من مصادر موثوقة.. ما سيحدث فى مصر ٢٥ يناير ٢٠٢٥م

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 02/يناير/2025 - 07:09 م 1/2/2025 7:09:26 PM

إليكم - ومن مصادر مؤكدة جدا - تفاصيل كل ما سيحدث فى ربوع مصر فى ذلك اليوم المنتظر الذى ينتظره كل المخلصين فى مصر، وبعض الأقطار
(الشقيقة)، وبعض الدول (الصديقة)، وكل الدول المهتمة - بمناسبة وبدون مناسبة - بالشأن العام المصرى ممن يترقبون جميعا الأحداث الكبرى وما سوف تكون عليه مصر.
(١)
فقبل ذلك اليوم بأيام، سوف تقوم إذاعة (فيفى سى) بتخصيص ساعات بث إضافية لتلك الشابة الحرباء التى تقدم برنامجا معتادا تضبط توقيته بتوقيت مصر. سوف تُلقِى بما تعتقد أنه طعمٌ شهى سوف يلتقطه الجائعون. حيث ستستضيف وجوها كالحة يتحدثون عن توقعاتهم لما سوف يحدث فى مصر ذلك اليوم. وسوف تكون خلفية الشاشة لقطات فيديو تعود لعام ٢٠١٢م لمداعبة الغرائز البهيمية لقطعان البنا ومن والاهم. وسوف تكون الأسئلة الحربائية من عينة.. هل سينتهز المصريون زخم ما يحدث فى دولة س لكى يجددوا آمالنا – عفوا أقصد آمالهم – فى إحياء ثورتهم؟ هل سيقدم الإخوان أفكارا جديدة جاذبة لفئات الشباب المصرى؟ كيف استعدت الدولة المصرية للتعاطى مع هذا اليوم؟ 
وسوف يتم تقسيم الشاشة إلى مربعات فسيفسائية  من بعض مناطق مصر، والمصريون يملأون الشوارع كعادتهم للإيحاء بأن هناك حركة غير عادية وكأن المصريين كانوا قبل ذلك اليوم فى بيات شتوى لا يذهبون لأعمالهم ولا يمارسون طقوس حياتهم العادية!
سوف يتم فتح ملف المدانين بأحكام قضائية جنائية فى قضايا تحريض على القتل وسوف تعرض صور بعضهم على الشاشة وهم كثو الرؤوس، يطوقون أعناقهم بالكوفيات الثورية، ويقوم المخرج بعمل كلوزات  على أعينهم لإظهار العمق الثورى الدفين خلف حبات الدموع المحتبسة! 
وسوف تُلقى الأسئلة عن أى ذنب اقترفه هؤلاء الشباب الكيوت غير بعض جمل تحريضية بريئة لقتل ضباط وأسرهم؟ 
متى يتوقف هذا الظلم والجور فى مصر؟!
كيف يُسجن شابٌ على أحلامه الرومانسية فى رؤية الدماء؟!
يتم حذف كل ما يتعلق بمحمد نفيس أحمد والحكم بسجنه لاتهامه بالتحريض عبر منصة إكس ضد السير كير ستارمر حتى لا يقارن أحدهم بين الموقفين! 
سوف يتم إطلاق أوصاف مدغدغة ومهيجة لأنزيمات الثورة، ومنشطة للأنوف مدمنة استنشاق الدخان المنبعث من حرق مطاط الإطارات.. حتى تُغمض الأعين وتتمايل الرؤوس شوقا لتلك الأيام الخوالى، ورنين تكسير أعمدة النور وطلقات الخرطوش، وهدير الجرافات وهى تصطك  ببوابات أقسام الشرطة. وتكاد القلوب تُنزع من مكامنها توقا لسماع أنشودة (يالا بينا نخرب مصر.. يالا بينا نولع فيها!)
وتزداد حركات تمايل الأجساد مع همهمات ثورة مخنوقة..لله درك يا شيخ حازم..أين عجلك المذبوح على عتبات مدينة الإنتاج الإعلامى؟
أين أنت يا بيشا لكى ترفع سكينة لوحة الكهرباء فترتع مصر فى الظلام.. ونهيم ليلا لكى نتمتع بالسواد وأهازيج الفوضى والخراب.. أين أنت يا خَولانى لكى تخلصنا وتمنحنا أملا ثوريا بنكهة فطيرة الفصح؟! 
لم تتمالك المذيعة الحرباء نفسها واغرورقت عيناها الضيقة بالدموع، بينما تنطفىء الأنوار تدريجيا وتبدأ موسيقى تتر البرنامج التى تثير الشجن الثورة مع نزول عشرات الأسماء.
(٢)
وعلى شاشة عربية ما يكون لقاء السحاب حيث اللا منطق أو العبث فى صورته الأقوى.. الإرهابى السابق بعد تلميعه وتقديمه للشعوب العربية يتحدث عن نفسه! 
المذيعة (رشا حمامة)  تضيف للمشهد بعض السخونة، وتتجه به وجهة أخرى حين تتغزل فى (حنية) ودفء صوت الإرهابى، وتعترض على الذين يصرون على الاستمرار فى وصفه بهذا اللقب وتدعوهم لمنحه فرصة وتلمع عيناها بلمعة تذكر المشاهدين بتلك الأعين لفتيات شقراوات غربيات وقعن فى هوى أمراء تورابورا فهربن من أسرهن وتمتعن بليالى العشق على خلفية قطع الرؤوس!
درجة غير متوقعة من خلط (المُحن) النسائى العتيق المتدثر بطشة مطبخ الست المصرية الأصيلة بالإعلام بالسياسة، وتضيف لقائمة المصطلحات الهزلية التى تولدت مع أحداث السنوات الاخيرة مصطلحا شبابيا جديدا (الكراش الثورى السياسى!) رأت رشا توجه القناة وتبنيها - مع قنوات أخرى - خطة صنفرة وتهذيب اللحى الجديدة، فقررت أن تضيف لمساتها توددا لصاحب المحل!
توقعت أن يلقى (كراشها) السياسى الثورى النسوى المباغت احتفاء الرعاة، لكن بعد انصرافها تأتيها المهاتفة التى تنتظرها، لكن المهاتفة تلومها - دون خشونة - على مبالغتها التى قد تقلب الأمر تماما وتخرج به عن الخط المرسوم. 
.... ليس لهذه الدرجة يا ست رشا.. نحن نرى خيرا وحيدا فى الرجل وزمرته فى أنهم كفونا شر الروافض، لكن أن ينزلق الأمر لمحاولة مناطحتنا وتقديمه كچان سياسى بديل فهذا غير مسموح به..عفوا صاحب السمو فأنا فقط أردت أن أرد الجميل لسموكم.. ثم ضحكت وبلهجة مصرية – تعرف أنها محببة لقلبه – أضافت..(معلش سموك احنا بس كنا عايزين نخدم.. ما انت دافع بقى!)
يضحك كثيرا..أنتِ ذكية يا ست رشا، وتعلمين محبتنا للروح المصرية ولكلماتكم التى تقتحم القلب مباشرة.. حسنا نحن تفهمنا الأمر ونعتز بوجودك وننتظر منكِ الكثير فى الأشهر القادمة لكن بالله..بالله عليكى بدون مباغتات مثل هذه المرة! 
(٣)
أما ما سيحدث فى مصر ذاتها، فقبل هذا اليوم مباشرة سوف تزحف كتلٌ جماهيرية كبرى من القاهرة والإسكندرية وبعض المناطق الشمالية صوب جنوب مصر، وتحديدا الأقصر وأسوان للاستمتاع بطقسهما المشمس الدافىء الجميل، وسوف تزاحم هذه الكتلُ ضيوف مصر من الدول الغربية للوقوف فى رهبة وجلال أمام صالة الأعمدة الأعظم فى العالم بمعابد الكرنك التى تم تشييدها فى ذروة توهج الحضارة المصرية. 
وسوف يسترجع المصريون وهم وقوفٌ صوت الست وهى تشدو..وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبنى قواعد المجد وحدى.
وفى الصباح الباكر سوف تغطى سماء الأقصر المسيّرات أو البالونات الطائرة المكتظة بآلاف السائحين وهم يشاهدون فى جلالٍ تلك التلال المملوءة بالرهبة التى تحتضن فى أعماقها الإرث الأعظم لملكات وملوك مصر الذين ملأوا الدنيا حضارة وعلوما وفنونا.
سوف ينتهز طلاب الجامعات فرصة تخفيضات وزارة السياحة والآثار وينظمون مظاهرات شبابية حاشدة اعتراضا على شعارات شريف خيرى (عادل إمام) (لا للتظبيط).. وسوف يقومون بالتظبيط المشروع مع من يتوقون للارتباط بهن.
وسوف نشكو نحن المرشدين السياحيين من صعوبة أداء عملنا وسوف نلعن تعطل وعبثية سيستم بوابات دخول المناطق السياحية نظرا للتكدس غير المسبوق أمام مداخل آثار مصر الخالدة. 
(٤)
وسوف يحتفل المصريون بيوم الشرطة المصرية وسوف يقومون بتكريم أبناء وأسر شهدائها، وسوف تقوم حفيدات إيزيس من ضابطات الشرطة المصرية بتنظيم زيارات لمنازل هؤلاء الشهداء. وسوف ترد الشرطة المصرية تحية شعبها بأحسن منها فتقوم الشؤن المعنوية بتنظيم احتفالات كبرى تشارك فيها شعبها فى الاحتفاء بهذا اليوم وهذا الوطن.
وسوف يقوم رجال الشرطة بكامل أزيائهم فى شوارع مصر بتوزيع الورود على شباب مصر الذين سيحرصون على التقاط الصور التذكارية معهم.
وسوف يغطى نسور مصر سماء العاصمة والمحافظات باستعراضات جوية ترسم فى السماء وجه الوطن واسمه وعلمه.
وسوف يكتظ كل بيت مصرى به تلاميذ وطلاب بالحركة، وسوف تُظهر ربات البيوت مهاراتهن فى (التدبير والتدبيق) لشراء مستلزمات التيرم الثانى حسب الميزانية وسوف يتجهن لمعارض أهلا فى كفور ونجوع مصر.
وسوف تكتظ المقاهى بالشباب لمتابعة مباريات كرة القدم خاصة إذا ما صدف ذلك اليوم مباراة كبرى للمنتخب أو للغريمين التقليديين المصريين.
وسوف يكون اليوم مناسبة أو موسم رائج لصناع وبائعى أعلام مصر بمختلف زركشاتها. سوف تحتفل مصر بنصرها وسوف تكتسى بأبهى حللها.
(٥)
يجىء يوم الخامس والعشرين، فتبدأ القنوات الصهيو عربية فى تخصيص ساعات بثها للشأن المصرى وينتشر مراسلوها فى الشوارع المصرية وعلى المقاهى. 
المذيعة (خنفساء الخرفانى) تطل بوجهها المضىء بتقوى حجابها، وتقوم بعمل مداخلات مع الرمز الثورى المصرى الأشهر (محمدين مشتاق بهلوانى) بمعطفه الشتوى وكوفيته الحمراء.. كيف ترى طريق خروج مصر من هذا النفق؟ تقصدين أى نفق فلقد أكثر نظام السيسى من الأنفاق فى مصر؟! لا يا سيد محمدين أقصد النفق المظلم الذى وصلت إليه مصر وهى ما زالت بعيدة تماما عن المد الثورى المقدس الذى كاد يظلل المنطقة بأسرها ولم تشذ عن الاستدفاء به غير القاهرة؟ 
يا سيدتى ليس أمام النظام للخروج الآمن سوى أن يسلم حكم  لمجلس رئاسى مدنى برئاستى، وعضوية رفقاء  الدرب..لدينا كوادر ثورية عظيمة مثل الشاب الثورى (أبو دوسة) الذى قام بأطهر ما يمكن أن يقوم به شاب مصرى.. لقد أحرق الوثائق المزورة فى المجمع العلمى رمز الديكتاتورية. ولدينا (أحمر ظعطاوى) الذى قدم خارطة طريق لكى تدرك مصر ما فاتها. 
تفاجئه المذيعة الحيزبونية بسؤال مباغت عن كينونة تلك الخارطة.. الخارطة يا سيدتى فى منتهى البساطة والوضوح لكنهم يصرون على تجاهلها.. الغاء هذا التجنيد العتيق، وتفكيك هذا الجيش القابع على الحدود المانع للتطهر المصرى الثورى. وتطهير مناهجنا من دكتاتورية العسكر..يحب حذف مادة التربية الوطنية ويجب مراعاة مشاعر القوى الثورية الطاهرة فنحذف العبارات الجارحة من عينة الاحتلال العثمانى والغزو العربى..يا أخت خنفساء كلنا شركاء فى هذه المنطقة ويجب طى صفحات الماضى كلها. 
ومن معكم أيضا فى هذا المجلس الثورى؟ معنا مطرب الثورة العظيم (أبو صابونة) ومعنا شخصيات مهمة تمثل أطياف الشعب المصرى.. معنا الروائى العالمى (عيلاء القملاوى)، والسياسى الدولى (الجحشاوى)، و(نفوسة العمشا) ابنة الراحل العظيم حشاش مصر الأول. أليست هذه الغرز هى ما أنجبت لنا هؤلاء العظماء؟! فلماذا يتم إقصاؤها. لا بد من دمج الغرز الثورية فى وزارة الثقافة ووزارة التعليم لكى ننشىء أجيالا ثورية تترنح على أهازيج الثورة.
وهل تنوون دمج جماعة الإخوان التى دأب النظام على إلصاق تهمة الإرهاب بها؟! نعم وألف نعم. لقد آن الأوان أن نبرىء الجماعة من هذه التهم الباطلة. فنحن والجماعة ط.. أقصد فولة واتقسمت نصين.. وكم تشاطرنا الليالى الثورية الدفيئة. 
عفوا سيد محمدين هناك مداخلة عاجلة لأحد مراسلينا من قلب القاهرة.. نعم يا مهند..انا معك..ماذا يحدث.. أخت خنفساء هل تسمعين معى.. هذا صوت شباب مصر الهادر.. إنهم مصممون على النصر.. خلفية صوتية زاعقة.. المخرج يتحاشى إظهار الشاشة التليفزيونية الكبرى بأحد كافيهات القاهرة حيث سجل المنتخب القومى هدفا رائعا! 
(٦)
يمر يوم الخامس والعشرين مثل باقى أيام العطلات المصرية. السينمات والمتنزهات العامة مزدحمة ومحلات السوبر ماركت مزدحمة. وسوف تقوم القنوات الصهيو عربية وقناة (فيفى سى) رغما عنهم بالعودة لخرائط برامجها مع صدور أوامر صارمة بتجاهل الشأن المصرى والأخبار المصرية. سوف تنتقل كاميراتها لما قامت به  على مدى أكثر من شهر من تلميع قادة المليشيات، والتعتيم على ما يحدث فى دولة س خلف الكواليس. 
تطيير الرقاب لن يسمع به أحد، وتصفية المعارضين فى الشوارع وفى غرف نومهم سيكون مطاردة خارجين عن القانون. 
وحملات اقتحام بيوت المخالفين فى الطائفة لدعوتهم لاعتناق ديانة أهل المليشيا ستصبح قوافل دعوية! ثم تبدأ الجولة التالية بمحاولات مستميتة ممنهجة لتتبع أية أخبار سلبية أو حادث يقع فى حارة من حوارى مصر للإلحاح عليها. 
مرحلة البدء من مربع صفر، فمن يهتمون بشأن مصر لا ييأسون من تكرار المحاولات! كثيرٌ من المصريين طيبو القلب، حسنو النية يعتقدون أن أعداءهم قد يتخذون قرارا يائسا بالانسحاب من حشر أنوفهم فى تفاصيل مصر. 
المسألة أعقد من هذا الاعتقاد الساذج. لن يرضَ عن مصر من يتتبعها طالما أصرت على حريتها وعلى استقلالها والبقاء فعليا خارج الحظيرة الصهيو أنجلو عربية. هى مسألة مصيرية لهم. لأن لعابهم لن يتوقف عن السيلان. هذه حقيقة تاريخية وواقعية معاصرة. فالغوانى لن يرضوا ببقاء شريفة على حالها فى حارتهم، إما أن تصبح غانية مثلهم أو يطردونها أو يقتلونها. وغانيات الأوطان أكثر فُجرا من غانيات الأجساد!
(٧)
فى مشهد من فيلم (آه يا بلد) يقول حسين فهمى أنا بشك إن المحضر اللى عملناه هيعمل حاجة.. فيرد عليه عم أيوب أو فريد شوقى بحكمة بالغة.. ونفسك بتشك فيها؟ بتشك فى نفسك؟!..لا يا عم أيوب.
هذا هو مصدرى الموثوق الأول.. أعرف مصر كما أعرف نفسى، وكما أعرف كف يدى، ولا أشك بأي منهم.
متذ ثلاث سنوات وأنا اكتب عمن دخلوا مصر ممن تحيطهم الشكوك، وما كانوا يقومون به ضد مصر. ناقشت كثيرا من الأصدقاء، وقلت لهم إن مصر ستتخذ قرارها المناسب فى الوقت المناسب. وقد حدث ما كنت أتوقعه. مصدرى الأول الموثوق به هو مصر أو هو نفسى وخطوط كف يدى. مصر دولة رزينة هادئة كريمة، لكنها تجمع فى شيمها بين الكرم والمروءة والشهامة، وبين شيم الإباء والاعتزاز بالذات. 
وكذلك أهلها.. نكرم طارقى أبوابنا طلبا للغوث، لكننا لا نرضى الدنية فى الوطن. ووطنٌ هذه شيمه لن يسقط ولن يكون شعبه بهذه السذاجة التى يتوهمها من ينتظرون سقوطه. فأنا لا أشك فى نفسى يا عم أيوب، وكلنا فى هذه اللحظة عم أيوب.
(٨)
همس المصدر الثانى فى أذنى ساخرا ما بال هؤلاء السذج الذين لم يكلفوا أنفسهم مشقة قراءتى حق القراءة! هى الوحيدة التى تناطحنى فى العمر والقامة والقيمة، ولا تغضبنى مقولتُكم أيها المصريون بأنها جاءت أولا ثم كنتُ أنا..التاريخ! كثيرا ما أراكم محقين فى زعمكم. فمن فائض ضيائها ازدانت صفحاتى بالحضارة والأخلاق، وهى التى صاغت قوانينى، وهى التى رسمت للآخرين خطوات أقدامهم. من أرضها عرف الناسُ الله وعبدوه. وها أنا أسرّ إليك بالآتى من الصفحات.. لا يُخشى عليها منكم، ولا يُخشى عليكم منها. كل علومى تقول بأنكم قد خضتم الاختبار واجتزتموه ولم تسقطوا فى ذروة الترنح كما سقط الآخرون. علوم المنطق والسياسة والاجتماع والحضارة أجمعت أنكم قد تجاوزتم الفخ ودهستموه بأقدامكم وأن الواهمين بإعادة الكرة عليهم البحث الجدى عن طرق علاج عقلية لاستيعاب هذه الحقيقة وتجاوزها!
(٩)
لماذا لم تستغل مصر اللحظة وتهيمن على بعض أراضى الجيران فى السنوات السابقة؟ الإجابة لم تتغير عبر عشرات القرون. الشرف هو كلمة السر. مصر دولة شريفة وشعبها شعبٌ شريف. الشرف هو ما يصوغ قرارها وتدفع ثمنه. ومن أولى  شيم شرف أى شعب أن يحفظ داره آمنا مطمئنا، يأنف أن يلتصق اسمه بمشاهد التخلى عن الأوطان، أو تركها بضاعة فى مزادات السياسة لمن يدفع أكثر. لذلك فمصر خارج هذه المضاربة. أن يتم تقديم النخاسين بلحى أو بدونها فهذا لا يصنع أى فارق بالنسبة للمصريين. أن يكون اسمُ الطامع أو العميل نتنياهو أو أبا حفص أو أبا أى أحد، فهذا لن يغير من الأمر شيئا فبوصلة المصريين تبدأ وتنتهى عند حدودها الجغرافية، وكم قامت مصر بوضع الجميع – أى جميع الطامعين والخائنين – تحت أقدامها فهى لم ولن تفرق بين أصحاب اللحى أو حليقيها، أو بين الأسماء. 
بل وإمعانا فى تأكيد هدفها، فقد تركت لنا ملامحهم كاملة محفورة على جدران إرثها حتى لا ننسى. وللمفارقات فلم تتغيرالملامح أو القسمات أو هيئات الملبس وشعر الرأس. كل من قذفها بحجر من أعداء واضحين، أو طعنها بخنجر من آكلى طعامها قد قامت بتوثيق اعتداءهم أو خستهم، وليس أمام الأحفاد سوى مطالعة رسائلها وقراءة إرثها وتنفيذ وصيتها الخالدة..قطع كل يد تحاول التجروء عليها. لذلك، ولكل ما سبق أقول يقينا..هذا ما سوف يحدث على أرض مصر يوم الخامس والعشرين من يناير هذا العام.. سوف تحيا مصر وتحتفل، وسوف يصفع المصريون وجوه الواهمين بسقوطها، وسوف يجتر هؤلاء خيبتهم الجديدة كما اجتروا ما سبق!
هذا ما أخبرتنى به صكوكُها السرية التى بتُ أحفظ كلماتها كما أحفظ ملامح وجهها وكما أتهجى حروف اسمى..وكما أحفظ خطوط كفى يدى! 
ما ورد فى المقال - وما بدا ظاهريا يناقض عنوانه - لم يُغضب محبى مصر، لكنه قطعا خذل من كانوا يتوقعون شرا لمصر. 
لم أختر عنوانا لما كتبت خداعا، بل يقينا بأن هذا ما سيحدث، واعتقادا جازما بأن باقى المصريين – مثلى تماما – لديهم نفس اليقين وأكثر، ولديهم نفس الإصرار على الحفاظ على بلادنا من كل طامع أو متواطىء. 
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق