أضرار مقاطع تحديات الأكل المفرط

مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تعددت مؤخرا أخبار وفاة أشخاص في مرحلة الشباب بسبب شهرتهم في مواقع التواصل بما تسمى تحديات الأكل، والتي إما تكون بأكل أكبر كمية من الطعام بأقصر وقت أو الاستمرار في الأكل لأطول وقت، أي متابعة الأكل بلا توقف لساعات، وكثير من المراهقين يقلدونهم في مقاطعهم ويصبحون بدناء بسبب أن كل محتواهم في مواقع التواصل هو أكل أكبر كمية من الطعام بشكل يومي، وبسبب البدانة يصابون بالأمراض المزمنة كالسكري والضغط، والتي قد تنتهي بالفشل الكلوي وبتر الأطراف إن لم يكن الوفاة المفاجئة، مع العلم أن أبرز مشاهير تحديات الأكل نحيفون رغم تناولهم كميات مهولة من الطعام بشكل يومي، والسر يكمن في قيامهم بممارسة لها مخاطر صحية وخيمة وهي إجبار أنفسهم على تقيؤ الطعام بعد كل وجبة.

مع الأسف، إن بعض المطاعم تشجع هذه الموضة غير الصحية بتوظيف هؤلاء للدعاية لهم، وكان يمكنهم توظيفهم بدور المتذوق لوجبة عادية بدل أكل كميات كبيرة بشكل غير صحي، وامتناع المطاعم عن توظيف مشاهير الأكل في الأكل المفرط سيكون من قبيل المسؤولية الاجتماعية التي ستحسب دعاية إيجابية للمطاعم التي تلتزم بها، ولو وزعت وجباتها على محتاجين لكانت دعاية أفضل لها من أن يأكلها شخص واحد يضر بها نفسه ويقلده صغار السن ويضرون أنفسهم.

ومؤسف أن بعض هؤلاء الذين اشتهروا بأكل أكبر كميات من الطعام بشكل يومي تمت استضافتهم كمشاهير في قنواتنا، وهذا يزيد من تشجيع صغار السن على تقليد هؤلاء للحصول على الشهرة السهلة التي لا تتطلب منهم سوى الأكل المفرط، وهذا تصرف غير مسؤول من تلك البرامج التي استضافتهم لأن ما يقومون به ضار بالصحة، ويجب التحذير منه وليس تشجيعه بمعاملة من يقومون به كمشاهير، فأفضل وسيلة للتعامل مع محتواهم الضار بالصحة هي في مقولة الخليفة عمر بن الخطاب "اميتو الباطل بالسكوت عنه".

الأهالي عليهم مسؤولية التدخل لمنع أبنائهم عن هذا التقليد الضار بصحتهم، ويجب أن تحصل حملة توعية طبية ضد تحديات الأكل المفرط تبين مخاطرها وأضرارها، فحتى الآن ما زال ليس هناك انتباه إلى ذلك الجانب السلبي لاستخدام مواقع التواصل رغم الوفاة المفاجئة لعدد من مشاهير الأكل المفرط.

بالعموم موضة ما تسمى بالتحديات في مواقع التواصل يمكنها أن تكون بالغة السلبية كما في مثال تحديات الأكل المفرط، أو تكون بالغة الإيجابية وتغير حياة الناس للأفضل، مثل تحدي في موقع تيك توك لقراءة الأجانب للقرآن الذي حصل بسبب تأثرهم بالروح المعنوية الإيمانية لأهل غزة، في ظل الحرب الإسرائيلية عليها، وبسبب هذا التحدي أسلم عديد من الأجانب، وأيضا تحديات تنظيف الأماكن العامة والمنتزهات والأنهار والبرك الملوثة، فمثل هذه التحديات الإيجابية يجب تشجيع صغار السن عليها عبر المدارس والأهالي لتكون بديلا عن التحديات السلبية، والتي أدت لشيوع سلوكيات ضارة وخطرة مثل تحديات تلويث المأكولات والمشروبات في المحلات وسط وباء كورونا، وتحديات أدت لوفاة بعض من قاموا بها أو تضررهم بشكل بليغ.

صغار السن إن لم يتم إشغالهم بتحديات إيجابية يثبتون بها أنفسهم ويصنعون بها محتوى لحساباتهم في مواقع التواصل، سينشغلون بالتحديات السلبية التي تشكل خطرا على صحتهم وحياتهم، ولذا المدارس يجب أن تقود حملات تشجيع الطلاب على التحديات الإيجابية لجعلها الأكثر رواجا بدل التحديات السلبية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق