اختيار شريك الحياة من العوامل المؤثرة على الزواج وتكوين الأسرة
انخفاض معدل الزواج العام بشكل ملحوظ بنسبة 18 %
برامج وورش لتشجيع الشباب على الزواج
انتشار العزوبية وعدم رغبة الشباب في الإقبال على الارتباط والزواج من الظواهر المنتشرة في معظم دول العالم وليس في مجتمعنا فقط، إلا أنها دائما تحتاج إلى الدراسة والتعرف على الأسباب والدوافع التي جعلت معظم الشباب يعزفون عن الزواج.
وترتبط هذه الظاهرة بعوامل مختلفة، منها ما هو متعلق بالمجتمع، مثل بعض العادات والتقاليد السلبية والمعتقدات الخاطئة، والتي أصبحت لا تتناسب مع التقلبات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المجتمع، ومنها ما هو مرتبط بعوامل شخصية متعلقة بالشباب أنفسهم وخبراتهم في الحياة، وقدرتهم على الانتقال إلى حياة جديدة وتحمل مسؤوليات ليسوا أهلا لها.ونظرا لأهمية هذه الظاهرة وتراجع معدل الزواج بوجه عام، تناولت المؤسسات المعنية في الدولة هذا الموضوع بالبحث والدراسة، حيث أصدر معهد الدوحة الدولي للأسرة، على سبيل المثال، دراسة حديثة تحت عنوان «تصورات الشباب القطري حول الزواج السعيد المستدام»، وتناولت سبل تحقيق السعادة الزوجية، واختيار شريك الحياة المناسب، ولفت إلى أن اختيار شريك الحياة من العوامل المهمة التي تؤثر على الزواج وعلى تكوين الأسرة، كما تطرقت إلى أهمية التوافق بين الزوجين وسبل تحقيق هذا.
اختيار شريك الحياة
وأوضحت الدراسة أن الأسرة والأهل في المجتمع القطري يلعبون دورا مهما في اختيار شريك الحياة، كما هو الحال في معظم الدول الخليجية والعربية، كما ربطت بين السن واختيار الشباب بأنفسهم للزوج أو الزوجة.
وفيما يتعلق باختيار شريك الحياة حسب جنس المشاركين في الدراسة وحالتهم الاجتماعية، أوضح معهد الدوحة الدولي للأسرة، أن اختيار شريك الحياة عن طريق الوالدين هو الأكثر تكرارا، بنسبة 51.35 % لدى فئة الإناث المتزوجات، و%50 لدى فئة الإناث العزباوات، و44.76 % لدى فئة الذكور العزاب، و37.5 % لدى فئة الذكور المتزوجين، ثم عن طريق الاختيار الشخصي»بنسبة 50 % لدى فئة الذكور العزاب، و41 % لدى الإناث العزباوات، و%24.32 لدى الإناث المتزوجات، و%16.25 لدى الذكور المتزوجين، ثم عن طريق الأصدقاء، بنسبة 37.5 % لدى الذكور المتزوجين، و2.70 % لدى الإناث المتزوجات، و1.96% لدى الإناث العزباوات، و1.74% لدى فئة الذكور العّزاب، ثم عن طريق الأسرة الممتدة، بنسبة 21.62 % لدى الإناث المتزوجات، و8.75 % لدى فئة الذكور المتزوجين، و7 % لدى فئة الإناث العزباوات، و3.48% لدى فئة الذكور العزاب. وأكد جهاز التخطيط والإحصاء في تقرير له انخفاض معدل الزواج العام بشكل ملحوظ عام 2022 بنسبة 18 % بين الذكور و19% للذكور، كما أوضح التقرير ارتفاعا بسيطا لمتوسط العمر عند الزواج الأول لدى القطريين إلى 28 سنة للذكور و25 سنة للإناث وارتفاعه لغير القطريين إلى 30.7 للذكور و28 للإناث.
عوامل اجتماعية
وهناك العديد من العوامل الاجتماعية التي دفعت الشباب إلى العزوف عن الزواج أبرزها ارتفاع أسعار مستلزمات الزواج، والمبالغة في المهور، وهي من العادات الاجتماعية السلبية التي يعاني منها المجتمع وإن كان لها أسبابها، إلا أنها من الأمور التي تحتاج إلى علاج جذري في الوقت الحالي خاصة وأنها كانت سببا في أن يلجأ العديد من الشباب إلى تأجيل فكرة الارتباط لحين تحسن أحوالهم المالية؛ ومع ذلك فإن المغالاة في المهر بمثابة عنصر واحد فقط من بين عناصر متعددة ترفع من تكلفة الزواج مثل تجهيز المنزل وترتيب حفل الزفاف وشهر العسل ومتطلبات العروس المادية وغيرها من الأمور التي تزيد من الأعباء.
الشعور بالأمان
أما فيما يتعلق بالعوامل المتعلقة بالشباب أنفسهم فقد أجمعت معظم الدراسات والأبحاث على عدد من العوامل المشتركة والتي منها عدم الشعور بالأمان للدخول في عالم الزواج، والخوف من عدم القدرة على إيجاد نوع من الألفة مع الشريك.
كذلك يخشى البعض من تحمل مسؤولية أسرة وأبناء، وخسارة حريته الشخصية، وإنشاء علاقة جديدة تلزمه بالانتقال إلى مرحلة مختلفة من العلاقات الإنسانية، هذا بالإضافة إلى الشعور بالخجل والخوف من التعلق بالآخر، وأحيانا غياب الواعظ الديني.
الحث على الزواج
وقد حثنا ديننا الحنيف على الزواج في السن المناسب، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه قال: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج».
وقال صلى الله عليه وسلم: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة».
كما دعا الرسول الكريم إلى تسهيل الزواج والارتباط عندما قال صلى الله عليه وسلم «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه».
وتعقد مؤسسات الدولة العديد من البرامج وورش العمل لتشجيع الشباب على الزواج، ويشارك في هذه البرامج نخبة من المختصين في الإرشاد الأسري والعلاقات الزوجية، وتتضمن محاور أساسية تتعلق بالجوانب الاجتماعية والنفسية والشرعية والاقتصادية والصحية، بالنسبة للزواج.
كما يتم تسليط الضوء على أهم الأساسيات والمهارات التي يجب على الشباب والفتيات وضعها بعين الاعتبار من أجل بناء أسرة سعيدة ومستقرة منذ اللحظات الأولى من عمر الزواج، وزيادة وعيهم بأسس الحياة الزوجية المستقرة.
0 تعليق