"السياسة" تنشر تفاصيل مخطط الحرس الثوري
بغداد ـ باسل محمد
كشفت شخصية عراقية مهمة في "الإطار التنسيقي الشيعي" ــ أكبر الكتل السياسية في الحكومة العراقية ــ لـ"السياسة" أن "الاستخبارات العراقية نقلت إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني معلومات قبل أربع وعشرين ساعة عن بدء الحرس الثوري الإيراني تنفيذ خطة لزعزعة الوضع السوري، بالتعاون والتنسيق مع أطراف عراقية تضم تحالفي نوري المالكي وهادي العامري وبعض فصائل الحشد الشعبي".
وقالت الشخصية السياسية العراقية المهمة إن "في بغداد وطهران من يعتقد أن وجود نظام حكم إسلامي سني في سورية يعد تهديدا ستراتيجيا وأمنيا للنظامين السياسيين في العراق وإيران"، مشيرة إلى أن "الأطراف العراقية والإيرانية ـ التي شرعت في زعزعة أوضاع سورية ــ تسعى ضمن حساباتها أيضاً ـ الى إفشال النفوذ التركي في المنطقة، كونه الداعم الرئيس للنظام الجديد في دمشق".
وأشارت الشخصية العراقية إلى أن "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" الطرفان الإيرانيان المتحمسان جدا لزعزعة الوضع السوري؛ في حين أن الرئاسة الإيرانية ووزير الخارجية عباس عراقجي يميلان إلى الحوار وبناء علاقات طبيعية مع النظام الجديد في دمشق.
وتزامن الكشف عن خطة زعزعة الوضع السوري مع تحركات قام بها رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني لاحتواء الانقسامات الداخلية العراقية حول سورية، إذ التقى الزعيم السياسي السني رئيس البرلمان محمود المشهداني وزعيم تحالف "البناء" الشيعي هادي العامري، وسيواصل لقاءاته مع زعماء شيعة وسنة وأكراد على رأسهم نوري المالكي وعمار الحكيم وحيدر العبادي وخميس الخنجر ومحمد الحلبوسي والزعيمان الكرديان مسعود بارزاني وبافل طالباني بهدف توحيد المواقف العراقية حول سورية.
ووفق أوساط رسمية عراقية، يتبنى السوداني سياسة دعم استقرار الوضع السوري، ويفكر جديا في ضم دمشق لاحقاً إلى مشروع طريق التنمية للتجارة الذي يربط الخليج العربي في تركيا وأوروبا عبر العراق.
واستناداً إلى تقارير سياسية متعددة في بغداد تشمل خارطة الانقسامات العراقية الداخلية حول سورية القوى الشيعية والكردية بالخصوص، فتحالفا المالكي والعامري أبرز القوى الشيعية المعارضة للتقارب مع دمشق وإقامة علاقات سياسية وأمنية واقتصادية مع النظام السوري الجديد برئاسة أحمد الشرع.
أما تحالفات عمار الحكيم وحيدر العبادي ومعهما تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ـ فبحسب التقارير ذاتها ـ أنها تؤيد سياسة السوداني لتطبيع العلاقات العراقية- السورية ورفض التورط في زعزعة سورية، كما أن القوى الكردية منقسمة أيضا، فحزب بارزاني يؤيد التقارب مع الشرع في حين أن حزب طالباني المقرب من إيران يعارض بشدة التقارب العراقي السوري، أما القوى السنية فغالبيتها متفقة على إقامة علاقات وثيقة مع القيادة السورية الجديدة.
3 مسارات لخطة طهران
حسب الشخصية السياسية العراقية ـ التي تحدثت الى "السياسة" ـ تتضمن خطة زعزعة سورية التي بدأ تنفيذها بالفعل ثلاثة مسارات، هي:
• التنسيق مع فلول النظام السوري السابق في الداخل وتوظيف عناصره التي بقيت في العراق.
• تشكيل مجموعات مسلحة متمردة سورية وتمويلها.
• تفعيل نشاط ومهام مجموعات عراقية وإيرانية لا تزال موجودة في الأراضي السورية.
0 تعليق