كلام فى الهوا
الجمعة 27/ديسمبر/2024 - 08:41 م 12/27/2024 8:41:55 PM
لقد أوجد العرب نظرية جديدة فى الاستسلام تم إعمالها فى العديد من الدول العربية، وآخر هذه الدول «سوريا»، لعل أهم شواهدها اختفاء الحاكم فى لحظة، ولا يجد جيشه وتنهار عنه التحصينات والطائرات والمدافع والسفن. والأمر هنا يختلف عن الاستسلام العسكرى المعتاد الذى يتم فيه استسلام الدول للعدو بعد هزيمة عسكرية فى حرب بينهما وتوقيع وثيقة الاستسلام التى يُطلق عليها «معاهدة سلام»، يَفرض فيها المنتصر شروطه على المهزوم، أما فى الحالة العربية فالأمر مختلف، حيث ترى أن الذى يقبض يده علينا لا يستغرق وقتاً طويلاً فى السيطرة على مفاصل الدولة، بالضبط مثل الحقيقة التى لا نجدها إلا حيث لا نتوقعها، حينها نضطر إلى قبولها وإعادة قبولها مراراً لكى نجعلها شعاراً للمرحلة، ولكن هؤلاء القادة الجدد يعتبرون أنفسهم من الأنبياء.. فالإنسان العربى أشبه بذلك الرجل الذى يعرف الحق ويصفق للباطل، فيقول عنهم «المتنبى» «أغاية الدين أن تحفوا شواربكم» فإن «المتنبى» لا يرضى أن يكون الأمر شكلياً للغاية، فجوهر الدين رفض كل منكر ومن لا يعترض يُعاير بالحزن والعار، ويهرب من لا يتقوى بشعبه.
لم نقصد أحداً!!
0 تعليق