يصدر قريبا بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 عن دار صفصافة للنشر والتوزيع ديوان "لاأرى الأشياء كما هي " للشاعر أحمد عايد، يضم الديوان "٣٢ قصيدة نثر.
وقال الشاعر أحمد عايد في تصريحات خاصة للدستور: “يدور الديوان حول أن الشاعر يرى ما يراه الإنسان العادي، لكن الشاعر يستطيع أن يرى ما لا يراه العادي ويستطيع خلق علاقات إنسانية بين الجمادات والكائنات الأخرى”.
وأشار عايد إلى أو الديوان حصل على منحة صفصافة وبيت التلمساني وآفاق سنة ٢٠٢٤
من أجواء الديوان
(نَصَائِحُ الْمُعَلِّمِ الْمِثَالِيَّةُ)
قَبْلَ عِيدِ الْأَضْحَى التَّاسِعِ لِي
اشْتَرَى لِي أَبِي حِذَاءً فَاتِنًا
لَمْ أَرَ فِي حَيَاتِي مِثْلَهُ
صِرْنَا صَاحِبَيْنِ
لَا أَذْهَبُ وَلَا أَعُودُ إِلَّا مَعَهُ.
بَعْدَ إِجَازَةِ الْعِيدِ
أَخْبَرَنَا مُعَلِّمُ الْعُلُومِ
بِأَنَّ كُلَّ الْأَشْيَاءِ تَنْمُو بِالْمَاءِ
لَا يَزَالُ حِذَائِي فَوْقَ السَّطْحِ
أَرْوِيهِ كُلَّ يَوْمٍ
وَأَنْتَظِرُ أَنْ يَنْمُوَ
لِيُنَاسِبَ قَدَمِي.
----------
(لِلْمَرَّةِ الـ... عَلَى التَّوَالِي)
يَتِيمٌ
رَأَى الشَّمْسَ
قَالَ: "هَذِهِ أُمِّي"،
فَغَرَبَتْ.
طَلَعَ الْقَمَرُ
قَالَ: "هَذَا أَبِي"،
فَغَابَ.
رَأَى شَجَرَةً
احْتَضَنَهَا، وَرَجَاهَا:
"ظَلِّي مَعِي وَلَا تَخْذُلِينِي"،
فَطَوَّقَتْهُ بِأَغْصَانِهَا.
فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ
جَاءَ حَطَّابٌ
وَقَطَعَ الشَّجَرَةَ.
---------
(مَا فَعَلَهُ الزَّمَانُ فِي الْإِنْسَانِ)
جَدِّي كَانَ كُرَةً أَرْضِيَّةً
أَعْرِفُ رَجُلًا هُوَ مَدِينَةٌ مُفَتَّحَةُ الْأَبْوَابِ
صَادَفْتُ امْرَأَةً لَا تُمَانِعُ أَنْ تَكُونَ سَرِيرًا لِأَيِّ أَحَدٍ،
إِلَّا أَنَّهَا لَيْسَتْ عَاهِرَةً
*
غَيَّرَتْنَا الْحَيَاةُ،
وَصِرْنَا شَوَارِعَ مُظْلِمَةً وَصَحَارِيَ مُتَوَحِّشَةً وَبُيُوتًا مَهْجُورَةً
لِمَاذَا لَا يَسْكُنُ بَعْضُنَا بَعْضًا؟!
(خُذْ وَهَاتِ)
شَجَرَةٌ أَنَا،
وَأَصْحَابِي طُيُورُهَا.
فِي الْمَسَاءِ يَحُطُّونَ عَلَيْهَا
وَاثِقِينَ بِوُجُودِهَا
يَهَنْؤُونَ بِقُرْبِهَا
يَتَقَلَّبُونَ فِي دِفْئِهَا
وَتَبْذُلُ لَهُمْ رَاضِيَةً
وَقْتَهَا وَرُوحَهَا
تَسْهَرُ طَوَالَ اللَّيْلِ
لِتُرَبِّتَ عَلَى أَكْتَافِهِمْ.
يَنَامُونَ عَلَى أَذْرُعِهَا،
وَتَصُدَّ الرِّيحَ عَنْهُمْ
وَتُنْزِلُ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةَ.
كَمْ تَمَنَّتْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ
أَنْ تَكُونَ طَائِرًا.
0 تعليق