افتتح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساء الأحد فعاليات مؤتمر الطباعة الإبداعية في نسخته الثانية تحت عنوان «واحة».
وتشهد فعاليات المؤتمر المستمر حتى 18 يناير الجاري تنظيم ورش عمل تفاعلية ومحاضرات ولقاءات ومعرض فني لأعمال مبتكرة تسلط الضوء على تنوع أساليب الطباعة.
وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد خالد الجسار إن «المؤتمر يعتني بعملية الطباعة الإبداعية، وتعريف الشباب في ماهية الطباعة فهي جداً قديمة، إلا أن استعمالها كنوع من أنواع الفن ومهارات الفن، تعتبر من عصر الحداثة من القرن الماضي، لكن بالخليج هي جداً حديثة كفن. لذلك نحن سعداء بأن نستضيف ورش الطباعة الإبداعية في الكويت لمدة أسبوعين».
وأضاف: «في هذه السنة يشارك حوالي ثمانية محاضرين ومدربين من خارج الكويت، منهم خمسة مدربين من دول الخليج، وثلاثة مدربين من الولايات المتحدة الأميركية».
وحول عدد الذين قاموا بالتسجيل للورش، قال: «يصل عددهم إلى 150 متخصصاً وهو عدد مرتفع جداً. في الحقيقة نحن سعداء بهذا العدد، وهذا يدل على أن نشاط المجلس الوطني بالتعاون مع المجتمع المدني والقطاعات الأهلية قد أعطى ثماره، ونحن نقول دائماً إن المجلس لا يعمل بمفرده، بل من خلال المجتمع المدني. ونأمل أن مثل هذا النوع من الورش الإبداعية لتشجيع الشباب وتعريفهم بأنواع مختلفة من الإبداع الفني أن ينتشر ليس فقط في الكويت إنما في الخليج كله، وذلك يعتبر بداية الورش الطباعة الإبداعية في الخليج، ونحن سعيدون أن تكون انطلاقتها من الكويت».
بدورها، قالت مؤسس ومنظم المؤتمر الدكتورة جواهر البدر: «نجتمع للاحتفاء بالإبداع ومشاركة الرؤى وتجسيد قوة الفن في إلهام الأجيال القادمة.
إن عنوان مؤتمر هذا العام هو (واحة) الذي يرمز للفن كمصدر تجدد وراحة، ومساحة تجمع بين الأصالة والابتكار. كما أنه يذكرنا بأهمية التأمل في آثار الماضي مثل (الأختام الدلمونية) التي تحمل بين نقوشها لغة خاصة تجسد عظمة حضاراتنا القديمة».
وأكملت: «كانت تلك الأختام في حضارة دلمون شاهداً على تطور المجتمع الفني آنذاك، إنها ليست مجرد قطع أثرية صامتة، بل رموز للإبداع الإنساني الذي يلهمنا حتى اليوم، فكل نقش، وكل شكل على هذه الأختام يمثل نافذة لرؤية العالم بشكل جديد، يُعبّر عن الحياة اليومية، والطقوس والمعتقدات التي سادت تلك الأزمة».
أما الفنانة ثريا البقصمي، فرأت أن «هناك حلماً قديماً حلمته في داخلي منذ سنوات، منذ أن تخصصت في فن الحفر أو الطباعة الإبداعية، ومنذ أن بدأت أتدرب في استديوهات الطباعة في لندن، والتي تم إنشاؤها بتمويل بلدية المدينة أو البنوك والمؤسسات الخاصة، وهو أن أرى استديوهات مماثلة في دولة الكويت لتعزز دور هذا النوع من الفنون. ومن ثم جاءت مبادرة الدكتورة جواهر البدر في إقامة أول ورشة احترافية لهذا النوع من الفنون، لتعكس ضوء أمل لتحقيق الحلم، وبإصرار عجيب منها على استمرارية حلمي وحلمها، وحلم أي فنان يرغب في إضافة خبرات جديدة لفنه، وبدعم سخي من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تبلورت فكرة الحلم، وانتقلت فكرة المؤتمر أو ممكن أن أسميه ملتقى، إلى ساحة أكبر وبدعوة خبرات متنوعة ما بين خليجية وأميركية، وكذلك ساهم القطاع الخاص في دعم هذه المبادرة».
بعدها، قدم أستاذ علم الأنثروبولوجيا والآثار في جامعة الكويت الدكتور حسن أشكناني، محاضرة عن «الأختام الدلمونية وفن الطباعة»، لافتاً إلى أن «البعض يمكن ألا ينتبه أن الأختام الدلمونية المكتشفة في الكويت هي جزء من فن الطباعة، فهي أحد الفنون القديمة وعلماء الآثار قاموا بتحليلها كمادة ثقافية تمثل حضارة دلمون من 2000 ق.م – 1500 ق.م على أرض الكويت، لكن طريقة حفر تلك الأختام والعناصر التي تحملها والمشاهد الفنية هي مرتبطة بموضوع المؤتمر في عامه الثاني وهو التركيز على فن الطباعة التي يدخل فيها معاييرها الكثير من الأنواع منها فن الحفر».
وأضاف «هناك أدلة تبين أن الإنسان منذ 45 ألف سنة كان يستخدم فن الطباعة ليس بالمفهوم المعاصر، لكنه كان يستخدم يده في الطباعة على الجدران، وتلك البدايات الأولى لفن الطباعة».
«تطوير الفنون الإبداعية»
قالت مسؤولة المرسم الحر ومنسقة الملتقى والورش التفاعلية للطباعة الإبداعية من جانب المجلس الوطني سارة خلف، في بداية حفل الافتتاح: «ننطلق بفعاليات الملتقى التفاعلي للطباعة الإبداعية بالتعاون مع القطاع الخاص المتمثل في (أرت ستوديو الكويت)، و(كلية الفنون رود آيلند) في الولايات المتحدة الأميركية، والجامعة الأمريكية (AUK)، ومركز عبدالله السالم الثقافي، وذلك توافقاً مع إستراتيجية المجلس الوطني بعنوان الكويت تبدع، والتي تهدف لتطوير الفنون الإبداعية وتعزيز المشهد الفني لدى دولة الكويت».
«فكرة رائعة»
تحدّث رئيس قسم الفن والتصميم في الجامعة الأمريكية الدكتور فهد الضاوي، عن الهوية البصرية للمؤتمر، متطرقاً إلى كيفية عمل الهوية البصرية لمؤتمر الطباعة السنة الماضية، فقال «أول مؤتمر طباعة إبداعي في الخليج، هو فكرة رائعة، وجميل أن تتبنى الكويت هذه الفكرة، وهو بمثابة ملتقى الأشخاص المبدعين والملهمين».
0 تعليق