محليات
2
نتائج متميزة في الفصل الأول تعكس جودة التعليم..❖ محمد الجعبري
شهدت نتائج اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول لطلاب الصف الثالث الثانوي، ارتفاعاً ملحوظاً في تحقيق العديد من الطلاب للدرجات النهائية في مختلف المواد الدراسية، مما يعكس جودة التعليم وفعالية السياسات التعليمية التي تطبقها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في المدارس، حيث أشار عدد من التربويين إلى أن هذه النتائج تعكس المستوى الأكاديمي المتميز لطلاب المدارس الثانوية.
وأشار عدد من التربويين إلى أن المنظومة التعليمية بدولة قطر من المنظومات الحديثة الرائدة، حيث استثمرت الدولة في بناء منظومة تعليمية متكاملة ترتكز على التكنولوجيا، المناهج الحديثة، وتدريب الكوادر التعليمية، لافتين إلى أن المناهج الجديدة التي وضعتها الوزارة أسهمت في تحسين مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب، مما انعكس إيجابيا على نتائج اختبارات الثانوية العامة.
وبين العديد من الخبراء أن تحقيق الطلاب الدرجات النهائية يعكس نجاح رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى تطوير رأس المال البشري، لافتين إلى أن الاستثمارات المستمرة في التعليم، من خلال إنشاء مؤسسات تعليمية حديثة وتوفير الموارد اللازمة، كان لها دور أساسي في تحقيق هذه الإنجازات.
- عوامل النجاح والتفوق
وفي هذا السياق أشار الخبير التعليمي السيد خليفة المناعي، مدير مدرسة خليفة الثانوية سابقاً، إلى أن أبرز العوامل التي ساهمت في هذا الإنجاز هو تحديث المناهج الدراسية لتكون أكثر شمولية ومرونة، لافتاً إلى أن المناهج الحديثة والتي وضعتها الدولة بجهود وطنية كاملة، ركزت على تعزيز مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، إلى جانب الاهتمام بالجوانب التطبيقية للمواد، مما جعل عملية التعلم أكثر إثارة وتحفيزا للطلاب، حيث يتم توجيههم لفهم المفاهيم بدلاً من حفظها. وبين السيد خليفة المناعي، أن انتهاج المدارس للتكنولوجيا ساهم بشكل كبير في إحداث نقلة نوعية في التعليم بقطر، مشيراً إلى الدور العظيم الذي لعبته التكنولوجيا في استمرار التعليم أثناء جائحة كورونا، وذلك من خلال منصات التعلم الإلكتروني والموارد الرقمية، والتي مكنت الطلاب من الوصول إلى محتوى تعليمي متنوع، مما ساعدهم على فهم المواد الدراسية بطرق مبتكرة، علاوة على ذلك، أسهمت التكنولوجيا في توفير قنوات اتصال فعّالة بين الطلاب والمعلمين، مما جعل عملية التعليم أكثر تفاعلية وشفافية.
- تدريب المعلمين
من جانبه، أوضح السيد فهد الدرهم مدير مدرسة محمد بن عبد العزيز المانع الثانوية أن وزارة التعليم والتعليم العالي قامت بدور حيوي في تدريب المعلمين وتأهيلهم لتبني أساليب تدريس حديثة، مما ساهم في تطوير قدرات الطلاب المعرفية واكتسابهم جميع المعارف التي تستهدفها المناهج الدراسية، بالإضافة إلى برامج التطوير المهني المستمرة، والتي أسهمت في تعزيز كفاءة المعلمين وتمكينهم من تقديم الدعم اللازم للطلاب لتحقيق أفضل النتائج.
وقال خلال معرض حديثه: لقد وفرت جميع المدارس الحكومية خلال العام الدراسي بيئة تعليمية محفزة، تتسم بالدعم النفسي والاجتماعي، هذه البيئة شجعت الطلاب على المشاركة الفعالة في الأنشطة الصفية واللامنهجية، مما عزز من ثقتهم بأنفسهم وساعدهم على تحقيق التفوق».
كما أشاد بدور أولياء الأمور في دعم العملية التعليمية، والذين كانوا شركاء أساسيين في العملية التعليمية، وذلك من خلال دعمهم وتشجيعهم المستمر، لافتاً إلى أن هذا الدعم ساهم في تعزيز رغبة الطلاب في التفوق وتحقيق أعلى الدرجات.
وأوضح السيد فهد الدرهم أن النجاح الذي حققه طلاب الثانوية العامة يعكس رؤية قطر الاستراتيجية في بناء نظام تعليمي عالمي المستوى، ومع استمرار الجهود لتطوير التعليم، فإن المستقبل يحمل الكثير من الفرص لتحقيق إنجازات أكبر، لافتاً إلى أن هذه الرؤية تتطلب استمرار التركيز على الابتكار في التعليم، وتعزيز التعاون بين المدارس والجامعات، والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في التعليم.
- تعزيز ثقة الطلاب
وفي سياق مواز، أشار السيد جاسم المهندي مدير مدرسة عمر بن عبد العزيز الثانوية، إلى أن تحقيق عدد من طلاب الثانوية العامة للدرجات النهائية، يعكس تفوقا أكاديميا حقيقيا، مما عزز ثقة الطلاب بأنفسهم وشجعهم على السعي لتحقيق أهداف أكبر في المستقبل، لافتاً إلى أن هذا الإنجاز يفتح للطلاب أبواب الجامعات المرموقة محليا ودوليا، فهذا الإنجاز يعزز فرصهم في الحصول على منح دراسية والالتحاق ببرامج تعليمية رائدة.
وبين السيد جاسم المهندي أن تفوق هؤلاء الطلاب يمثل قدوة حسنة للأجيال القادمة، حيث يشجعهم على العمل الجاد والاجتهاد لتحقيق طموحاتهم، مشيراً إلى أن نجاح الطلاب هو انعكاس لجهود جماعية تشمل الأسرة، والمدرسة، والمجتمع ككل. في قطر، تحظى العملية التعليمية بدعم مجتمعي كبير، حيث يتم تنظيم حملات توعية بأهمية التعليم، وتشجيع الطلاب على التفوق، وتوفير الدعم اللازم لهم.
ولفت خلال حديثه إلى أنه رغم الإنجازات الكبيرة، فإن الحفاظ على هذا المستوى من النجاح يتطلب مواجهة التحديات المرتبطة باستدامة جودة التعليم، مشيراً إلى أن التحديات تكمن في عدة نقاط، وهي: مواكبة التطورات العالمية، وذلك من خلال الحاجة إلى تحديث المناهج باستمرار لتتماشى مع التطورات العلمية والتكنولوجية، كذلك التركيز على المهارات العملية، فعلى الرغم من أهمية التحصيل الأكاديمي، ينبغي تعزيز المهارات العملية التي تجهز الطلاب لسوق العمل، كما أن دعم التنوع الطلابي يأتي من خلال توفير برامج دعم مخصصة للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية المختلفة لضمان شمولية التعليم.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق