«نوستالجيا 80/90».. يستعيد سحر الماضى ويحيى فنون ذكريات القوة الناعمة

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ومحمود العزازى: تجسيد شخصية عادل إمام تحدٍ فني لا يُفوَّت

أحمد حسنين: تفاعل الجمهور مع أحمد زكى استثنائيًا

 

مسرحية «نوستالجيا 80/90» هى رحلة فنية استثنائية تأخذنا فى عمق الذكريات والأحاسيس التى شكّلت هوية جيل كامل، خلال عمل استعراضى يعكس روعة حقبتى الثمانينيات والتسعينيات فى مصر، تلك الفترات التى كانت مليئة بالابتكار والإبداع على مختلف الأصعدة الفنية من مسلسلات وأفلام وأغان، وحتى الإعلانات والكارتون، قدّم العرض الذى يحمل طابعًا دراميًا استعراضيًا، مجموعة من اللوحات الفنية التى تحيى أبرز وأروع الأعمال التى طبعت فى ذاكرة الشعب المصرى، وتظل إلى اليوم مصدر فخر واعتزاز.

«نوستالجيا 80/90» ليست مجرد مسرحية، بل هى احتفاء بماضى ملىء بالتميز والقوة الناعمة التى شكلت وجدان الأمة، من خلال تجسيد أبرز الشخصيات الفنية وتقديم أروع المشاهد التمثيلية والرقصات الاستعراضية، يعيد العرض إحياء لحظات لا تُنسى كانت تمثل جزءًا من الحياة اليومية لجيل بأسره، هى دعوة للتفكير فى كيفية تأثير الفن على المجتمع فى مختلف أبعاده، كما تبرز أهمية الحفاظ على التراث الفنى المصرى وتطويره للأجيال القادمة، هى بمثابة رسالة قوية تؤكد أن الفن الحقيقى لا يموت، بل يظل خالداً فى ذاكرة الأجيال.

< أكد الفنان تامر عبدالمنعم، مخرج عرض «نوستالجيا 80/90»، فى تصريح خاص لـ«الوفد»، قائلاً: إن نشأتى فى فترة الثمانينيات والتسعينيات وارتباطى بهذه الحقبة جعلها جزءاً لا يتجزأ من شخصيتى، وهذه هى وظيفة الفنان، أن يخزن فى ذاكرته تجارب وأحداث ليظهرها فى الوقت المناسب.

وأضاف تامر عبدالمنعم: «قدمنا أعمالاً تظل خالدة فى ذاكرة الجميع كمصريين، وهذه الأعمال تحمل الكثير من الفخر لنا، سواء كانت مسلسلات أو مسرحيات أو أفلام أو حتى إعلانات وكارتون، بالإضافة إلى الأغانى التى شكلت وجداننا فى تلك الفترات، وجعلت من نجوم الثمانينات والتسعينيات أيقونات فى حياتنا».

وتابع قائلاً: عرض «نوستالجيا 80/90» هو التفاعل الفنى الذى خرج من أعماق وجدانى، أقدم من خلاله تعبير لأقول إن هذا هو جيلى وهذه هى الأعمال التى تربيت عليها، وهى بمثابة «ألماظات مصرية» تستحق أن نحتفل بها ونفخر بها، وأن نعيد إحياءها لنقول بكل فخر إننا نحن من صنعنا القوة الناعمة».

وأشار إلى أن «المشاهد التى تم اختيارها فى العرض تم اختيارها بعناية فائقة، من الأعمال التى حفرت فى وجدان الجمهور، وقد قدم الفنانون المشاركون المشاهد بإتقان عالٍ، حيث شارك فى العرض أربعة فرق من فرقة الفنون الشعبية بقصور الثقافة فى روض الفرج، وبورسعيد، والحرية، وسوهاج، بالإضافة إلى فرقة السامر، كما قدمت الفرق الموسيقية بالهيئة الموسيقى بأسلوب مبتكر يتماشى مع فكرة العرض».

وأشاد عبدالمنعم بجودة ديكور المسرحية، الذى جاء لافتاً للإعجاب، مشيراً إلى أنه احتفى بشكل خاص بالمبدعين المصريين مثل وحيد حامد ومحفوظ عبدالرحمن، وأكد أن الملابس جاءت متقنة وملائمة لتعبّر عن شخصيات الأبطال فى الأعمال الأصلية، ما يخدم العمل الفنى بأكمله.

< قال الفنان خالد محروس: «هناك العديد من العوامل التى تسهم فى نجاح أى عمل فنى، وأهمها أن مخرج العمل هو فنان كبير صاحب خبرات متراكمة فى مجاله، فهو ليس مجرد مخرج، بل هو ممثل، مؤلف، مقدم برامج، ومغنى موهوب، باختصار، هو فنان شامل يمتلك كافة الأدوات والقدرات، ويتمتع بعقلية احترافية متميزة ترفض الروتين والتقليدية فى العمل، ما يميز هذا الفنان عن غيره هو قدرته على تجسيد الإبداع فى جميع جوانب الفن، إضافة إلى كونه شخصًا متصالحًا مع ذاته، ويقدر الإنسانية ويحترم الجميع، إنه يحتوى كل من يعمل معه، ويمنحهم الدعم الكامل والاحترام الذى يحتاجونه».

وأضاف خالد محروس: «فكرة العمل كانت عظيمة وملهمة، وهو ما أدى إلى إنتاج مسرحية (نوستالجيا) التى نالت إعجاب الجميع».

وتابع «محروس»: «لكن ما ينقص الأعمال المسرحية فى إطار الثقافة الجماهيرية هو القدرة على كسر الروتين وتحطيم القيود القديمة التى تحد من الإبداع، هناك حاجة ماسة لتعديل اللوائح وتفعيل دور المبدعين بشكل أكبر من خلال وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب لضمان تطوير وتحسين الجودة».

وعن المشهد الأكثر تأثيرًا فى مسرحية «نوستالجيا»، قال محروس: «المشهد الذى افتتح به العرض، وهو المنولوج، هو الأكثر تأثيرًا بالنسبة لى، هذا المشهد يحمل الكثير من المشاعر العميقة التى خرجت من أعماق ذكرياتى الشخصية، يعكس أحاسيسى الصادقة التى تصل إلى قلب الجمهور وتجعلهح يتفاعل مع كل كلمة فيه».

< وقال الفنان محمود العزازى: مسرحية «نوستالجيا 80/90» هى دراما استعراضية فريدة من نوعها، تضم مجموعة من اللوحات الاستعراضية التى تحيى أبرز الأعمال الفنية والدرامية فى حقبتى الثمانينات والتسعينات، وهذا هو السبب الأول الذى دفعنى للتحمس للمشاركة فى هذا العرض، حيث إننى أنتمى إلى هذه الحقبة ولدى حنين دائم لها، كانت هذه الفترة مليئة بالإبداع، وكانت تشكل جزءاً كبيراً من ذاكرتنا الثقافية، وهو ما جعلنى أشعر بارتباط قوى بالعرض.

وتابع محمود العزازى: «أما السبب الثانى فيعود إلى ترشيحى لأداء شخصية الفنان العظيم عادل إمام فى ثلاث لوحات من العرض، تجسيد شخصية الزعيم كان حلمًا قديمًا بالنسبة لى، وعندما عرضت على هذه الفرصة، قبلت على الفور دون تردد، هذا الدور جذبنى بشكل كبير لأنه يشكل تحديًا فنيًا يمكننى من تقديم جانب جديد من قدراتى الفنية».

وأشار «العزازى»: «أما عن اللوحة المفضلة لى فى العرض فهى لوحة «الواد سيد الشغال»، هذه اللوحة تتميز بأنها مليئة بالاستعراضات الضخمة، ما يوفر لى مساحة أكبر لعرض قدراتى فى تجسيد شخصية عادل إمام، بالنسبة لى، كانت هذه اللوحة بمثابة فرصة لتقديم دور يعكس كل ما تعلمته من فنون التمثيل والقدرة على محاكاة شخصية فنية بهذا الحجم».

وأوضح فيما يتعلق بالمسرح بشكل عام، أرى أنه يمثل ذاكرة الأمم، وغياب المسرح عن أى مجتمع يعد علامة سلبية كبيرة، فالمجتمعات تتطور من خلال الفن بشكل عام، وعلى رأسه فن المسرح الذى يعكس حالة المجتمع ويسهم فى تطوره، أما عرض «نوستالجيا 80/90»، فهو ليس مجرد تذكير بحقبة مليئة بالفن والإبداع، بل هو بمثابة رحلة سفر عبر الزمن، تتيح لنا أن نتأمل فى ما كنا عليه وكيف أصبحنا، خصوصًا فى ما يتعلق بتأثير القوى الناعمة بشكل عام، المسرحية تبرز التحديات التى تواجهها مجتمعاتنا فى الحفاظ على فنونها وتطورها، وفى نفس الوقت تدعونا للتفكير فى المستقبل.

< وقال الفنان الشاب أحمد حسنين: «فى مسرحية (نوستالجيا 80/90)، قمت بتقديم شخصية الأستاذ أحمد زكى، الذى يُعتبر من أقرب الممثلين إلى قلبى، كان التحدى الأكبر بالنسبة لى هو أن أقدم هذا الدور بشكل يرضى الجمهور، خاصةً أن الأستاذ أحمد زكى معروف جدًا للجميع، لذلك كان يجب أن أكون قريبًا منه من حيث الشكل وطريقة التعبير، مما تطلب منى أن أركز على تفاصيل دقيقة جدًا لكى أتمكن من تجسيد الشخصية بشكل دقيق.

وتابع أحمد حسنين: «من الأشياء التى أضفتها للعمل كان لدينا اسكتشات استعراضية لبعض الرقصات الشهيرة فى أفلامه مثل (كابوريا) و(مستر كاراتيه)، وهذا أيضًا كان تحديًا بالنسبة لى، كنت حريصًا أن أقدم هذه المشاهد بشكل متطابق إلى حد كبير مع ما قدمه الأستاذ أحمد زكى فى أفلامه، حتى يخرج العمل فى النهاية متناسقًا مع الذاكرة الفنية للجمهور».

أما عن السبب الذى جذبنى لمسرحية «نوستالجيا»، فهو أولًا أن الشخصية التى سأقدمها هى شخصية أحبها كثيرًا على المستوى الشخصى والفنى، ثانيًا كانت هناك رؤية فنية واضحة للمخرج الأستاذ تامر عبدالمنعم، الذى كان لديه شغف كبير لعرض الموضوع بشكل مختلف ومميز، ولقد استطاع أن يحقق ذلك بامتياز، كما أن فترة الثمانينيات والتسعينيات كانت فترة غنية بالذكريات التى كنت أفتقدها، وأعتقد أن الجمهور أيضًا يشعر بذلك، خاصة من حيث التمثيل والموسيقى التصويرية والمسلسلات والأغانى.

وأشار حسنين فى حديثه عن ردود فعل الجمهور، قائلاً: «الحمد لله كانت إيجابية جدًا، كان الجمهور يتفاعل بشكل كبير أثناء العرض، وهذا شىء أسعدنى للغاية، كانت أكثر لحظات السعادة عندما يخرج الناس من العرض وهم يسترجعون ذكريات معينة ويشعرون بالسعادة، هذا التفاعل كان بالنسبة لى من أجمل الأشياء التى يمكن أن تحدث فى عرض مسرحى».

< وقالت الفنانة آلاء فتحى: «دورى فى مسرحية (نوستالجيا 80/90) مميز، بتقديم شخصية الفنانة سعاد حسنى، (سندريلا الشاشة العربية)، كان هناك العديد من التحديات التى واجهتنى، خاصة أننى فى الأصل راقصة فى فرقة الحرية بالإسكندرية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة تحت قيادة الكابتن نصر الدين، الذى كان يساعدنى كثيرًا فى البروفات على تجسيد شخصية عظيمة مثل سعاد حسنى وتقديم الاستعراضات بشكل يتناسب مع أسلوبها الفريد.

واضافت آلاء فتحى، معلقه: «ما جذبنى إلى المسرحية هو أننى قبل أن أشارك كممثلة، كنت قد شاركت كراقصة فى فرقتى، وحتى أخبرنى الأستاذ تامر عبدالمنعم أنه تم اختيارى لهذا الدور، المسرحية كانت فكرة عظيمة، وكلنا كنا متحمسين لتقديم أفضل ما لدينا فى هذا العمل بكل حب وجهد، لأنه كان مختلفًا عما كنا متعودين عليه، والحمد لله حققنا نجاحًا كبيرًا».

واكملت آلاء حديثها عن المشاهد المفضلة بالنسبة لها فى المسرحية، قائلة: «فهى المشاهد التى أقدم فيها دور سعاد حسنى، خاصةً لأننى أحب المسلسل الذى يتضمن مشاهد استعراضية من أفلامها، وقد شاهدت كل حلقاته بعناية، كنت أقدم هذه المشاهد بكل حب وجهد، وهو ما جعلها قريبة إلى قلبى.

عرض «نوستالجيا 80-90» بطولة أعضاء فرقة السامر المسرحية رؤية وإخراج تامر عبدالمنعم، استعراضات فرق بورسعيد والحرية وسوهاج وروض الفرج للفنون الشعبية، إعداد التصور الموسيقى وأعاد التوزيع الموسيقى للعرض محمد مصطفى، ديكور المهندس محمد جابر، مكياچ إسلام عباس، مصمم الازياء رنا عبدالمجيد واضاءة عز حلمى والعرض من إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة.

895.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق