حوارات
قال أجدادنا العرب: "لا ينبغي للأديب أن يخالط من لا أدب له، كما لا ينبغي للصّاحي أن يناظر السكران".
ويشير مصطلح "ذو الأدب" في هذه المقالة الى الإنسان حسن الأخلاق، وهو أيضاً الشخص شريف النفس، والمهذّب، لا سيما من يسعى، أغلب الوقت، الى الارتفاع بنفسه الى قمة سموّ النفس.
ومن بعض أنواع من لا أدب لهم، والذين لا يجب على المرء ذي الأدب مخالطتهم، نذكر ما يلي:
- السُّوقيّ الغوغائي: هو الشوارعي مبتذل الكلام، وسيّئ الخلق، وغليظ الطّبع، ومن لا حياء له، اذ سيلوّث هذا النوع من الهمجيّين سمعة من يخالطهم.
- الدُنَافِس: هو فاسد الطبع، ومن لا أدب رجوليّ عنده، وهو المرء المتجسّس على محارم الناس، ومن لا يغضّ بصره، وهو من أسوأ الأمثلة على قلّة الأدب، وانعدام الحشمة، ويماثل نافخ الكير، والعياذ بالله.
-النمّام المُغتاب: النمّام هو من ينقل الكلام بين الناس ليفسد بينهم، والمُغتاب هو الذي يذكر عيوب الآخرين وراء ظهورهم، ومن يسعى، خصوصا، الى نشر سوء الظنّ والريبة، والشكّ والخيانة، والغدر في المجتمع.
- نَاكِر الْجَمِيل: أسوأ أنواع قلّة الأدب هو نكران الجميل، وعدم حفظ المعروف، الذي يتمثّل في قول المتنبي: "وَأَظلَمُ أَهلِ الظُلمِ مَن باتَ حاسِداً، لِمَن باتَ في نَعمائِهِ يَتَقَلَّبُ". وناكر الجميل يكفر بالنعمة، ويلدغ اليد التي أحسنت إليه، ويألّب قلوب الناس على من أحسن إليه في السابق، ولا خير فيه لأحد لأنه ينشر الغدر والخيانة، وعدم الوفاء، والجحود في البيئة المحيطة به.
- البطران: هو قليل احتمال النعمة، لا سيما من نال بشكل مفاجئ منزلة لا يستحقها، أو حصل على ثروة لم يتعب في جمعها، فجعلته يبطر ويتخم و"يفْسِق" ويتكبّر على من هم حوله، وهو مثيل للجحش الذي يشبع ثم يرفس من هم حوله، وهذا النوع من الأشخاص لا أدب لأنهم لا يشكرون النِّعَمْ. - النَذْل: هو الخسيس، وحقير الطّبع، والمُحتقر من العقلاء والصالحين، وكما قيل في السابق: "من صاحب الأنذال نَذُل".
كاتب كويتي
0 تعليق