يشارك حسام الحداد، الباحث في حركات الإسلام السياسي، في الدورة الـ 56 لـ معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، بأحدث مؤلفاته والصادر عن دار إنسان للنشر، تحت عنوان “فقه الليث بن سعد.. إمام المصريين”.
ويعد الكتاب دراسة دقيقة تتناول شخصية الإمام الليث بن سعد، أحد أعلام الفقه الإسلامي الكبار الذين لم ينالوا حقهم الكامل من الاهتمام رغم مكانته العلمية المرموقة وتأثيره البارز في الحياة التشريعية الإسلامية.
ويسلط الكتاب الضوء على سيرة الإمام الليث بن سعد، ويستعرض آراءه الفقهية ومنهجه المتميز الذي جعله أحد الأئمة المجتهدين الكبار، معتمدًا على تتبع المرويات المتناثرة في بطون كتب الفقه والسير والتاريخ.
حسام الحداد: الليث بن سعد كان صاحب عقل مستنير
ويشير الباحث حسام الحداد، إلى التحديات التي واجهها في جمع مادة الكتاب، نظرًا لعدم ترك الإمام مؤلفات مستقلة، ما جعل المهمة أشبه بنبش في ثنايا المراجع التراثية المختلفة.
الكتاب يمثل إضافة مهمة للمكتبة الإسلامية، ويدعو إلى مزيد من البحث والدراسة حول شخصية الليث بن سعد، التي أثرت بشكل كبير في الفكر الفقهي الإسلامي.
ويشير “الحداد” في مقدمته للكتاب إلي: لاشك في أن المتتبع لسيرة الليث بن سعد ليعلم جيدًا أنه حصل على قدر من العلم مكنه أن يصل إلى درجة الاستقلال في زمانه، ويضعه بجانب كبار الأئمة المجتهدين، لاسيما أن آثار علماء الصدر الأول من سلف هذه الأمة، بمثابة الأصول الأولى لفهم الشريعة الإسلامية لمن خلف بعدهم، وأن الليث بن سعد كان صاحب عقل مستنير، وفكر، واعترف بفضله كبار الأئمة، كمالك والشافعي، وأحمد، ومن عاصره أو من خلف من بعده.
ولاشك أنه ما ذكر في كتب الفقه والتاريخ عن الليث بن سعد، ذكر عن غيره من الأئمة الذين كان لهم الأثر العظيم في مشاركتهم للحياة التشريعية، ولكن لم يوف الليث بن سعد حقه مثل هؤلاء، ولا جدال أن التكامل الذي وصل إليه الليث بن سعد من دقة الفهم، وسداد الرأي، وسلامة المنهج، لم يكن ليتاح لغيره، فهو والأئمة الآخرون سواء، فقد أدى دوره بكل حرص وأمانة، وعرف بعلمه وفضله وكرمه بين العلماء والأمراء وعامة الناس في زمانه.
ويضيف “الحداد”: لقلة ما كُتب عنه، آثرنا النبش في كتب الفقه والسير والتاريخ لتقديم دراسة دقيقة عنه واستقراء ما آُثر عنه.. وجمع شتات فقهه من هنا وهناك كي لا نضيعه كما ضيعه تلاميذه حسب قول الشافعي.
حيث عاش الليث بن سعد في عصر لم يكن فيه التدوين قد أخذ دوره كاملا، بالإضافة إلى أنه لم يترك لنا مؤلفات مستقلة، اللهم إلا المرويات المتناثرة في بطون الكتب والمراجع المختلفة، فلا نجد أمامنا إلا تتبع آثاره ومروياته في ثنايا الكتب والمراجع، لذا كانت المهمة صعبة للغاية، تتمنى أن نكون وفقنا في اتمامها على وجه كامل رغم علمنا أن هناك نقص ما هنا أو هناك، لذا نرجو أن يأتي من بعدنا ما يكمل المهمة بالبحث والتدقيق، فالليث بن سعد يستحق منا الكثير قراءة وفهما وبحثا.
تجدر الإشارة، إلي أن الكاتب حسام الحداد، يشارك أيضا في معرض القاهرة للكتاب 2025، بكتاب آخر عن نفس الدار ــ دار إنسان للنشر ــ بعنوان “العودة إلي التصوف.. التصوف كبديل للإسلام السياسي”.
0 تعليق