حوارات
الأريب هو الانسان البصير بالأمور، والإرب هو العقل، وكما قال صالح بن عبدالقدوس: إِن الأَريبَ اِذا تفكر لَم يَكد، يَخفى عَلَيهِ مِن الاِمورِ الأَوفَق، ومن سمات الأريب نذكر ما يلي:
- الأريب والتحكّم بالعقل: يتحكّم الأريب بعقله عن طريق حمايته من التأثّر السلبيّ بآراء وبانطباعات الآخرين، لا سيما تلك التي تتعارض مع قيمه، ومبادئه، وأولوياته، وأهدافه الحياتية، فلا يتأثّر بإفراط بالشعارات البرّاقة، ولا ينطلي عليه كذب من تتناقض أقوالهم مع أفعالهم.
وسيصعب على المتلاعبين السيطرة على عقل الأريب، ويحافظ على اتّزان عقله، وبخاصّة إذا وجد نفسه في بيئة يكثر فيها عدد المعتوهين، والمجانين، والسايكوباتيين، والمعتلّين نفسياً، ومرضى القلوب.
- الفِطْنَة: تزيد فطنة الأريب عندما يزيد تنبّهه لما يجري حوله (الوعي الظرفيّ)، والفطنة هي أيضاً الوعي المستمر للفرد بالبيئة المحيطة به، والأريب هو من تتطوّر عنده هذه المهارة بسبب قوّة ملاحظته ومراقبته لما يحدث حوله، وخصوصا عندما يتواجد في العالم الخارجيّ.
- الأريب وسداد الرأي: السداد هو إصابة الهدف في الرأي الشخصي، ويصوّب رأي الأريب تعلّمه السريع من تجارب الحياة، وميله شبه الفطري إلى التفكير العقلاني والعملي.
وما يساعده في هذا الأمر هو تفكيره المرن، ووجود مناعة فكريّة لديه ضدّ التفكير العاطفيّ المفرط، والاندفاع في اتّخاذ القرارات الحياتية المصيرية، وهو من ينصت باهتمام، ويُطْرِق برأسه ليفكّر بتمعّن عندما يستشيره الآخرون.
- الوعي بالسّنن الحياتية: تشير السّنن الحياتية الى ما أصبح شبه ثابت ومتكرّر في السلوكيّات البشرية، مثل كون التغيّر سنّة ثابتة في العلاقات الإنسانية، وما يراه المرء أو يسمعه من الآخر ليس بالضرورة أن يعكس ما بداخله، وأن إيثار النفس أكثر شيوعاً من الإيثار، وأنّ طريقة تفكير الفرد تصنع ظروفه الشخصية.
وأنّ حسن الظّن ورطة كبيرة في بيئة يكثر فيها المتلاعبون، وأنّ العاقل لا يُفرِط في قوله أو في فعله، وأنّ تحقيق الاكتفاء الذاتيّ والاعتماد التامّ على النفس هي نهاية أماني العقلاء.
وأنّ الانسان مخيّر وليس مسيّراً، لا سيما عندما يرتبط الأمر بكيفية نظره الى نفسه وتعامله معها.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق