احتفالات حزينة.. العالم يستقبل رأس السنة 2025 على أنغام الحروب والصراعات

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع اقتراب ليلة رأس السنة 2025، يودع العالم عامًا جديدًا مليئًا بالأحداث الدامية والصراعات التي تركت بصماتها القاسية على ملايين البشر. وبينما تُضاء أشجار الكريسماس في عواصم العالم، هناك مناطق تعيش في ظلال الحرب والصراع، حيث تحولت الأمنيات بالسعادة إلى دعوات للسلام وإنهاء المعاناة.

ورغم الأوضاع المأساوية، يحاول سكان المناطق المنكوبة إيجاد بصيص من الأمل. في غزة، أوكرانيا، السودان، واليمن، تضاء الشموع وترفع الصلوات بدلًا من الألعاب النارية. هذه الليلة ليست فقط مناسبة لتوديع عام مضى، بل فرصة للتأمل في معاناة العالم والدعاء من أجل مستقبل أفضل.

غزة.. عام جديد تحت الحصار والقصف

قطاع غزة يستقبل العام الجديد وسط استمرار الحصار المفروض منذ أكثر من عام و4 أشهر، حيث تعيش العائلات الفلسطينية تحت تهديد القصف المستمر ونقصٍ حاد في أساسيات الحياة. التصعيد العسكري الأخير في القطاع تسبب في دمار آلاف المنازل، وترك الأطفال دون مأوى أو أمل في مستقبل مشرق.

ومع استمرار نقص الوقود والكهرباء، تبدو مظاهر الاحتفال برأس السنة شبه معدومة، لتحل مكانها دعوات للفرج والحرية.

لبنان.. رأس سنة تحت وطأة الأزمات الاقتصادية وانهيار الهدنة جنوبًا

يستقبل لبنان عام 2024 في ظل أزمات خانقة على جميع الأصعدة، اقتصادية وسياسية وأمنية. الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ سنوات جعلت من الاحتفال برأس السنة ترفًا لا يستطيع معظم اللبنانيين تحمله، حيث يعيش أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، وسط غياب الخدمات الأساسية وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل غير مسبوق.

على الصعيد الأمني، يشهد جنوب لبنان تصاعدًا في التوتر العسكري في ظل هدنة، فالاشتباكات المتكررة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة اللبنانية في المناطق الحدودية زادت من معاناة سكان الجنوب، حيث أجبرت العديد من العائلات على النزوح أو الاحتماء في منازلهم خوفًا من تصاعد العنف.

سياسيًا، يستمر الفراغ الرئاسي في تعميق الأزمات، حيث لم تتمكن القوى السياسية من التوصل إلى توافق على رئيس جديد منذ أشهر، مما أدى إلى شلل في المؤسسات وتعطيل خطط إعادة الإعمار والإنقاذ الاقتصادي.

أوكرانيا.. الشتاء الثالث للحرب

يدخل الصراع الروسي الأوكراني شتاءه الثالث، مخلفًا وراءه دمارًا هائلًا ومعاناة لا توصف. المدن الأوكرانية المدمرة تستقبل العام الجديد بصوت القذائف بدلًا من الألعاب النارية، فيما يعيش الملايين في الملاجئ والمخيمات.

وفي حين يواصل الغرب دعم كييف بالأسلحة والمساعدات، تتزايد دعوات المجتمع الدولي لإيجاد حل دبلوماسي ينهي هذا النزاع الذي أثر على استقرار القارة بأكملها.

السودان.. وطن ممزق بين الأطراف المتصارعة

السودانيون يعيشون واحدًا من أصعب الأعوام في تاريخهم الحديث، القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع حوّل العاصمة الخرطوم إلى منطقة حرب، وأجبر أكثر من خمسة ملايين شخص على النزوح داخل وخارج البلاد.

مع اقتراب العام الجديد، لا تزال الجهود الدولية لحل النزاع تواجه تعقيدات كبيرة، فيما تتصاعد دعوات السودانيين لإعادة بناء الوطن وإيقاف نزيف الدماء.

اليمن.. حرب بلا نهاية وأزمات إنسانية متفاقمة

اليمن، الذي عانى من سنوات طويلة من الحرب، يودع عامًا آخر دون أن تلوح بوادر السلام في الأفق. نقص الغذاء والأدوية، مع ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية، يجعل من الاحتفال برأس السنة رفاهية لا يمكن للأغلبية التفكير فيها. وعلى الرغم من المحاولات المستمرة لإحياء المفاوضات بين الأطراف المتصارعة، لا يزال اليمنيون يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.

رسالة البابا.. دعوة للسلام وسط الظلام

في كلمته بمناسبة أعياد الميلاد، أطلق البابا فرنسيس نداءً قويًا للسلام، داعيًا قادة العالم إلى العمل لإنهاء الحروب والصراعات التي تدمر حياة الملايين.

وقال: "بينما نستقبل عامًا جديدًا، فلنرفع صلواتنا من أجل السلام، ولنعمل جميعًا على تحقيقه. دعونا لا ننسى أن الأمل يمكن أن ينبع حتى من أعمق لحظات الألم". وأضاف أن أعياد الميلاد ورأس السنة يجب أن تكون فرصة لتوحيد الجهود الدولية لإنقاذ البشرية من دوامة العنف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق