يغفل كثير من المسلمين عن أعظم آية في القرآن الكريم، وهي آية الكرسي، التي وردت السنة النبوية بفضلها وأهميتها، عُرفت بكونها سيدة القرآن الكريم، وقراءتها تعد عبادة لله وراحة للقلب، كما أنها تحتوي على القاعدة الأساسية للدين الإسلامي، وهي التوحيد الخالص لله تعالى.
آية الكرسي
تتميز آية الكرسي بكونها علاجًا للعديد من الأمراض الجسدية والنفسية، وتتألف من خمسين كلمة، وكل كلمة منها بركة من الله. في هذه الآية تتجلى أسماء الله الحسنى؛ حيث ورد فيها 17 اسمًا من أسمائه، من بينها الاسم الأعظم، الذي إذا دُعي به أُجيب الدعاء.
فضل آية الكرسي في السنة النبوية
قال النبي ﷺ: «مَن قالها حين يُصبح أُجير من الجنِّ حتى يُمسي، ومَن قالها حين يُمسي أُجير منهم حتى يُصبح». وأيضًا: «مَنْ قرأَ آيةَ الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ».
كذلك ذكر الرسول ﷺ في حديثه مع أبي هريرة أن قراءة آية الكرسي قبل النوم تحفظ الإنسان من الشياطين، حيث قال: «إذا أويتَ إلى فراشِك فاقرأْ آيةَ الكرسيِّ، لن يزال معك من الله حافظٌ، ولا يقربك شيطانٌ حتى تصبحَ».
آية الكرسي كاملة «اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
أسباب تسمية آية الكرسي سُمِّيت آية الكرسي بهذا الاسم لأنها تعبر عن أساس الحكم وتدل على الألوهية المطلقة لله تعالى. قال النبي ﷺ إنها ترفع مكانة من يحفظها، وتحفظه من الشرور.
كما أوضح الرسول ﷺ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ».
تفسير آية الكرسي
- "اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ": اسم الله "الحي" يشير إلى البقاء الأبدي، و"القيوم" يعني القائم على تدبير شؤون الكون.
- "لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ": ينفي الله عن نفسه العجز أو النقص، فهو لا يدركه نعاس ولا نوم.
- "لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ": يشير إلى ملك الله المطلق لكل شيء.
- "مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ": يؤكد أن الشفاعة ملك لله وحده، ولا تُعطى إلا بإذنه.
- "يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ": يعلم الله كل شيء عن الماضي والمستقبل.
- "وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ": لا يمكن للبشر أن يدركوا شيئًا إلا بإذن الله.
- "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ": الكرسي يشير إلى سعة علم الله أو قدرته التي تحيط بكل شيء.
- "وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا": أي لا يثقله حفظ السماوات والأرض.
ختامًا، تُعد آية الكرسي مصدر طمأنينة وقوة للمسلم، فهي ليست مجرد كلمات بل معانٍ عظيمة ترسخ في النفس الإيمان بالله والتوكل عليه.
0 تعليق