مساحة للوقت
لقد أسقط الشعب السوري الشقيق كل شعارات "حزب البعث"، فسقطت شعارات الخيبة (وحدة، حرية، اشتراكية)، وذهب النظام الى الأبد.
وجاءت فرحة الشعب وبدأ يلملم جراح وآلام 54 عاماً من الظلم والقهر والانتقام، والاعتقال والحرمان، والتحمت كل الأفئدة من مختلف الأطياف والعرقيات حول راية النصر، والحرية الحقيقية، والوحدة الوطنية، التي شهدناها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ليؤكد لنا هذا الشعب أن الاشتراكية هي إجماع وطني، مبني على خدمة الوطن من مختلف فئات الشعب والمجتمع المدني، فلا فروق بينهم.
وأصبحت الساحة السياسية السورية حاضنة للجميع، وجاءت قرارات الدولة، وحكومة الإنقاذ الوطنية، منذ البداية لتضيء الطريق أمام الشعب للعمل من أجل الوطن، دون وجود للفروق الاجتماعية بين السوريين.
لذلك، وحّدت راية النصر كل المحافظات، والبلدات، والأرياف، والمدن والقرى، والمعتقدات الدينية تحت سقف القانون والعمل من أجل سورية جديدة، بفكر ورؤية وطنية واضحة.
يوماً بعد يوم يتحقق التلاحم الوطني السوري بين الشعب الواحد، المتعاطف مع نظامه السياسي والاجتماعي الجديد.
لذلك، نرى أن المستقبل السياسي لسورية الجديدة هو الابتعاد عن خوض تجربة تأسيس الدولة كنموذج لبنان والعراق، والمتاهات السياسية التي اخترقت هذه التجربة المدمرة، والتي خلقت الكثير من العقبات للنظام السياسي في كل من بيروت وبغداد!
نعم، في اعتقادنا أن الإخوة السوريين هم أقدر على وضع نظامهم السياسي الحديث، والمتطور والمرن، ليرتقي بهذا القطر العربي العظيم، الذي يمتلك كل مقومات النهضة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية، من جديد نحو آفاق عالمية، بقدراته البشرية، وإمكاناته المادية المتاحة في المجال التقني، والتكنولوجي، والصناعي.
فالعقول الجبارة تستطيع خلق تنافس قوي لمستقبل سورية الجديدة، عربياً وإقليمياً ودولياً، فلا خوف على مستقبل الشعب السوري بمستوى رجال النصر المشرف، وتلاحمهم، وتوادهم للنهوض من جديد بـ"سورية الشعب".
كل الأمنيات لسورية الجديدة، بقيادتها وشعبها الصابر، المنتفض على نظام العزل القسري طوال 54 عاماً، والأمل معقود بالعقول المستنيرة الصابرة والقادرة على تحقيق الإنجازات والمستحيل.
لأن في اعتقادنا ان سورية الجديدة، وشعبها، من اليوم وإلى الأبد منتصرون وقادرون على المواجهة، والنهوض من جديد.
اللهم بارك لهذا الشعب الشقيق آماله ومستقبله الباهر، اللهم آمين.
كاتب كويتي
0 تعليق