قد يثير هذا العنوان دهشتك، ولكنه يعكس واقعًا مؤلمًا يسعى إليه الكثير من أصحاب الشهرة والنفوذ، وهو الحصول على الجنسية الأمريكية لأبنائهم بهدف الاستفادة من حقوق وامتيازات المواطن الأمريكى، ويتماشى هذا مع سياق قصة فيلم «عسل أسود» الذى يروى تجربة شاب مصرى هاجر إلى الولايات المتحدة مع والديه وهو فى العاشرة من عمره، وبعد مرور عشرين عامًا، يعود إلى وطنه ليواجه العديد من المفارقات، إذ يحمل جواز سفر أمريكى مما يجعله يحظى بمعاملة خاصة من الجميع، حتى انقلب حاله رأسًا على عقب، عندما فقد جواز السفر الأمريكي!
< وإذا رصدنا نشاط حركة سياحة «ولادة البيبى» فى أمريكا التى تقوم بها زوجات الفنانين والمشاهير والأثرياء فى مصر خلال السنوات الأخيرة، نكتشف أن العشرات من أولادهن يحصلون على الجنسية الأمريكية بمجرد الولادة، حيث تسافر النساء الحوامل إلى الولايات المتحدة، دون الإفصاح مباشرة عن رغبتهن فى الولادة هناك، خشيةً من رفض طلبهن، وذلك من أجل الحصول على الجنسية « الأمريكية « لأطفالهن، حيث ينص الدستور الأمريكى على منح الأطفال المولودين على أراضى الولايات المتحدة الأمريكية الجنسية تلقائيا، ليتمتعوا فيما بعد، بكافة حقوق وامتيازات المواطن الأمريكى فى الحماية والتعليم وبناء المستقبل.. الخ.
< ولوتتبعنا سجلات مواليد «أطفال» زوجات الفنانين والمشاهير المتجنسين بالجنسية الأمريكية، نكتشف حصول العشرات من أبناء المشاهير على الجنسية الأمريكية، وتمتعهم بكافة حقوق وامتيازات المواطن الأمريكى، فعلى سبيل المثال، مصممة الأزياء المغربية «بسمة بوسيل» زوجة المطرب «تامر حسنى» وضعت مولودهما الثالث « آدم « فى أمريكا، وكذلك « سليم « ابن النجمين أحمد حلمى وزوجته منى زكى و«عز الدين وزين الدين « توأم الفنانة زينة و« خديجة «حفيدة الفنانة غادة عبدالرازق وأيضًا نجل الفنانة « بسمة» والسياسى عمرو حمزاوى و« لى لى « ابنة الفنانة مى سليم  وأبنة الفنانة آيتين عامر، وطيبة إبنة الفنانة «روبى « وابنة الفنان ماجد المصرى و«آسر « نجل الفنانة لقاء الخميسى.هؤلاء الفنانين والمشاهير يبررون حصول أبنائهم على الجنسية الأمريكية، بمثابة الضمان الأكيد لمستقبلهم، حتى وإن كانوا سيقضون حياتهم فى مصر، بعيدًا عن موطن الولادة الأمريكى!!
< لكن على ما يبدو ومع تزايد مُعدلات السفر لولادة « البيبى» فى أمريكا، زاد القلق والامتعاض لدى السلطات الأمريكية ومسؤوليها بشأن « سياحة الولادة «، حيث يعتزم الرئيس الأمريكى المنتخب «دونالد ترامب» وهو يستعد لولايته الثانية فى العشرين من يناير المقبل، توقيع أمر تنفيذى لإنهاء حق الحصول على الجنسية الأمريكية للأطفال الذين وُلدوا فى الولايات المتحدة من أبوين غير أمريكيين، الأمر الذى سيثير جدلًا شديدًا لمخالفة ذلك للقانون والدستورالأمريكى!
< دعونا ننتظر ما سيفعله الرئيس الأمريكى « ترامب» خلال ولايته الجديدة التى ستبدأ خلال أيام من العام الجديد2025، فى ضوء تحديه وإصراره على إلغاء منح الجنسية الأمريكية للأطفال المولدين على أراضى الولايات المتحدة الأمريكية، فى الوقت الذى وصف الأمريكيون المعارضون تصريحاته بانها مُجرد « طق حنك «!
آَخِر شَوْكَشَة
< السؤال الصعب: هل سيتمكن « ترامب» خلال ولايته الثانية من إنهاء حالة الجدل حول منح الجنسية الأمريكية بالولادة؟ أم سينتصر فى النهاية مُتحديًا القانون والدستور؟!