في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز تنافسية مصر في الأسواق العالمية، تم الإعلان عن افتتاح مصنع لتجفيف البصل في محافظة المنيا، وهي خطوة وصفت بأنها واحدة من أهم الإنجازات التي تسعى الحكومة المصرية لتحقيقها لدعم القطاع الزراعي وتعظيم الصادرات.

وقال  الدكتور سعد موسى، المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية ورئيس الحجر الزراعي السابق، إن اختيار محافظة المنيا كموقع لهذا المشروع الضخم لم يكن محض صدفة،  فالمنيا تعد إحدى أكبر المحافظات إنتاجًا للبصل في مصر، حيث يتم زراعة أكثر من 17,000 فدان من بصل “جيزة 20”، الذي يتميز بجودته العالية ويُخصص للتصدير.

وأوضح موسي في تصريحات خاصة لـ" الدستور"، أن قرب المحافظة من ميناء العين السخنة يضيف ميزة تنافسية هامة، إذ يُسهل عمليات النقل والتصدير إلى الأسواق العالمية، فضلاً عن وجود بنية تحتية قوية تدعم نجاح هذا المشروع.

المصنع يمتد على مساحة 67,000 متر مربع ويُعد الأكبر من نوعه في مصر حاليًا،  وتبلغ قدرته الإنتاجية ما بين 8 إلى 10 أطنان من البصل المجفف يوميًا، باستخدام حوالي 100 طن من البصل الطازج، هذا الإنتاج الضخم يُمكن المصنع من تغطية حوالي 20% من احتياجات السوق العالمي للبصل المجفف، ما يعكس أهمية المشروع في تعزيز مكانة مصر كمصدر رئيسي لهذا المنتج الاستراتيجي.

وأكد أن المصنع الجديد يتمتع بمرونة كبيرة للتوسع المستقبلي، إذ يمكنه إضافة خطوط إنتاج مخصصة للنباتات الطبية والعطرية، وهو مجال يشهد طلبًا عالميًا متزايدًا، كما أن المصنع يعتمد على نظام التعاقد المباشر مع المزارعين، ما يضمن توفير المواد الخام بجودة عالية واستقرار الإنتاج، إلى جانب كونه مصنعًا صديقًا للبيئة ومعتمدًا دوليًا.

وأشار إلى أن البصل يُعد من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التي تعتمد عليها مصر بشكل كبير، حيث تنتج مصر ما بين 3.5 إلى 4 ملايين طن سنويًا، ويُصدر الفائض بعد تلبية احتياجات السوق المحلي، مع تخصيص أنواع معينة من البصل للتصنيع تختلف عن تلك المطروحة للاستهلاك المحلي، مما يساهم في تحقيق أقصى استفادة اقتصادية من المحصول.

افتتاح هذا المصنع يُمثل خطوة محورية في استراتيجية الدولة لتعظيم القيمة المضافة للمحاصيل الزراعية المصرية،  ومن المتوقع أن يسهم المشروع في فتح أسواق جديدة للبصل المصري، وزيادة العائدات التصديرية، ودعم الاقتصاد الوطني بشكل مستدام، 

كما يعكس التزام الحكومة بتطوير القطاع الزراعي من خلال المشروعات الكبرى التي تُعزز من تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية، بمثل هذه الخطوات، تُثبت مصر قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص، وتعزيز مكانتها كأحد أبرز اللاعبين في الأسواق الزراعية العالمية.