الشاعر حصين بن غانم الخيارين لـ "الشرق": مشهدنا الثقافي يسع الجميع

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ثقافة وفنون

0

05 يناير 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ أجرى الحوار: طه عبدالرحمن

■ مشهدنا الثقافي يسع الجميع وليس لفئة بعينها

■ لدينا جيل من الموهوبين بحاجة إلى دعم

■ علينا توثيق مسيرة الرواد وأرشفة أعمالهم

■ المثقف عليه المبادرة بطرح مشاريع وطنية ومجتمعية

■ ثقافتنا عريقة بكل ما تحمله من جذور وشموخ

■ أعتزم جمع قصائدي في ديوان يصدر قريباً

■ لهذه الأسباب غبت عن الساحة الثقافية

للشاعر حصين بن غانم الخيارين، العديد من المبادرات الثقافية التي طرحها للساحة، والتي أعقبها عزوف عنها، لسنوات طويلة، ليعود إليها مجدداً، بأعمال أدبية، يعتزم طرحها في المشهد الثقافي.

وحول هذا العزوف، والعودة مجدداً، التقت "الشرق"، الشاعر حصين بن غانم الخيارين الملقب بـ «بن علم»، ليؤكد أنه يعكف على إنجاز مشاريعه الأدبية للساحة الثقافية، التي يرى أنها تستوعب الجميع، دون أن تكون حكراً على فئة بعينها.

ويشدد على أهمية العمل على أن يشمل هذا الاستيعاب جيل الرواد، توثيق مسيرتهم، وأرشفة أعمالهم، وفي المقابل، الأخذ بأيدي الجيل الصاعد، والذي يحظى بموهبة، يمكن أن تكون رافداً ثقافياً مهماً للمشهد.

وتطرق الحوار إلى جوانب أخرى، ترتبط بتقييمه للمشهد الثقافي الراهن، وأبرز المبادرات الثقافية، والتي جاءت دعماً للوطن، وتأكيد الانتماء له، وفيما يلي تفاصيل ما دار:

بداية.. ما أسباب غيابك عن الساحة الشعرية خصوصاً، والثقافية عموماً، خلال الفترة الأخيرة؟

 يرجع ذلك إلى ظروف عملي، التي اضطرتني إلى السفر للولايات المتحدة الأمريكية، لاجتياز إحدى الدورات هناك، حيث استمرت لنحو ثمانية أشهر، بالإضافة إلى أسباب صحية أخرى، وحالياً أصبحت الظروف مهيأة تماماً للعودة إلى الساحة الثقافية.

وما الذي تحمله في عباءتك الشعرية من أعمال أدبية، بعد هذه العودة؟

 دائماً، أرسم خططي بناء على تطور الأحداث، وسير الوقائع التاريخية، ولذلك بدأت في إنجاز كتاب يحمل عنوان «فقه الواقع»، وهذا الإصدار يميل إلى فهم الواقع، بكل ما يشمله من مجالات مختلفة.

وعلاوة على ذلك، لي مشاركات فكرية وأدبية، مع الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف، برئاسة سعادة السفير أحمد عباس الحسني، وهو اتحاد ينضوي تحت مظلة جامعة الدول العربية، ويستهدف إجراء الدراسات والنشر العلمي وعقد اللقاءات العلمية في جميع القضايا المتعلقة بمكافحة التزوير والتزييف بمفهومها الواسع، وتعزيز الشفافية والنزاهة والعدل، بجانب مبادرات أخرى متنوعة.

20250105_1736030642-212.jpg?1736030642

   - مكانة الشعر

هل يعني هذا انتقالك من نظم الشعر إلى إنتاج أعمال فكرية أخرى؟

 لا أستطيع الاستغناء عن الشعر، إذ إنني عندما أكتب في أي مجال آخر، أكتب برؤية الشاعر، فالشعر هو الأساس عندي، ومن خلاله أنتقل إلى الكتابة في مجالات مختلفة، ودائماً تتأثر بأعمالي الشعرية.

 ولكن.. متى نرى لك ديواناً يضم كل قصائدك الشعرية؟

 لديَّ في مجال القصائد الوطنية، أكثر من 40 قصيدة وطنية، بخلاف قصائد في أغراض شعرية أخرى، وأعتزم إصدار ديوان جديد بالفعل، بعنوان «بن علم» يضم كل قصائدي الشعرية.

 في ظل هذا الكم من القصائد.. برأيك ما الذي يميز القصيدة الوطنية عن غيرها؟

 القصيدة الوطنية تُكتب تعزيزاً للانتماء، وتأكيداً لحب حقيقي للوطن، وبتعبيرات صادقة، ولذلك تتحقق لها الديمومة، فالقصيدة حينما تحمل في معانيها الصدق، والانتماء، والإخلاص، فإنها تحمل في معانيها مزايا عديدة، أبرزها الاستمرار، وشيوع صيتها بين أصحاب الذائقة الشعرية.

ولذلك، فحينما أكتب عن الوطن وللوطن، فإنني أدرك يقيناً مدى قيمته، وأهميته لي، وانتمائي له، فهو بيتي الذي نشأت فيه، وتربيت في كنفه، أعتز به، وأنتمي إليه، وأبذل كل ما أملك لرفعته، وتحقيق نهضته، تأكيداً لمقولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، بأن قطر تستحق الأفضل من أبنائها، ولذلك فلا يمكن أن أتوقف عن إنتاج كل ما يدعم وطني من مبادرات وقصائد، واضعاً نصب عيني، مقولة سمو أمير البلاد المفدى.

    - مبادرات وطنية

على خلفية حديثك عن المبادرات الوطنية.. ما أبرز هذه المبادرات؟

 بداية أؤكد أن كل المبادرات الوطنية التي قدمتها، هي مبادرات فردية، بالدرجة الأولى، بدأتها منذ عام 2017، وشملت قرابة تسع مبادرت، منها ألبومات ضمت أعمالاً وطنية، ما بين أغان وشيلات وطنية، لشعراء وفناني قطر، وحرصت على انتقاء أعمالها بالشكل الذي يجدها معه المتلقي نسخة مميزة، يستطيع الاستماع إليه دائماً، بغرض تعميق الانتماء الوطني.

كما أصدرت الجزء الأول من ديوان شعري يضم قصائد وطنية لشعراء قطر، عكست معاييرنا الأخلاقية، والتي تنطلق من مبادئنا، بجانب تأكيدها للحس الوطني، مما جعل العمل مشروعاً وطنياً خالصاً، وقيمة عاطفية تجاه الوطن، وآمل إنجاز الجزء الثاني منه، لتوثيق وأرشفة جميع شعراء الوطن، كما آمل أن يتم إدراج هذا العمل في مكتبة قطر الوطنية، ودار الوثائق القطرية، لتتعرف عليه الأجيال القادمة. كما أصدرت ملصقات تحمل أبياتاً من قصيدة وطنية لي، بجانب طائرة ورقية، كنت أعتزم تحطيم الرقم القياسي بها من حيث الحجم، للدخول بها إلى موسوعة جينيس، لولا الظروف المناخية، التي حالت دون طيرانها لمدة خمس دقائق، كما هو محدد، بعد طيرانها ثلاث دقائق فقط، بسبب هذه الظروف، وأعتزم ترميم هذه الطائرة، وخوض نفس التجربة، لنيل موسوعة جينيس، بالإضافة إلى إنجاز مشاريع أخرى، ذات الانتماء الوطني.

وهل هذا يعكس أهمية الدور الذي ينبغي أن يقوم به المثقف تجاه الوطن والمجتمع، ليكون فاعلاً في محيطه، وليس منكفئاً على ذاته، أو منعزلاً عن واقعه؟

 بالفعل، لا ينبغي للمثقف أن ينتظر التكليف بعمل وطني، بل عليه أن يبادر لتكون له مبادراته الوطنية والمجتمعية، فالأوطان تُفتدى بأعز ما نملك، والمثقف عليه أن يقدم كل ما في وسعه تجاه الوطن، فوطني هو بيتي، الذي أقدم له كل غالٍ ونفيس.

    - جيل صاعد

وبرأيك.. ما أبرز التحديات التي تواجه إنتاج الجيل الصاعد من الموهوبين؟

هناك جيل صاعد من الموهوبين بالفعل، غير أنهم بحاجة إلى توجيه، وإلى من يأخذ بأيديهم إلى طريق الإنتاج الأدبي الصحيح، بما يساهم في الارتقاء بمشهدنا الثقافي، وبالشكل الذي يليق بثقافتنا العريقة، بكل ما تحمله من جذور وثبات وشموخ.

وفي المقابل، كيف تنظر إلى جيل الرواد، ممن تواروا عن المشهد حالياً؟

 للأسف، هذا الجيل أصيب بعضه بالإحباط، فانصرف وانعزل عن المشهد، لنفس السبب الذي أشرت إليه من قبل، لذلك علينا احتضان الجميع، وإعداد أرشيف لأعمال الرواد، وإنتاجهم بما يوثق مسيرتهم وعطاءهم.

وطموحي حالياً، كما سبق وأشرت، استكمال الجزء الثاني من الديوان الذي أصدرته في العام 2018، ليكون استكمالاً لجميع شعراء الوطن، ويكون ذلك بمثابة توثيق وأرشفة لهم، وهذا بالطبع كما ذكرت جهد فردي، يحتاج إلى دعم كبير.

وأستهدف من كل ذلك إعلاء «نحن»، والتي تشمل الوطن وجميع أبنائه، فأعمالي لا تعرف الأنا، خاصة إذا ارتبطت بالوطن.

    - المشهد الثقافي

ما تقييمك للمشهد الثقافي؟

أراه قاصراً على فئة بعينها، لذلك يجب النظر إلى جميع المثقفين على وجه سواء، ليكون هناك تواصل مع الجميع، دون أن يقتصر الحضور أو الفاعلية على فئة بعينها. وفي هذا السياق، آمل أن يُنظر إلى مسيرة رواد الشعر بعين الاعتبار، بتوثيق أعمالهم.

.. ومن يتحمل هذه الفاعلية؟ هل المثقف الذي ينبغي أن يسعى لإبراز إنتاجه؟ أم أن المجال يقتصر على المؤسسات المعنية لإشراك جميع المثقفين، وتفعيل دورهم؟

 الجانبان بالطبع، فالمثقف عليه أن ينتج أعماله، غير أنه ليس بالضرورة أن يبادر بالإعلان عن نفسه، لذلك، فإن الجهات الثقافية المعنية عليها دور كبير في إتاحة الفرصة للجميع، لإبراز إنتاجهم، ليكون متاحاً على الساحة، فلابد أن تكون الساحة متاحة لاحتضان جميع المبدعين.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق