حينما اكتشفت الأم نبوية مدبولى، ٤٧ سنة، ربة منزل، أن ابنها «سيف» يتعاطى المخدرات، قررت أن تلجأ إلى الطب، عبر إرسال ابنها إلى مصحة لعلاج الإدمان فى الجيزة، تحت إشراف متخصصين فى الطب النفسى، لكنها فوجئت بوفاة ابنها بسبب التعذيب، وبأن مدير هذا المكان لم يكن سوى حلاق ولا علاقة له بالطب.
وحسب التحقيقات، فقد تورط محمود عبدالفتاح، ٤٢ سنة، حلاق، فى جريمة انتحال صفة طبيب ومارس مهنة الطب النفسى بالزيف والخداع. وشارك مع يوسف حجاج، ٢٣ سنة، عاطل، وهانى شاكر، ٤٢ سنة، عاطل، فى إدارة مركز طبى للعلاج النفسى.
كما شملت الاتهامات مزاولة مهنة العلاج النفسى دون أن يكون المتهمون مقيدين فى جداول المعالجين النفسيين بوزارة الصحة؛ إذ أداروا منشأة طبية دون الحصول على تراخيص من الجهة الإدارية المختصة، وحازوا أدوات تستعمل فى الاعتداء على الأشخاص، مثل الحبال دون مسوغ قانونى.
وأثبتت التحقيقات أن المتهمين تعدوا على المجنى عليه بالضرب لمنعه من الهرب، ولإجباره على العلاج، بأن سددوا له ضربات بأيديهم فأحدثوا إصابته ولم يقصدوا من ذلك قتله، ولكن الضرب أفضى إلى الموت.
وقالت الأم، فى التحقيقات، إن صديق ابنها اقترح عليها إرساله إلى مصحة نفسية، بعد اكتشاف إدمانه، وبعد مرور يومين ورد إليها اتصال هاتفى يفيد بوفاته.
وأضافت «ياسمين»، ٢٥ سنة، شقيقة المجنى عليه، إن شقيقها تعرض للتعذيب بعد تقييده بالحبال، مؤكدة أن المتهم الأول أوهمهم بعلاج «سيف»، ولم يعرف أحد حقيقته.
وقال عبدالله جمعة، ٢٢ سنة، صنايعى مطبعة، صديق المجنى عليه، إنه توجه رفقة المجنى عليه وأسرته إلى المنشأة لعلاجه نتيجة معرفته أن هذا المركز يديره أطباء، وفوجئ مثلهم بأن هذا المكان غير مرخص.
وثبت بتقرير الصفة التشريحية للضحية وجود عدة كدمات غير منتظمة الشكل منتشرة أعلى يمين الظهر ومحيط العين اليسرى وخلفية اليد اليسرى وبأسفل الساق اليمنى، وسحجات غير منتظمة الشكل تقع أسفل الساعد الأيسر والكاحل وخلفية اليد اليسرى وأعلى العضد الأيمن وبأسفل خلفية الساق اليمنى وخلفية اليد اليمنى.
وأقر المتهم الثانى بأن المتهم الثالث وآخرين مجهولين تعدوا على المجنى عليه، وذلك بتقييد حركته لمنعه من الهرب وإعطائه العقاقير الطبية رغمًا عنه، وثبت من الإدارة العامة للعلاج الحر أن المنشأة غير مرخصة بوزارة الصحة، وعقب تحقيقات موسعة فى القضية قررت النيابة إحالتها لمحكمة الجنايات التى قضت بمعاقبة المتهمين بالسجن المشدد ١٠ سنوات.
0 تعليق