حوارات
يمتنع العاقل عن إعادة الثقة بشخص تخلّى عنه وقت حاجته، أو غدر به أثناء ضعفه، أو نكث بعهوده له، أو خانه بينما كان يأمن جانبه.
والسؤال الذي يطرح نفسه في سياق هذا الموضوع هو: ما هي أسباب سعي المتخاذل، أو الخائن، أو الغادر، أو المتلاعب، أو الظالم، بعد مدد قصيرة أو طويلة، إلى المحاولة مرّة أخرى لربط صلاتِه التي قطعتها أفعاله السيئة، وإعادة تقوية علاقاته بمن تخاذل عن مساعدته، أو خانه، أو غدر به أو ظلمه؟
أعتقد أنه توجد أسباب محدّدة تدفع بعض المسيئين، والمتلاعبين، والاستغلاليين، والمتعجرفين، والظلمة إلى إعادة صلاتهم بضحاياهم السابقين، ونذكر منها ما يلي:
الضحية ينسى ويغفر، اذ يعتقد بعض المضطربين أخلاقياً أن ضحاياهم سوف ينسون، أو يغفرون ما أَجْرمَ عليه جلاّدوهم، ويظن المُسيء أنّ من اِرتكب فيهم الشناعة ربما سيتجاوزون عنه.
وربما بعد مضي فترة طويلة على ما حدث في السابق، او سيبادر الضحيّة الى إعادة ربط صلاته، وإعادة مدّ جسور المحبّة والمودّة مع المُسيء.
- المُسيء عديم الإحساس: يفتقد المتلاعب والجلاّد والاستغلالي والظّالم والمُسيء الحسّ الأخلاقي الطبيعي، فعلاقاتهم، الفردية والاجتماعية، ترتكز في أسسها على تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب الآخرين.
ولا يرى هذا النّفر السيّئ أي إحراج في إعادة ربط علاقاتهم مع من خذلوهم، أو غدروا بهم، أو خانوهم في السابق، ومن يفتقد الحسّ الأخلاقي يفتقد أيضاً الوعي الأخلاقي للنظر في عواقب تصرّفاته الشخصية.
- استغفال واستخفاف الضحيّة: يستغفل ويستخفّ المُسيء بعقول ضحاياه، عن طريق تقديم أعذار كاذبة عن تصرّفاته السيّئة السابقة، وربما يعتقد أنّ أغلبية الناس يمكن اِستغفالهم ما دام سيحرص المُسيء على التعامل بحرص شديد معهم، وعن طريق لبس الأقنعة المناسبة لخداعهم.
- إشعال حنين الضحيّة الى الماضي: يصدف أحياناً أن يكون هناك ذكريات إيجابية بين الضحيّة والمُسيء إليه، وسيسعى هذا الأخير الى إعادة تذكير الضحيّة بسنوات الودِّ بينهم بهدف جعله أكثر قابلية لإعادة العلاقة، وهو أسلوب تلاعب ربما ينطلي على بعض الأفراد، لكنه لن ينطلي على من تعلّم من تجاربه الحياتية المؤلمة!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق