مفاوضات مجمدة واحتلال غزة.. سياسي فلسطيني يكشف للدستور مستقبل القطاع المحاصر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشير تقارير إعلامية، أبرزها تقرير قناة "14" الإسرائيلية، المحسوبة على اليمين الإسرائيلي المتطرف وأفكار وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إلى تحركات إسرائيلية ميدانية واستراتيجية تعكس تطورات جديدة على الأرض في قطاع غزة.

بحسب التقرير، فإن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على بناء قواعد عسكرية ومناطق تموضع خرسانية داخل القطاع، ما يثير تساؤلات حول نوايا إسرائيل المستقبلية تجاه غزة، وسط أجواء من التصعيد العسكري والسياسي المستمر.

وذكرت قناة "14" أن الاحتلال بدأ في إعادة بناء قواعد عسكرية جنوب القطاع، تحديدًا بمنطقة رفح، يتم تجهيز مبانٍ خرسانية قيد الإنشاء لتكون نقطة تمركز استراتيجية، وفي شمال القطاع، وتحديدًا منطقة السودانية الواقعة شمال غرب غزة بالقرب من بيت لاهيا، بدأ الاحتلال بتشييد معسكرات خرسانية جديدة، مجهزة بمستلزمات حياة كاملة لضمان استدامة تواجده العسكري.

ووسّع الاحتلال منطقة التمركز في "ميتشاريت"، وهي منطقة قريبة من الحدود الإسرائيلية مع القطاع. 

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تعمل على تعزيز بنية تحتية خرسانية متينة في المنطقة تمتد على عمق سبعة كيلومترات داخل القطاع من محور نتساريم، هذه التحركات تهدف إلى تسهيل الربط الجغرافي بين قطاع غزة والمدن الإسرائيلية القريبة، مما يعكس نوايا الاحتلال في تحقيق سيطرة ميدانية مستقبلية على مناطق استراتيجية.

وفي هذا السياق، يرى الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الاحتلال الإسرائيلي، الذي انسحب من غزة عام 2005 وقام بإخلاء مستوطناته العسكرية بالكامل، قد يعيد التفكير في استراتيجياته داخل القطاع. 

وأشار “الرقب” في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد اتفاقية السلام مع مصر يقدم نموذجًا مشابهًا لاحتمالية انسحاب جديد، ومع ذلك، يعتقد الرقب أن ما يجري حاليًا يشير إلى محاولات إعادة التموضع الإسرائيلي داخل القطاع بشكل أكثر ديمومة، ما يشكل تحديًا جديدًا للفلسطينيين.

المفاوضات تعطلت بناءً على طلب أمريكي

وعلى صعيد المفاوضات، أكد "الرقب: أن المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة تعطلت بناءً على طلب أمريكي، حيث يبدو أن إدارة الرئيس جو بايدن ترغب في تأجيل أي إعلان رسمي عن اتفاق حتى نهاية ولايته هذا التأخير قد يفتح الباب أمام عودة الرئيس السابق دونالد ترامب للإعلان عن اتفاق هدنة، وهو ما يراه الرقب متوقعًا في ظل طموحات ترامب للعودة بمشروع "صفقة القرن" وتوسيع "اتفاقيات إبراهيم".

وحذر من أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يضع عراقيل أمام أي جهود لإنجاح المفاوضات، خاصة إذا شعر بأن ترامب سيستخدمها لتعزيز شعبيته على حساب اليمين الإسرائيلي المتطرف، مشيرا إلى أن نتنياهو يسعى لاستثمار الوضع الحالي لتعزيز مصالح إسرائيل في الضفة الغربية وسوريا، مع استمرار عدوانه على غزة.

ويعتقد “الرقب” أن جولة المفاوضات المقبلة قد تعود بشكل "دراماتيكي" قريبًا، ولكنها ستواجه تحديات كبيرة، لافتا إلى أن هناك تصريحات إسرائيلية، من بينها الإشارة إلى عدم قدرة الاحتلال على استعادة الجنود الأسرى لدى المقاومة في غزة، تعكس حالة التخبط داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية، كما أن تعقيد المشهد السياسي الداخلي في إسرائيل، بين اليمين الحاكم والائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو، قد يعرقل أي خطوات جادة نحو إنهاء العدوان على غزة أو التوصل إلى تسوية طويلة الأمد.

وأكد أن نتنياهو ينظر إلى وجود ترامب كفرصة لاستكمال مشروع "اتفاقيات إبراهيم" الذي يهدف إلى تطبيع العلاقات مع دول عربية جديدة وتعزيز السيطرة الإسرائيلية في المنطقة، ومع ذلك، يرى الباحث أن تفكير اليمين الإسرائيلي، خاصة داخل دائرة نتنياهو، لا يميل إلى قبول تسوية سياسية توقف الحرب في غزة أو تنهي التصعيد، بل يدفع باتجاه استغلال الوضع الراهن لتحقيق مكاسب جيوسياسية جديدة.

اختتم “الرقب” بتحليل واقعي للوضع، فهو يرى أن المفاوضات قد تستأنف قريبًا، لكنها ستظل رهينة لمصالح سياسية ودوافع أيديولوجية تحكم تصرفات نتنياهو واليمين الإسرائيلي، مما يجعل التوصل إلى حل شامل أمرًا معقدًا ومليئًا بالتحديات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق