د. علي محمد الصّلابي
هذا الكتاب الثاني (صفحات من التاريخ الإسلامي في الشمال الأفريقي) يتحدث عن الأمويين والعباسيين والخوارج، فيعطي صورة واضحة عن جذور الأمويين، ورجالهم ودولتهم وخلفائهم، وينقل أقوال علماء أهل السنة في بعض خلفاء بني أمية، ويوضح دورهم في الجهاد والدعوة، ويتعرض لما وقع فيه بعض الخلفاء من انحراف وظلم وجور وتعسف، ويقف عند الأسباب التي ساهمت في سقوط الدولة الأموية، ويتحدث عن القتال الذي حدث في أواخر الدولة الأموية بين الخوارج وولاة بني أمية.
وكذلك يسلط الأضواء على دولة بني العباس ومراحلها والعصور التي مرت بها ويُعرف بخلفائها، ويتكلم عن الصراع المرير الذي حدث بين الخوارج في الشمال الأفريقي وخلفاء بني العباس.
ويتحدث عن نشأة الخوارج وفرقهم وأحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) فيهم ويبين خطورة أفكارهم وعقائدهم على الأمة، وكيف انتقل الفكر الخارجي إلى الشمال الأفريقي، ويتعرض لخلاف علماء الفرق في الحكم على الإباضية ويناقش عقائدهم من منظور أهل السنة والجماعة ويعطي فكرة عن دولة الأغالبة وأمرائهم ودور علماء أهل السنة في نشر الفقه والحديث وتعليم الناس والحكم بينهم بالكتاب والسنة ومحاربة المبتدعة، ويؤرخ لدخول مذهب الإمام مالك في الشمال الأفريقي وأسباب انتشاره في الإقليم ويختص بترجمة موسعة للإمامين العظيمين أسد بن الفرات، وسحنون بن سعيد، ويلقي الضوء على دورهم العلمي والدعوي والجهادي في الشمال الأفريقي، ويعطي فكرة عن نظام الحكم في دولة الأغالبة ويتعرض لأسباب سقوطها بنوع من الإيجاز.
ويشير إلى أهمية معرفة سنن الله وكيفية التعامل معها من خلال الوقائع التاريخية ودور العلماء الربانيين في قيادة الأمة نحو المجد والعزة والكرامة وجهودهم العظيمة في القضاء على البدع ومحاربتها بالأدلة والبراهين والحجج، وتحصين جمهور المسلمين بعقيدة أهل السنة والجماعة التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) والتي ساهمت في بناء سياج فكري عقدي عند جمهور المسلمين، منع من دخول البدع بل تحطمت أمام ذلك البناء الشامخ الذي وضع الأمور في نصابها بدون تمييع أو تخليط.
وهذا الجهد المتواضع لم يأت بجديد وإنما هو جمع وترتيب ومحاولة للتحليل والتفسير للأحداث التاريخية التي وقعت في هذه الحقبة الزمنية، والتي تأثرت بالمشرق الإسلامي في حركتها التاريخية، فإن كان خيراً فمن الله وحده وإن أخطأت السبيل فأنا عنه راجع إن تبين لي ذلك، والمجال مفتوح للنقد والرد والتعليق والتوجيه، وهدفي من هذا الكتاب:
1- التأكيد على أن أصول المد الإسلامي في الشمال الأفريقي سُنّية في المعتقد والعبادة والأخلاق والتشريع، أي ما كان عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه.
2- تسهيل مبدأ الاعتبار والاتعاظ بمعرفة أحوال الدول وعوامل بنائها، وأسباب سقوطها، والنظر في سنن الله في الآفاق وفي الأنفس والمجتمعات.
3- الاهتمام بمعرفة عقيدة أهل السنة والجماعة وتربية أبناء الأمة عليها وكشف معتقدات الخوارج التي تخالف القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم) وإجماع العلماء الراسخين.
4- التعريف ببعض العلماء العاملين والفقهاء الراسخين، مثل علي بن زياد العبسي، والبهلول بن راشد، وأسد بن الفرات، وسحنون بن سعيد والتركيز على دورهم العلمي والفقهي، والتربوي والجهادي.
5- اثراء المكتبة الإسلامية التاريخية بالأبحاث المنبثقة عن عقيدة صحيحة، وتصور سليم بعيدة عن سموم المستشرقين، وأفكار العلمانيين الذين يسعون لقلب الحقائق التاريخية من أجل خدمة أهدافهم.
أما خطة الكتاب، فقد قمت بتقسيمه إلى سبعة فصول:
الفصل الأول : الدولة الأموية ويشتمل على ستة مباحث:
المبحث الأول : الجذور التاريخية للأسرة الأموية.
المبحث الثاني: الخلافة الأموية.
المبحث الثالث: يزيد بن معاوية
المبحث الرابع: الوليد بن عبد الملك.
المبحث الخامس: سليمان بن عبد الملك.
المبحث السادس عمر بن عبد العزيز.
الفصل الثاني: عصر الولاة ويشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: نبذة تاريخية عامة عن الحالة في عصر الولاة.
المبحث الثاني: نبذة عن ولاة الدولة الأموية.
المبحث الثالث: أسباب سقوط الخلافة الأموية.
الفصل الثالث: الخلافة العباسية ويشتمل على أربعة مباحث:
المبحث الأول: ظهور الدعوة العباسية وتطورها.
المبحث الثاني: العصور العباسية.
المبحث الثالث: العصر العباسي الثاني.
المبحث الرابع: العصر العباسي الثالث.
الفصل الرابع: الخوارج في الشمال الأفريقي ويشتمل على مبحثين
المبحث الأول: نشأة الخوارج.
المبحث الثاني: أهم فرق الخوارج.
الفصل الخامس: الإباضية ويشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الأول: نسب الإباضية وفرقهم.
المبحث الثاني: موقف الإباضية من الخلفاء الراشدين.
المبحث الثالث: بعض عقائد الإباضية ومناقشتها
المبحث الرابع: حقيقة الإيمان وحكم مرتكب الكبيرة.
المبحث الخامس: مسألة الإمامة والخلافة
الفصل السادس: أهم ثورات الإباضية ويشتمل على مبحث واحد هو:
المبحث الأول: ثورات الإباضية في أواخر الخلافة الأموية وبداية العباسية.
الفصل السابع: دخول المذهب المالكي إلى ليبيا ويشتمل على أربعة مباحث:
المبحث الأول: دخول الموطأ والاهتمام به في الشمال الأفريقي.
المبحث الثاني: ترجمة الإمام مالك بن أنس.
المبحث الثالث: أسباب انتشار المذهب المالكي.
المبحث الرابع: أصول مذهب الإمام مالك.
الفصل الثامن : دولة الأغالبة ويشتمل على ثمانية مباحث:
المبحث الأول: إبراهيم بن الأغلب.
المبحث الثاني: العلامة أبو حفص عبدالجبار بن خالد.
المبحث الثالث: ولاية زيادة الله بن الأغلب.
المبحث الرابع: أسد بن الفرات.
المبحث الخامس: سحنون بن سعيد
المبحث السادس: نظام الحكم عند الأغالبة.
المبحث السابع: أهم أعمال دولة الأغالبة.
المبحث الثامن: أسباب سقوط دولة الأغالبة .
ثم الخلاصة.
وأخيراً ارجو من الله تعالى أن يكون عملاً خالصاً لوجهه الكريم وأن يثيبني على كل حرف كتبته ويجعله في ميزان حسناتي وأن يثيب اخواني الذين اعانوني بكافة ما يملكون من أجل اتمام هذا الكتاب.
«سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك واتوب إليك» وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين»
0 تعليق