أهنئكم جميعاً بالعام الجديد 2025م وعيد الميلاد المجيد طالبين من الله أن يكون هذا العام مملوءاً سلاماً وخيراً وهدوءاً وطمأنينة
فى «ليلة الميلاد» سكان بيت لحم يسألون أين نجم الميلاد؟! لماذا اختفى نوره؟ إنه خلف الغيمة؟ يا للهول إنها ليست غيمة بل دخان القنابل حجب نور النجم!! له رائحة البارود المحترق، دخاناً يخفى قبة السماء!!، يعكر الأنفاس ويملأ الصدور بالضيق والألم، يهرب الناس هنا وهناك؟!! لقد غاب النجم وغابت معه فرحة الميلاد والقلب أسيف، والبهجة خجلة، ولا منفعة للعيون العالقة بجماله، لم تعد تلمع بوهج نوره، بل مطفأة برماد الدخان، وهباب الحرائق الساقط يسود الوجوه، ويلوث الهواء، وتظلم أرض النور، والنور خلف خلف الدخان ودخان الحرب يتصاعد، يخفى النجم، ويتحداه، وحرائق الأطماع تهدد هنا وهناك، وأصوات الأطفال غابت، ضاعت بين الهجمات، وانكتمت صرخات الرضعان!!..... وصارت العمائر شموع مدخنة وأعشاش الحمائم مهجورة، لعل أصحابها ماتوا أو هربوا، وتركوا أعشاشهم تبددها رياح الغضب، والعصافير المذعورة تسقط، تتخبط من هول الأصوات، تفر وتهرب على غير إرداة تطلب النجاة!! والأغنام فى الحظائر ماتت!! وحزن الرعاة طغى، والموت حل فى البادية، ومع صوت التفجيرات تسمع الأنين وفى الرامة، نوح وبكاء وعويل، راحيل الأم تبكى على أولادها ولا تريد أن تتعزى، لأنهم ليسوا بموجودين، وصوت أسيف مكتوم، يخرج من جنبات جدران البيت المنهدم، يبحث عن الأحباب!! يهمس.. كلما اشتدت علينا ضربة وسئمنا ذات يوم حربنا، كلما هبت رياح فاجتنت زرعنا النامى، وهزت غرسنا، أنا وحدى حائر، بل عاجز، أنا يا نجم غريب ههنا، لقد طالت الأيام وخمدت الأنفاس وانتشرت الأمراض، وتمادى الجوع وزال السلام من أرض السلام، والضمائر نائمة!! والقلوب فاترة، والمبادئ دمرت، والحناجر ساكتة!! وتشامخ آخاب، وطغت إيزابل، ودفن الأحباب، فى أرض السلام، ألا تقوم يا مولود المذود؟، وترد الطغاة؟، وتبدد ظلمة الضياع؟، وتعد بالانتقام من فاعلى الآثام؟ وتطفأ النيران؟، وتزيل الدخان؟، وترجع الشعاع وينتشر النور؟، وتعد بالحياة، وتطبطب على القلوب، وتبدد الظلمات، وتنشر الأنوار، وتعمر البلدان، وتنقى السماء، وتروى شجرة الميلاد، فترجع الطيور وتغرد من جديد، وترقص على الأغصان، وتنشد الأطفال أناشيد الميلاد، ويمسك الفتيان بآلات الغناء، ويرتل الشباب على أنغام الفتيان لعيد الميلاد، ويعود النجم بنوره يملأ الأرجاء، وسلام المولود يعم الضياع، وتفرح السماء بأرض السلام كوعد الكتاب «المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» فلنطلب من الله أن يهب لنا سلاماً لا يتزعزع وكل خير وبركة وأن ينعم على بلادنا العزيزة مصر والعالم بالسلام فى كل أرجائه، وأن يحفظ البشرية من الحروب والأوبئة وأن يرفع عنها الغلاء وسيف الأعداء.
وكل عام وحضراتكم بخير.
0 تعليق