أهالى غزة: القصف يحرق أجساد الشهداء.. والصقيع يقضى على الرضع

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«نعيش فى كابوس مرعب لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنه، ولا يستطيع البشر تحمله، نرى الجثث تحترق ولا نستطيع التحرك بسبب شدة اللهب والقصف، وعلى الرغم من ذلك نعيش كل يوم على أمل التوصل لاتفاق وهدنة نبحث فى الأخبار عن حرف من خبر دخول الهدنة حيز التنفيذ»، ربما تكون هذه الفقرة هى لسان حال جميع أهالى غزة فى مختلف مناطق القطاع الذين عبروا عن معاناتهم خلال حديثهم مع «الدستور».

فى البداية، قال أحمد خطاب، ناشط فلسطينى، من أبراج الزهراء، ضمن محور نتساريم، نزح أكثر من مرة وحاليًا موجود بمنطقة دير البلح، إن الأوضاع الحالية صعبة، خاصة مع القصف والاستهداف الأخير للاحتلال.

وأضاف: «كنا نرى الجثث تحترق جراء القصف ولا نستطيع انتشالها وصرخات الأطفال والسيدات فى المستشفيات ولا توجد أدوات طبية أو علاج أو دفاع مدنى لتقديم العلاج لتلك الإصابات، خاصة إصابات الحريق».

وتابع: «رأيت مرتين جثثًا تحترق أمام عينى، ولم أستطع التقدم خطوة لانتشالها بسبب شدة القصف وشدة اللهب الناتج عن الانفجار، صرخات الأطفال والنساء والمشاهد لم تفارق عينى ولا مخيلتى، رعب حقيقى لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنه».

وأكمل: «معاناة الأهالى فى غزة متجددة وليست لها نهاية، بداية من معاناة السكن بخيمة ودخول فصل الشتاء وانعدام الأكل والدواء ومعاناة ارتفاع الأسعار وانعدام الماء الصالح للشرب ومعاناة كل تفاصيل الحياة، الأطفال فقدوا براءتهم وتتعامل معهم كأنهم رجال كبار فى السن بسبب حمل هموم الحصول على طعام وشراب ومع برد الخيام».

وأضاف: «كل يوم الأهالى تعيش على أمل فى ملف التهدئة وكل يوم الناس تنتظر حرفًا من خبر التهدئة اتفقوا اختلفوا، الناس تعيش على أمل وقف الحرب وانتهاء الكابوس والعودة للبيوت، رغم أن الجرح كبير، وكل الكلمات لا تستطيع وصف المعاناة».

فى السياق ذاته، قال عامر الفرا، الإعلامى الفلسطينى من قطاع غزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلى كثف من قصفه الجوى والمدفعى على مختلف محافظات القطاع، وفى شمال القطاع الذى يواصل فيه الجيش عمليته العسكرية منذ أكثر من ٨٠ يومًا فجر الصهاينة ٧ روبوتات مفخخة، منها ٥ فى محيط مستشفى كمال عدوان، و٢ بجوار مستشفى العودة بتل الزعتر، إضافة إلى ذلك نفذوا عمليات نسف لمبان سكنية بمدينة ببيت لاهيا شمال القطاع وواصلوا قصفهم المدفعى على منطقة السكافى والشيخ زايد». 

وأضاف أن الأوضاع المعيشية صعبة للغاية، خاصة فى فصل الشتاء والبرد القارس، لافتًا إلى أن مدينة خان يونس جنوب القطاع شهدت وفاة الطفلة الرضيعة سيلا الفصيح جراء البرد القارس داخل خيمتها فى منطقة المواصى.

فيما أكد محمد يوسف من منطقة خان يونس، أن الشتاء القارس وموجة البرد الشديد زادت من معاناتهم، خاصة مع منع دخول المساعدات الإنسانية من أطعمة وأدوية وخيام.

وأضاف أن الأوضاع صعبة للغاية، خاصة مع انعدام الطعام والشراب والخبز، والمياه الصالحة للشرب، مشيرًا إلى أن جارته بالخيمة المجاورة له، توفيت بسبب البرد الشديد.

من جانبه، قال سائد أبوعيطة، كاتب فلسطينى نزح أكثر من ٢٠ مرة بسبب الحرب والقصف، إن هناك استمرارًا لحرب الإبادة وما زال هناك قصف مستمر لمناطق مختلفة من قطاع غزة، ومنها المنطقة الإنسانية بخان يونس.

وأشار إلى أن مدن شمال غزة كمناطق بيت حانون، وبيت لاهيا، ومخيم جباليا، لا تزال تشهد نشاطًا لقوات لجيش الاحتلال التى تحاصر المستشفيات وتعمل على تمشيط المناطق بالكامل، لافتًا إلى أن بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون مفصولة تمامًا عن وسط ومركز مدينة غزة، بعد إجبار السكان على النزوح من مناطق الشمال إلى الوسط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق