شهد عام 2024 نقلة نوعية في قطاع التعليم في الدولة، حيث حققت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي 14 إنجازا بارزا على كافة الأصعدة التعليمية بداية من التعليم المبكر حتى التعليم الجامعي، مما يؤكد التزامها بتطوير منظومة تعليمية شاملة ومبتكرة. وتأتي هذه الجهود في إطار تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، التي تركز على بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتعزيز رأس المال البشري كعنصر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة.
وجاءت أغلب الإنجازات التي تحققت كانت مستمدة من استراتيجية وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي 2024-2030 التي أطلقتها الوزارة خــلال العام الفائت والتي تهدف إلى رســـــــم ملامح مستقبل التعليم في قطـــر عبر خريطة طريق واضحة لإرساء بيئة تعليمية متطورة وشاملة.
التعليم المبكر: تقليل سن القبول وافتتاح فصول جديدة وتطوير الجودة
نفذت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي 3 مبادرات لتوسيع نطاق التعليم المبكر، تضمنت تعديل قانون المدارس ليشمل التعليم للأطفال من عمر 3 سنوات، وافتتاح فصول جديدة في رياض الأطفال الحكومية وتزويدها بأحدث الوسائل التعليمية والتكنولوجية التي تساهم في خلق بيئة تعليمية تفاعلية ومحفزة للأطفال، إلى جانب دعم البنية التحتية لرياض الأطفال بأحدث المرافق لضمان توفير بيئة تعليمية وصحية آمنة، مما أدى إلى زيادة معدلات الالتحاق بالتعليم ما قبل الابتدائي إلى 44%.
وفي هذا الإطار، حرصت الوزارة على الارتقاء بجودة رياض الأطفال من خلال حملات توعوية وبرامج تدريبية لزيادة وعي الأسر بأهمية التعليم المبكر، وتطوير معايير الجودة لدور الحضانة ورياض الأطفال.
وعملت الوزارة على تحديث معايير الجودة لدور الحضانة ورياض الأطفال بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية. وتشمل هذه المعايير تصميم المناهج، وتوفير بيئة تعليمية صحية وآمنة، وضمان حصول الأطفال على تجارب تعليمية مثرية تعزز مهاراتهم الحياتية واللغوية.
التعليم العام: تهيئة البيئة المدرسية وتطوير المناهج ومدارس متخصصة
ركزت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، جهودها على مستوى التعليم من الصف الأول حتى الثاني عشر على 3 مستويات هي تهيئة بيئة صحية وآمنة للطلاب في المدارس الحكومية عبر برامج توعوية، وتطوير المناهج الدراسية بمواد تعزز من إعداد قادة للمستقبل، والتوسع في مدارس متخصصة في تعليم STEM.
وأطلقت الوزارة برنامج «مدرستي مجتمعي» بهدف توسيع الأنشطة الطلابية وتحسين جودة حياة الطالب من خلال عدة محاور تعزيز الأنشطة الطلابية وسياسة السلوك الإيجابي، والميثاق الأخلاقي الذي يهدف إلى تعزيز القيم الوطنية والاجتماعية، ومساعدة الطلاب على تحقيق التوازن بين التعليم والتفاعل الاجتماعي.
وبناء على هذا البرنامج، وضعت خططا وبرامج تثقيفية وتوعوية وإرشادية لتعريف التنمر وكيفية الوقاية منه، وتعريف أولياء الأمور والمجتمع بخطورة هذا السلوك، كما تقوم إدارة شؤون المدارس والطلبة في الوزارة بعمليات رصد منتظمة لحالات التنمر داخل المدارس، وتقدم برامج علاجية للمتنمرين من الطلبة وأخرى لضحايا التنمر، بالإضافة إلى تدريب الاختصاصيين النفسيين على تطبيق هذه البرامج داخل المدارس بهدف توفير بيئة آمنة للتعلم.
كما قامت وزارة التربية بتطوير المناهج الدراسية لتتماشى مع احتياجات القرن الحادي والعشرين، وشمل هذا التطوير، أولا، إدراج مواد مثل التربية الأسرية، والثقافة المالية، والتنمية الذاتية، وريادة الأعمال، والخدمة المجتمعية، وثانيا، تعزيز المهارات الحياتية بهدف تزويد الطلاب بالمهارات الضرورية، مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، وثالثا، دمج التكنولوجيا من خلال إدخال أدوات تعليمية رقمية ضمن المناهج.
كما شهد عام 2024 إنجازات كبيرة على صعيد إنشاء المدارس الجديدة في قطر ومن أبرزها كان التوسع في التعليم المتخصص من خلال إنشاء أربع مدارس جديدة متخصصة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) تهدف هذه المدارس إلى إعداد جيل من الطلاب يمتلكون مهارات التفكير الإبداعي والابتكار، مما يعزز جاهزيتهم للتعامل مع مستقبل قائم على التكنولوجيا والمعرفة.
التعليم العالي: جامعة جديدة وتطوير الابتعاث ومبادرة للتعلم
شهدت دولة قطر خلال العام الماضي 4 تطورات ملحوظة في قطاع التعليم العالي، هي دخول جامعة جديدة إلى منظومة التعليم في الدولة، وإطلاق برامج أكاديمية متقدمة في عدة جامعات بالدولة، وتطوير خطة الابتعاث الحكومي وإطلاق مبادرة «تعلم في قطر».
ففي خطوة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، افتتحت الجامعة الوطنية الماليزية في 2024 فرعًا لها في مدينة لوسيل بقطر، ويُعد هذا الفرع الأول للجامعة خارج ماليزيا، ويهدف إلى تعزيز العلاقات الأكاديمية وتبادل الخبرات بين البلدين.
ومن جانبها، أطلقت الوزارة مبادرة «تعلم في قطر» التي تهدف إلى استقطاب المواهب من الطلبة الدوليين للدراسة في الجامعات القطرية، وتعمل المبادرة على تعزيز مكانة قطر كوجهة تعليمية رائدة على مستوى المنطقة والعالم، من خلال استقطاب الطلبة الدوليين المتميزين للدراسة في الجامعات القطرية.
كما عملت على زيادة فرص التعليم العالي من خلال توسيع خيارات التعليم المهني، والتقني لتلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية.
وفي إطار تعزيز منظومة التعليم العالي ودعم الكوادر الوطنية، قامت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بتطوير خطة الابتعاث الحكومي لعام 2024 بهدف تلبية احتياجات الدولة من التخصصات الحيوية والمساهمة في بناء اقتصاد المعرفة. تضمنت الخطة العديد من التطويرات التي تهدف إلى تحسين جودة الابتعاث ودعم الطلاب لتحقيق أعلى مستويات التفوق الأكاديمي والمهني.
المدارس الحكومية: تعزيز الحوكمة وتطوير مهارات المعلمين
نجحت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي خلال العام الماضي من تهيئة الأجواء المرتبطة بممكنات النظام التعليمي عبر تعزيز حوكمة الإشراف على المدارس عبر تطوير معايير مبتكرة للاعتماد المؤسسي، وإنشاء اللجنة الدائمة لتطوير المدارس لمتابعة تنفيذ خطط العمل، وتدشين مسار «تمكين» ضمن برنامج «تمهين» لتطوير المهارات التربوية والتعليمية لدى الإداريين بالمدارس. كما حرصت على تدريب المعلمين من خلال تطوير مسارات الرخص المهنية وتوفير برامج تدريبية نوعية لتنمية مهاراتهم، وتعزيز فرص التدريب والتعلم عبر تقديم برامج تدريب وتطوير مهني بالشراكة مع جهات العمل. بالإضافة إلى ذلك، دعمت الوزارة منصات التعليم المفتوح لتوفير فرص التعلم المرنة والميسرة، وتفعيل المكتبة المتنقلة للمدارس، وإطلاق أدوات رقمية جديدة مثل تطبيق «المساعد الذكي للمعلم» المدعوم بالذكاء الاصطناعي لدعم خطط التدريس، وبرامج «التعلم التكيفي» لتخصيص المحتوى التعليمي حسب احتياجات الطلاب.
إضافة إلى ذلك، عملت وزارة التربية على دعم منصات التعليم المفتوح بهدف توفير فرص التعلم المرنة والميسرة. كما قامت بتفعيل المكتبة المتنقلة للمدارس، إلى جانب إطلاق أدوات رقمية جديدة مثل تطبيق «المساعد الذكي للمعلم» المدعوم بالذكاء الاصطناعي لدعم خطط التدريس، وبرامج «التعلم التكيفي» لتخصيص المحتوى التعليمي حسب احتياجات الطلاب.
التعليم الخاص: مدارس جديدة ونظامان إلكترونيان للشكاوى والتراخيص
شهد قطاع التعليم الخاص في دولة قطر خلال عام 2024 تطورات ملحوظة، تعكس التزام الدولة بتعزيز جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية متكاملة تلبي احتياجات المجتمع وتواكب المعايير العالمية.
ونجحت إدارة تراخيص المدارس الخاصة، في تأسيس نظام جديد لاستقبال الشكاوى من أولياء أمور الطلاب وحلها خلال 3 أيام عمل، والانتهاء من خطة التحول الإلكتروني بالإدارة تتضمن إعداد نظام إلكتروني متكامل للتراخيص من المفترض أن يتم الانتهاء منه في نهاية ديسمبر 2024، حسبما قال الأستاذ حمد الغالي مدير إدارة تراخيص المدارس الخاصة في حوار سابق مع «العرب».
كما شهد العام الأكاديمي الجديد 2024/2025 فتح 6 رياض أطفال ومدارس خاصة أبوابها لأول مرة لاستقبال الطلاب الجدد لتوفر 4492 مقعدا دراسيا حيث تقدم عدة مناهج هي البكالوريا الدولية والمنهج الهندي والمنهج البريطاني، بالإضافة إلى استقبال 42 طلبا للحصول على رخصة تعليمية جديدة، وتمت الموافقة على استكمال إجراءات طلبات 9 رياض أطفال ومدارس خاصة.
0 تعليق