نموذج المحبة كما رسمه النبي.. وكيف يشوه المتطرفون الدين

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن بعض الأفراد يخلطون بين مفهوم الدين كعلم ومعرفة، وبين التدين كسلوك وعمل. 

وأوضح أن هؤلاء، الذين يمكن وصفهم بـ"نموذج الكراهية"، يرون أن العالم بالدين هو فقط المتدين ظاهريًا، الذي يلتزم بمظاهر التعبد، مثل إطلاق اللحية أو تقصير الثياب، دون النظر إلى العلم الحقيقي والمعرفة بالدين.

وأشار جمعة إلى أن هذا التصور الخاطئ يدفعهم إلى التقليل من شأن علماء الدين الحقيقيين إذا لم تتطابق مظاهرهم الخارجية مع فهمهم السطحي للدين. واستدل على ذلك بقولهم إن العالم الأزهري الحليق لا يفقه شيئًا في الدين، بينما يقدسون الجاهل من أتباعهم فقط لمظهره الخارجي.

وأضاف: "حينما يفقد الإنسان العقلية المؤهلة للتمييز بين الحق والباطل، وبين العلم والجهل، يصبح من الصعب إعادة توجيهه إلى الصواب. فعناده يصبح مركبًا وجهله معقدًا، مما يجعل أي حوار معه أقرب إلى المستحيل."

نموذج المحبة كما رسمه النبي ﷺ


في المقابل، دعا الدكتور علي جمعة إلى العودة إلى "نموذج المحبة"، الذي تجسده شخصية النبي محمد ﷺ. هذا النموذج يقوم على الصدق، والإخلاص، وعدم التفريط في المبادئ من أجل أي مكاسب دنيوية. واستشهد بقول أم المؤمنين أم سلمة عندما سئلت عن سر رسول الله ﷺ، فقالت: "كان سره وعلانيته سواءً."

وسرد جمعة موقفًا شهيرًا من السيرة النبوية، عندما عرض مشركو مكة على النبي ﷺ المال والملك والشرف، في محاولة لثنيه عن دعوته، لكنه رفض بشدة، متمسكًا بمبادئه النبيلة. وقال في ذلك: "لقد كان النبي ﷺ رمزًا للثبات على القيم والمبادئ، لا يعرف الخداع أو المساومة في الحق."

نموذج المتطرف وأهدافه


أما عن المتطرفين، فقال الدكتور علي جمعة إنهم يرون الدين كأداة لتحقيق مصالح جماعاتهم أو فرقهم، ويستغلون الشعارات الدينية لحشد الناس واستقطابهم. وأكد أن هذا النموذج يختلف جذريًا عن نموذج المحبة الذي يحترم القيم ويعلو على المصالح الشخصية.

وختم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أهمية العودة إلى روح الإسلام الحقيقية، التي تدعو إلى المحبة والسلام والتعقل، بدلًا من التشدد والمغالاة في الأحكام والمظاهر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق