زين وشين
كارثة الكوارث حين يضع أحدهم نفسه قيّماً على الشعب الكويتي، والطامة الكبرى حين يفتي أحدهم، من دون أن تطلب منه الفتوى، وهو بالأساس ليس له شأن بالإفتاء، ولم يسند الأمر له.
فهو بذلك يتدخل بما ليس له دخل فيه، فلم يطلب أحد منه رأيه، ولم يطلب منه أحد أن يفتي، وليس بالأساس عضواً في لجنة الإفتاء، فهو مجرد مواطن مثله مثل أي مواطن آخر، أما أن يقول خيراً أو ليصمت، وليست مسؤوليته الافتاء بحرمة دخول المرأة للملاعب، ويحرم جلوسها في المدرجات، واعتبار ذلك "مخالفة شرعية" فيحلل ويحرم كما يشاء.
في ذلك اعتداء سافر على حريات الآخرين، ومحاولة جديدة لفرض رأي غير صحيح، على الكويت وأهلها، وهذا أمر غير مقبول، فماذا ترك الأخ لوزارة "الأوقاف" أو لإدارة الإفتاء؟ بعد أن طويت صفحة "الربيع العربي"، ودحر فكر الإخوان المسلمين ومن سار على نهجهم، اعتقدنا أن هذا الفكر المتطرف قد انتهى، واذا به يخرج علينا من جديد بشخصيات جديدة، تحاول لفت النظر إلى نهجها، وفرض توجهاتها وقناعاتها، وتعليمات الحزب على شعب كامل، يرفض الوصاية، ويرفض الحزبية والتطرف، ومحاولة فرض الرأي الواحد!
والسؤال المهم: من استفتى هذا الإنسان، أو طلب مشورته، أو طلب منه سماع رأيه؟
قال من سبقنا: "من تدخل في ما لا يعنيه لاقى ما لا يرضيه"، ولعل السكوت عن هذا الطرح غير المقبول يشجعهم على التمادي لوأد الحريات، فقد عرف عن الشعب الكويتي تمسكه بدينه وقيمه، ومحافظته على العادات والتقاليد، وقد شهد له بذلك، فمن أين خرج علينا مفتي الديار الجديد، وغيره من الذين يتصيّدون الأخطاء، ويتدخلون في شؤون الغير من أجل الظهور؟
فماذا قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عن التدخل في شؤون الآخرين؟ قال: "مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ، تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ"، فولي الأمر، ومن يوكل الأمر اليه، هم فقط من يملكون حق الإفتاء، ويقدرون المخالفة الشرعية، وتحليل الحلال، وتحريم الحرام... زين.
0 تعليق