؤهلات التربوية».
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق