مدّعي النبوة

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

زين وشين

في زمن الخليفة المهدي، أحد خلفاء بني العباس، ادعى أعرابي النبوة، ثم تم اعتقاله، وسيق إلى الخليفة، فسأله المهدي: هل أنت نبي؟ فأجاب بالإيجاب، فقال له: لمن بعثت؟، قال: وهل تركتموني أبعث لأحد؟، نبئت بالنهار واعتقلتموني بالليل!

نقول هذا الكلام لمن ادعى أنه صاحب حق في حكم دولة الكويت، فصرح بذلك بالنهار ليعتقله الإنتربول الدولي بالليل، بعد أن جاء إلى حدود دولة الكويت من ناحية العراق، ليدرس طريقة الهجوم على الكويت، وتحريرها من خاطفيها، وبالتالي يسترجع بلد جده، ويحكمها على اعتبار أنه الوريث الشرعي والوحيد للأمير ماجد بن عرير صاحب الكوت (كوت ابن عرير)!

كل هذا سجله بنفسه بالصوت والصورة، ليدين نفسه بنفسه، متناسياً أن أسرة العرير الكريمة، أخوال المغفور له الملك سعود بن عبدالعزيز، رحمه الله، ولا تزال موجودة وتعيش معززة مكرمة في المملكة العربية السعودية، وترجع لهم مشيخة عموم قبيلة بني خالد، وهو لا يمت لهم بصلة، لا من قريب أو بعيد، وليس وريثاً شرعياً لأحد من أسرة آل عرير الكريمة، حتى وان سلمنا جدلا انه من القبيلة نفسها!

المهم أن هذا الشخص اعتقل وسيق إلى الكويت، وسوف ينفذ أحكاماً قديمة صادرة ضده، بالإضافة إلى تهم جديدة، قد تتعلق بالخيانة العظمى، بناء على اعترافاته المسجلة المنشورة في وسائل التواصل بالصوت والصورة.

وأعتقد أنه سوف يواجه تهم أمن دولة، عقوبتها لن تكون سهلة أبداً.

وقد كان هو وغيره بغنى عن كل هذا، لو فكر بقليل من التعقل، وعرف قدر نفسه، فلزم حده، وإن كانت هناك أحكام صدرت ضده في السابق، فقد كان بإمكانه تنفيذها، وطلب العفو، قبل ان يدفعه الغرور إلى ارتكاب مخالفات أكبر، لن يستطيع الخروج منها، وسوف يحاسبه عليها القانون، فقد تصور أنه أقوى من الدولة، وأن يدها لن تصل اليه.

بالتأكيد هناك من غرر به، وهناك جهات تدفع له بسخاء، مقابل ان تملي عليه ما يقول، وما يفعل، ضد بلد كان يحمل جنسيتها، وسوف تظهر التحقيقات ما كان خافياً، خصوصا وأن هاتفه ضبط معه، فقد صور له، ولمن يقف خلفه، الغرور أنهم يستطيعون تغيير الواقع، أو ينجحون بزعزعة نظام الحكم في الكويت، متناسين أنها دولة مؤسسات، تحكم بدستور نظم علاقة الحاكم بالمحكوم. نقول لمن انزلق بنفس هذا المنزلق؛ ليس هناك حضن أدفأ من حضن الوطن، وليس هناك كويتي ولد وعاش في الكويت يستطيع أن يعيش طويلا في الغربة، مهما كانت المغريات، خصوصاً لمن باع نفسه لأعداء وطنه، مقابل مصاريف الغربة التي تفوق إمكانات إنسان محدود الدخل.

وما ان يقع أحدهم حتى يتبرأ منه من كان بالأمس يحرضه، أو يدعمه، فهل يعتبر كل من يعيش خارج الوطن، ويدعي انه معارض، ثم يتدارك نفسه قبل أن يصبح أداة بيد غيره، يجلد بها وطنه، وبالتالي سوف يدفع الثمن غالياً هو وعائلته…زين؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق