محليات
4
قطر وبريطانيا.
الدوحة - قنا
حظيت زيارة الدولة التي يقوم بها حاليا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى المملكة المتحدة باهتمام واسع في مختلف وسائل الإعلام البريطانية، التي تناولت أبعادها السياسية، والاقتصادية، والدبلوماسية، موضحة أهميتها في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وتناولت الاهتمام الذي حظي به حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، معتبرة أنه دليل على عمق الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين الدوحة ولندن.
وفي هذا السياق، ذكر تقرير لتلفزيون "بي بي سي" (BBC) أن "استقبالا ملكيا فاخرا حظي به أمير دولة قطر وحرمه، ما يعكس الأهمية التي توليها المملكة المتحدة لعلاقتها بقطر، وهي علاقة يقع الاقتصاد في قلبها باعتبار أن الدولتين ترتبطان بعلاقات تبادل تجاري وصلت قيمته العام الماضي إلى 10 مليارات و600 مليون دولار، وتميل الكفة فيه إلى صالح بريطانيا التي تشكل المحركات والطائرات نحو 50% من صادراتها إلى الدوحة، مقابل حصة مشابهة تحتلها صادرات النفط والغاز من إجمالي الصادرات القطرية إلى بريطانيا".
وأردف التقرير أن هذه التبادلات التجارية تمثل نحو 14% من حجم التبادلات التي تجمع المملكة المتحدة بدول مجلس التعاون الخليجي، الذي تسعى لندن لإبرام اتفاقية تجارية حرة معه منذ عام 2021، مضيفا أن هذه الاتفاقية من شأنها ضخ نحو ملياري دولار في الاقتصاد البريطاني، حسب تقديرات حكومية.
وأضاف أنه "على مدار عقد ونصف من الزمان أسست قطر لنفسها ما يمكن وصفه بإمبراطورية عقارية في بريطانيا، قد يكون رمزها الأبرز مبنى "شارد" (The Shard)، الذي يمثل أعلى ناطحة سحاب في البلاد، وهي إمبراطورية تضم أكثر من 4000 عقار، من أبرزها فندق "سافوي" (Savoy) الشهير ومتجر "هارودز" (Harrods) الراقي، فضلا عن فندق"ريتز" (The Ritz)، لكن الاستثمارات القطرية في بريطانيا التي تقدر قيمتها بأكثر من 50 مليار دولار لا تقتصر على قطاع العقارات، فالدوحة تملك حصة في الشركة المالكة للخطوط الجوية البريطانية، فضلا عن حصة في مطار "هيثرو" (Heathrow)".
وأورد التقرير حديثا لأستاذ الاقتصاد السياسي ناصر قلاوون قال فيه: إن "قطر تتمتع بوزن اقتصادي كبير في مجلس التعاون الخليجي".
كما قال السفير البريطاني السابق في قطر نيكولاس هوبتون لتلفزيون "بي بي سي" BBC: "إن علاقة المملكة المتحدة بقطر هي الأقوى بين كل علاقات الدوحة بالدول الغربية الأخرى، حيث تمتد جذور هذه العلاقة إلى مرحلة الانتداب البريطاني في البلاد حتى الانسحاب البريطاني من المنطقة واستقلال قطر، ومنذ ذلك الوقت استمرت العلاقة الجيدة بين الطرفين حتى يومنا هذا، حيث تجمع البلدين علاقة مميزة ومهمة لكليهما".
وقال هوبتون في مداخلة ضمن تغطية مباشرة لمراسم الاستقبال الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في قصر باكنغهام: إن "سمو الشيخ تميم بن حمد لديه علاقة جيدة مع العاهل البريطاني الملك تشارلز، حيث يعرفان بعضهما جيدا منذ أن كان سمو الشيخ تميم طالبا في مدرسة ساندرينغهام، وهو ما من شأنه أن يعزز العلاقة الجيدة بين البلدين".
وأضاف أن هناك علاقات بين البلدين في مجال الدفاع، حيث اشترت قطر أسطولا من طائرات التايفون البريطانية، وذكر أن هناك مجالات أخرى يتعاون فيها البلدان بشكل وثيق، خاصة المجال السياسي، كمال قال: "نحن جميعا نعرف الدور الذي تضطلع به قطر في الوساطة بملف وقف إطلاق النار في غزة، فضلا عن العلاقة الاقتصادية القوية التي تعكسها الاستثمارات القطرية الكبيرة في المملكة المتحدة".
من جانبه، رأى المؤرخ الملكي البريطاني روبرت هاردمان أن مستوى الاستقبال الذي حظي به صاحب السمو أمير البلاد المفدى هو أعلى درجات الاستقبال التي يمكن أن تقوم بها دولة لقائد دولة أخرى.
وفي هذا الإطار، ذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (BBC) أن السجاد الأحمر قد فرش على شرف زيارة أمير قطر، الذي حظي باستقبال ملكي .
وأضاف الموقع، في تقرير أن "الأميرة كيت شاركت في موكب الشرف الذي أقيم على شرف أمير قطر وحرمه الشيخة جواهر"، مشيرا إلى أنه تمت لسمو الأمير مراسم استقبال ملكية وموكب خيالة مر بـThe Mall، وزيارة مجلس العموم البريطاني، ومأدبة شرفية بقصر باكنغهام.
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة "تايمز" (The Times) البريطانية: إن زيارة الدولة التي يقوم بها أمير قطر لها دلالات مهمة، حيث إنها الأولى التي سيكون فيها لقاء مع السير كير ستارمر، والذي قال المتحدث عنه الشهر السابق: إن ستارمر أثنى في مكالمة هاتفية مع أمير قطر على ريادتها في جهود التفاوض حول وقف إطلاق النار وضمان تحرير الرهائن بغزة".
وبدورها، قالت صحيفة "ديلي تلغراف" (The Telegraph) البريطانية: إن قطر تعد وسيطا رئيسيا لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس، وهناك تقارير تفيد بأن الحكومة تأمل في إبرام اتفاق تجارة حرة مع مجلس التعاون الخليجي.
من جهته، ذكر موقع "ميدل إيست آي" "Middle East Eye" البريطاني أن زيارة سمو الأمير لبريطانيا تأتي في الوقت الذي تهدف فيه المملكة المتحدة إلى جذب استثمارات جديدة من دول الخليج، حيث من المتوقع أن يسافر ستارمر إلى الخليج هذا الشهر في محاولة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا والسعي للحصول على استثمارات جديدة.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق