احتفلت رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر، الأحد، بعيد الميلاد المجيد، فى كنيسة قصر الدوبارة، بمشاركة عدد كبير من القيادات الدينية، والشخصيات العامة، وأعضاء الكنيسة، وحضور عدد من قيادات الدولة وممثلى المؤسسات الدينية المختلفة، إضافة إلى أعضاء الطائفة الإنجيلية من جميع أنحاء الجمهورية.
وألقيت، خلال الاحتفال، مجموعة من الترانيم والألحان الروحية، التى عبرت عن أجواء الفرح بعيد الميلاد، وسط حضور مميز من العائلات والشباب.
وترأس الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الاحتفال، وألقى كلمة بمناسبة عيد الميلاد المجيد، أكد فيها أهمية ميلاد المسيح كرسالة للحياة والرجاء والفرح فى ظل التحديات التى يواجهها العالم.
واستهل القس أندريه زكى كلمته بالقول: «الإخوة الأحباء، أود أن أحدثكم عن معنى ميلاد السيد المسيح للبشرية، فى السابق اعتدت أن أحدثكم عن أحداث ميلاد السيد المسيح، ولكن اليوم أريد أن أركز معكم على معنى ميلاد السيد المسيح، وسط كل ما يحيط بنا من أحداث وتحديات».
وأضاف: «تشهد منطقتنا العربية أحداثًا مؤلمة، نحتفل بعيد الميلاد هذا العام وما زال نزيف الدم مستمرًّا، خصوصًا فى غزة، مع استمرار الحرب المدمرة، شهدنا ورأينا الأحداث فى سوريا، وسط مخاوف وقلق حول المستقبل فى السودان، فما زال القتال مستمرًّا، وضحاياه من الأبرياء الذين لا يرغبون إلا فى حياة سالمة هادئة، وصعوبة الحياة أصبحت واقعًا لكثيرين، فهناك تحديات اقتصادية تواجه الجميع».
وأكمل: «أتأمل اليوم معكم فى كلمات البشير يوحنا، أحد تلاميذ السيد المسيح، حول هذه الأسئلة الوجودية: (اَلَّذِى كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِى سَمِعْنَاهُ، الَّذِى رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِى شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِى كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِى رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَىْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِىَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَىْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا. وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِى سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ)».
وأوضح رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر أن «يوحنا» كتب رسالة مزلزلة للمجتمعات الشرق الأوسطية، قال فيها «إن الحياة أُظهِرت!»، متسائلًا: «ما الذى تعنيه هذه الكلمات؟»؛ ومشيرًا إلى أن السيد المسيح هو «كلمة الحياة».
وتابع: «عاش التلاميذ مع السيد المسيح ورأوا وشهدوا الأخبار السارة، لهذا فهم يخبرون اليوم بالحياة التى كانت عند الآب؛ وميلاد المسيح يواجه الموت الذى يسود على العالم، وأشكال الموت كثيرة، ولكن الحياة تعنى أن ميلاد السيد المسيح يواجه الموت الذى يسود على العالم».
وواصل: «يقول البشير يوحنا إن الإجابة عن كل هذه الأسئلة هى الحياة التى أظهرها لنا السيد المسيح فى لحظة تجسده وميلاده، وهدف البشير يوحنا هو أن يخبر هذا المجتمع الصغير عن (الشركة) مع الله، فانظروا إلى كلماته (كَىْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا)، فهذا هو الهدف النهائى والغاية العظمى للحياة الإنسانية».
وأكد أن الشركة مع الله هى التى تعطى للحياة الإنسانية معنى؛ لأنها «اشتياق يشبع فقط بالعلاقة مع الله؛ هناك اشتياق بداخل كل إنسان لا يشبعه منصب، أو أسرة، أو علاقة، أو مكسب، أو مال أو نفوذ، مهما كان، بل تشبعه فقط العلاقة مع الله اللا نهائى وغير المحدود».
وقال: «بميلاد المسيح، التقت الأرض بالسماء، وأصبحت الشركة بين الله والإنسان ممكنة.. التقى المحدود بغير المحدود.. التقى النسبى مع المطلق، وإن روعة الميلاد هى أنه يفتح لنا الباب نحو العلاقة القادرة أن تعطينا المعنى، علاقتنا بالله».
واختتم حديثه بالقول: أحبائى، أدعوكم أن تتأملوا فى هذه القيم الثلاث: الحياة، والشركة، والفرح. ليكن ميلاد المسيح اليوم فرصة لندرك معنى الحياة وغاية الوجود».
0 تعليق