الثلاثاء 07 يناير 2025
تم نسخ الرابط بنجاح
تحدث الاحداث في عالمنا العربي والإسلامي؛ سواء الجسيم منها او غير ذلك، وتمر التجارب وتتكرر؛ ومع ذلك نادراً ما يستفيد العرب والمسلمون منها، علما ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اثنى على من يستفيد من تجاربه، وتجارب الغير، وذلك مضمون قوله (صلى الله عليه وسلم): "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، او كما قال. نعم الانسان المسلم الكيس الفطن لا ينبغي له ان يستسلم حين تتكرر عليه المآسي، ولا ينبغي له ان يدخل في دوامة القنوط واليأس، خصوصا في المسائل المحورية التي تمس حياته على المستوى الشخصي، او المجتمعي، وعلى مستوى الكيان والبلاد؛ مثل الاسرة والمجتمع، ومناهج التعليم، وما شابه ذلك من امور محورية بالنسبة الى المجتمع والعباد والبلاد.
بل لا بد من المواجهة والاستفادة من التجارب السابقة، او حتى من تجارب الآخرين، حتى لا تتكرر فيه، والا يلدغ من جحر واحد، وما شابه. هذه التجارب التي مرت بها الامة والمنطقة، يجب ان تكون بالأصل مفيدة، وتجعل المنطقة، ومن فيها، يعيدون النظر في امور كثيرة، والعمل على الإصلاح بالتأني والدراسة، والتدقيق في التطبيق اصلاح، والثمرة الايجابية نتائج.
والعمل على بذل الجهد على صناعة اجيال تدرك ذلك وتستوعبه، وهذا لا يكون إلا من خلال التركيز، بشكل جدا ودقيق وعميق في مناهج التربية، والتعليم، والخطابات الاعلامية. والعمل على صناعة الثقافة الشعبية العفوية، إذا جاز التعبير، لتكون محاور صلابة الشباب والاجيال، والعباد والبلاد، ومن ثم من الصعب حينها اختراق الاجيال من حاقد، من اجل هلهلة الشباب، بسبب الثقافة ومحتواها، التي اصبحت عفوية لدى الجميع، وجزء من كرامتهم وحياتهم. فلا يستطيع اي كان صناعة الاجيال المهلهلة مستقبلاً، تميل إلى رغباته (العدو) تحت اي مسمى، او عذر، فهي اجيال لا تهوى إلا دينها، واخلاقها، وثقافتها التي تشربتها.
نعم احبابي في الله، لذلك، لا ينبغي الاستسلام للقنوط واليأس، ومن ثم عدم القدرة على الإصلاح والتغيير للأفضل، او من الحسن إلى الأحسن، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ليس الكيس الفطن من علم الحلال والحرام، الحلال بين والحرام بين، انما الكيس الفطن من علم الحسن والأحسن والسيئ والاسوأ "
إعلامي كويتي
0 تعليق