قالت أنيت ويبر مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، إن التهديدات الحالية في البحر الأحمر تؤثر على الاقتصاد العالمي.
التهديدات الحالية التي تواجه البحر الأحمر
وأضافت “ويبر”، في تصريحات لـ"الدستور": أن التهديدات الحالية التي تواجه البحر الأحمر، أعتقد أنها ستكون مشكلة خطيرة بالنسبة للاقتصادات، خاصة على الشاطئ، كما تعلمون، في مصر والقرن الأفريقي، فعلى سبيل المثال اقتصاد جيبوتي يعاني معاناة هائلة والآن العديد من ممرات الشحن التجارية تتجه الآن بشكل أساسي من سنغافورة وليس عبر البحر الأحمر، وهذا هو الوضع الذي يؤذينا جميعا... أعني أنه يضر بجنوب البحر الأبيض المتوسط والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي واقتصادها لأنه، بالطبع، إذا لم تأتِ السفن عبر البحر الأبيض المتوسط، فسيكون لذلك تأثير اقتصادي هائل أيضًا على الدول الأوروبية، وله بالفعل آثار اقتصادية على مصر وغيرها".
وتابعت: “أعتقد أنه من المهم بالطبع، كما تعلمون، الحفاظ على وضع دفاعي، لمحاولة جعل حرية الملاحة ممكنة، نحن قلقون للغاية بشأن العلاقات المتزايدة بين حركة الشباب والحوثيين، أعتقد أننا لسنا في وضع يسمح لنا بالتفاوض مع الحوثيين. أعني أن اليمنيين كانوا في وضع إيجابي للغاية في العام الماضي فقط. لقد بدا وكأنهم يستطيعون، التوقيع على اتفاق بين الحوثيين والحكومة والآن أصبح هذا غير مطروح على الطاولة، لكنني أعتقد أن الذين لديهم علاقات جيدة مع اليمنيين، ومع الحوثيين، بحاجة إلى الانخراط لأن العبء الاقتصادي يقع علينا جميعا، لذلك آمل أن تكون هناك إمكانية للتفاوض مباشرة مع الحوثيين بالنسبة لمن لديهم النفوذ والذين لديهم إمكانية الوصول، لأنني لا أرى كيف سيكون الأمر في المستقبل”.
التعاون بين الاتحاد الأوروبي والقرن الأفريقي
وحول التعاون بين الاتحاد الاوروبي والقرن الإفريقي قالت: “يوجد في بروكسل العديد من اللجان المختلفة والبعثات وهناك العديد من اللجان المختلفة المعنية بالتنمية والهجرة في القرن الأفريقي، وهو إحدى المناطق الأولى والأكثر تضررًا بوحشية من تغير المناخ، وكذلك الصومال ولكن ماذا بعد خمسون عام، هل من الممكن أن يكون لدينا نفس سبل العيش ولا أن دول القرن الأفريقي تأثرت بشكل كبير ونعرف ذلك من دارفور، ونحن نعرف ذلك من المنطقة بأكملها”.
واستكملت: “إن الأمر يتطلب أكثر من مجرد الاستجابات، بل وحتى الاستجابات الإنسانية، لكن هذه الجهود تتطلب في واقع الأمر من المنطقة أن تفكر وتعمل كمنطقة واحدة؛ لذا، لدينا مبادرة القرن الأفريقي التي تحاول تحقيق المزيد من التكامل الاقتصادي الإقليمي، لأنه بالنسبة لنا كأوروبيين، بطبيعة الحال، فإننا نصبح أقوى إذا كانت لدينا علاقات تجارية أفضل فيما بيننا، وإذا أصبحت هذه العلاقات أقوى، فإن الناس سيحصلون أيضًا على منطقة إقليمية موحدة وهذا ضروري لمواجهة التحديات الهائلة المتعلقة بتغير المناخ، لأنه إذا حاولت فقط، مواجهة تحديات تغير المناخ على أساس وطني، فلن ينجح الأمر، فلا يمكن ذلك وهذا لا يكفي”.
وتابعت: “لذلك بالنسبة لنا، فإن تأثير تغير المناخ باعتباره حاجة إنسانية مباشرة يتم التعامل معه من قبل اللجنة الإنسانية أو مفوض الشؤون الإنسانية، لكن السؤال الأكبر، ما الذي يتطلبه الأمر للحصول على مزيد من المرونة، وتأمين سبل العيش. وأين يذهب الناس إذا لم يكن من الممكن، البقاء حيث يعيشون؟.. أعتقد أن هذه أسئلة ضخمة، وبالطبع من الأفضل أن تتم مناقشتها على أساس متعدد الأطراف بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، ولكن أيضًا، بالطبع، على المستوى بين الاتحاد الأوروبي ومصر أيضًا”.
تأثير الأحداث الجارية في الشرق الأوسط على الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي
وحول تأثير الأحداث الجارية في الشرق الأوسط على الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي أوضحت: “قال الحوثيين إن هجماتهم بعد 7 أكتوبر 2023 كانت كرد فعل على الاشتباك الإسرائيلي أو الحرب في غزة، فيمكنك أن ترى بالفعل أن هناك تأثيرًا مباشرًا لما يحدث في غزة بأمن البحر الأحمر وبالطبع بالتأثيرات على القرن الأفريقي، وبالنظر إلى أن السودان الدولة التي ترتبط بالبحر الأحمر ولها منفذ على البحر الأحمر وهي أقرب إلى البحر الأبيض المتوسط، فإن السودان في حرب خاصة به ولا توجد حاليًا أي سياسة خارجية تقريبًا تجاه السودانيين، و ما قد نراه، هو المزيد من المشاركة من جانب إيران. كما تعلمون، أصبحت إيران مرة أخرى شريكًا للسودان الذي يهمنا، لذلك أعتقد أن العوامل الجيوسياسية، بالطبع، ستؤثر أيضًا في القرن الأفريقي”.
0 تعليق